قالت صحيفة سبق نقلا عن مصادرها، أنه يجرى حالياً التنسيق ما بين الجهات الحكومية السعودية والسلطات اليمنية لتسليم الشخص السعودي المتغيّب عن ذويه قبل ست سنوات تقريباً، الذي تمّ العثور عليه أخيراً داخل الأراضي اليمنية وهو في حالة صحية سيئة، ويعاني أمراضاً عصبية ونفسية وسط غموضٍ يحيط بكيفية دخوله لليمن, فيما كانت "سبق" قد نشرت قبل 20 يوماً تقريباً خبراً يفيد بتعرُّف أسرته عليه من خلال مقطع فيديو منتشر على اليوتيوب لم يحدّد موقع التصوير ظهر فيه ابنهم وهو ملتحٍ يقوم بالرقص على الموسيقى، وتبدو عليه علامات المرض النفسي.
وتشير التفاصيل إلى أن معلومات تلقتها أسرة الشخص المفقود من مواطن، أبلغهم فيها أنه وجد ابنهم المفقود في محيط الجمارك اليمنية، وأنه في حالةٍ يُرثى لها ويشكو أمراضاً جسدية ونفسية عدة، وأن حالته سيئة للغاية، وعلى الفور قامت أسرة المفقود بتسجيل المعلومات التي ذكرها الشخص عن وضع ابنهم وعرضوها بخطابات رسمية على إمارة منطقة جازان لاتخاذ اللازم.
وبالفعل تفاعلت إمارة المنطقة مع القضية وأحالت الأوراق كاملةً إلى قيادة حرس الحدود لاتخاذ الإجراءات النظامية والقانونية والتأكد من حقيقة وجود الشخص المذكور داخل الأراضي اليمنية من خلال إرسال لجنة رافقها أحد أقارب المفقود للتعرُّف عليه من جهة، وللتنسيق مع السلطات اليمنية من أجل المسارعة في أمر تسليمه بالطرق النظامية بين البلدين من جهة ثانية.
وتوجّه مندوبٌ من قطاع حرس الحدود بالطوال وبرفقته أحد إخوة المفقود إلى حدود الجمارك اليمنية وإلى المكان الذي يُوجد فيه ذلك الشخص، ووصلوا إليه وتعرّف عليه أخوه وكان لقاؤه به في مشهدٍ اختلطت فيها دموع الفرح بالألم، لكنه حمد الله - سبحانه وتعالى - أن مكّنهم من العثور على أخيهم المتغيّب عنهم منذ ست سنوات.
وأضافت المصادر ذاتها أنه لم يتبق سوى إنهاء إجراءات تسليم المواطن من خلال المخاطبات والأوراق الرسمية ما بين إمارة جازان وقيادة حرس الحدود من جهة والسلطات اليمنية من جهة أخرى، لتتمكن أسرته من تسلُّمه بطريقة نظامية.
وتعود تفاصيل هذه القضية بحسب ما حصلت عليها "سبق"، إلى أن المواطن نافع بن محمد مبارك الدعبلي (46 عاماً) من سكان إحدى قرى محافظة الليث بمنطقة مكة المكرّمة كان قد تغيّب عن أسرته بتاريخ 15 / 3 / 1429هـ، في ظروفٍ غامضة؛ الأمر الذي جعل والده يتقدّم ببلاغٍ رسمي إلى مخفر شرطة الشواق التابعة لمحافظة الليث يفيد فيه بتغيُّب ابنهم، وأنه لم يعد إلى المنزل.
وبيّن بأنه يعاني اضطرابات نفسية، بعدها قامت الجهات الأمنية بتعميم البلاغ على القطاعات الأمنية والمنافذ الحدودية كافةً وتزويدهم بكامل البيانات الشخصية للشخص المفقود، ولكن دون جدوى ليزيد الموقف من آلام وأحزان أسرة هذا الشخص منذ تغيّبه خوفاً عليه لأنه يمر بحالةٍ صحيةٍ سيئة.
وبقيت أسرته تتحرّى عنه وتتابع قضيته مع الجهات الأمنية طيلة السنوات الماضية إلى أن تكشفت حقيقة العثور عليه داخل الأراضي اليمنية كلغزٍ محيرٍ للجميع عن كيفية دخوله إلى الحدود اليمنية ووصوله إلى أراضيها بطريقةٍ غير نظامية.
وتبدّلت أحزان أسرة المفقود إلى أفراحٍ بعد نبأ العثور عليه والتعرُّف على شخصيته وأوصافه والتأكد منها، بعد مُضي ست سنواتٍ دون علمٍ به وبأحواله.
والمفقود سعودي من مواليد عام 1389هـ، ولم يتزوج بعد، وعاطل عن العمل، وكانت "سبق" قد نشرت موضوع تغيُّبه في وقتٍ سابق.
الفيديو الذي تم من خلاله تعرف أهله عليه: