اخبار الساعة - عبد الكريم الحزمي
قوبل خطاب الرئيس المصري حسني مبارك الذي أعلن فيه تفويض نائبه عمر سليمان باختصاصات رئيس الجمهورية وفق ما يحدده الدستور، برفض واسع من قبل شخصيات سياسية وإعلامية وقانونية.
فقد وصف المفكر السياسي المصري مصطفى الفقي خطاب مبارك بأنه كان "مفاجأة، فقد كان الرئيس يتحدث من موقع السلطة الحقيقي ومن موقع قوة، ويؤكد عزمه على البقاء في السلطة حتى نهاية ولايته في سبتمبر/أيلول القادم".
وتوقع الفقي في تصريح للجزيرة حدوث مواجهات اليوم الجمعة بعدما استبد بالمتظاهرين الغضب مما جاء في خطاب مبارك.
من جهته وصف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ومؤسسة قطر الدكتور سيف الدين عبد الفتاح خطاب الرئيس مبارك بالقول "لقد صمتَ دهرا ونطق كفرا"، مشيرا إلى أن مبارك "يحتاج إلى محلل نفسي وليس محللا سياسيا".
واعتبر أن مبارك "نموذج للعبودية للخارج ولا يستمد شرعيته إلا من الخارج، وهو لم يتخذ قرارا مستقلا عن الخارج طيلة فترة حكمه".
وتوقع "حدوث ما لا تحمد عقباه في الأيام القادمة، وأن سقف الجماهير سيرتفع إلى محاكمة مبارك وليس مجرد رحيله، ومبارك سيكون مسؤولا عن كل ما سيحدث من كوارث على مصر في الأيام القادمة".
بدوره قال الإعلامي المصري حمدي قنديل للجزيرة "لقد أثبت مبارك بخطابه أنه يعيش في عالم آخر، ويبدو أن ذلك من آثار إقامته الطويلة في شرم الشيخ".
وأضاف أن مبارك لم يحقق للجماهير شيئا بتفويض صلاحياته لنائبه، ووصف خطاب مبارك بأنه "استجداء تافه للعواطف وبطولات كاذبة خاصة المتعلقة بحرب أكتوبر ومقاومة الأجنبي، وهو الذي أدخله إلى مصر".
وتوقع أن يخرج أكثر من 10 ملايين مصري اليوم الجمعة في كافة أنحاء البلاد، معتبرا أن رد الجيش سيكون هو العنصر الحاسم بإصداره البيان رقم 2.
أما الرئيس السابق لنادي قضاة مصر المستشار زكريا عبد العزيز فقال إن شرعية مبارك غير موجودة وقد سقطت هيبته.
وعن التفويض الذي منحه لنائبه، قال عبد العزيز "كيف يفوض نائبه وهو فاقد للشرعية، وعلى أي أساس منحه هذا التفويض، خاصة أن المادتين 82 و84 لا تجيزان لنائبه تعديل الدستور".
وأضاف أن الثورة لها شرعية نابعة من الشرعية الشعبية، كما أن الدستور القائم انهار بقيام هذه الثورة ولا يصلح فيه أي تعديل.
وقال المنسق العام لحركة كفاية عبد الحليم قنديل إن مبارك "فقد حواسه كلها وأصبح رئيسا بلا صلاحيات، ويريد حرق البلد بعناده وتسلطه وإصراره على البقاء في القصر، ولا يفهم ما يجري من حوله".
وتوقع أن تزداد الرقعة الجغرافية للثورة اتساعا، مشيرا إلى أن الجماهير تطالب الآن ليس فقط برحيل مبارك وإنما محاكمته.
وقال مؤسس حزب الكرامة حمدين صباحي إن مبارك ما زال يتحدث بنفس الطريقة الخاطئة عن التدخل الخارجي في حين أن نظامه نظام التبعية للخارج بامتياز، مضيفا "نحن في حاجة الآن إلى الاستماع للبيان رقم 2 من الجيش الذي عليه احترام خيار الشعب برحيل مبارك".
من جهته اعتبر رئيس الحركة الوطنية للتغيير محمد البرادعي أن مبارك وضع بخطابه مصر على أعتاب انفجار، ولا بد من تدخل الجيش لإنقاذ البلاد من نظام فقد شرعيته.
وأضاف للجزيرة أنه إذا لم يتدخل الجيش فسيكون الوضع مأساويا وربما تنزلق مصر إلى حرب أهلية، معتبرا أن الأكرم لمبارك أن يغادر منصبه و"سنوفر له الخروج الآمن".
أما المفكر العربي عزمي بشارة فقد وصف خطاب مبارك بأنه "مليء بالمغالطات، وليست فيه لهجة نقد واحدة لشخصه، بل على العكس ظل يمدح نفسه طيلة الوقت، ولم يذكر أنه أخطأ ولو لمرة واحدة".
وأضاف للجزيرة "أن الخطاب كان خطابا بائسا ومثيرا للرثاء، وكان يعتبر أنه هو مصر ليس قبله ولا بعده شيء".
وتوقع بشارة أن يصطف الجيش إلى جانب الشعب المصري، مشيرا إلى أن مصر تشهد حاليا عصيانا مدنيا بكل معنى الكلمة، وأنه لا يجوز تضييع هذه الفرصة".
المصدر : الجزيرة