اخبار الساعة - عبدالخالق عطشان
ما إن قال الرئيس هادي وسأتوجه إلى اللجنة الامنيه حتى انطلق سماسرةٌ من الاعلاميين لصياغة القرارات الرئاسية وكتابة اوراق الاستقالات للمسؤلين من مواقعهم والتي هي اشبه ما تكون اوكار لبث الاشاعات ودكاكين ضيقة لبيع المفرقعات وقد أوعزوا تلك التغييرات والاستقالات الى مصدرهم المسؤول والذي هو عبارة عن ضمير مسلول ومشلول يقبع في وجدانهم..
وحدها تلك المواقع الإليكترونية والصحف أدمنت على الكسب القائم على الزيف والتضليل والشائعات وفي كل يوم يتزايد ترويجهم لبضاعتهم معتمدين عليها في كسب ارزاقهم وارزاق ابنائهم يخشون فقدان العيش الرغيد والذي هو من غير حِله فتتبدل أحوالهم فيقل (اللحم ) على موائدهم وتضمحل وتتلاشى ( بحشامتهم) يوما عن يوم .. حقيقة اعتمدت هذه الصحف والمواقع في اعاشتها على اشاعتها وعلى تمويل ذلك من الهائمين على العودة إلى كرسي السلطة والذين ظلت عليهم المسالك والسُبل ولم يجدوا مصرفا لأموالهم إلا الإنفاق على هذه الصحف لتتنبأ بعودتهم والتبشير بهم والترويج لهم وتنذر من مغبة عدم تولي سواهم وإلى الخطر المحدق والمستقبل المجهول والتشكيك في كل ما هو حاصل ..حقا انها مِهنة نِخاسةٍ يريد بها هؤلاء ليس تجميل السلعة وإنما تزيين المنكر والترغيب باقتنائه.
يتفاجأ وزير بأنه اقيل من منصبه وآخر انتقاله لوزارة أخرى.. ويستغرب آخر أنه قدم استقالته.. وشيخٌ يسترجع ويقول( إنا لله وإنا إليه راجعون ) لأنه قُتل.. وجريح للثورة الشبابية في ألمانيا يتلفت يمنة ويسرة ليجد مندوب ( صالح ) قادما بالعون منه فلم يجد جميع من سبق الا اخبارا زائفة واباطيل ماثلة.. .بل ويخرجُ رئيس الوزراء راسه من شرفة داره محاولا ان يجد قادة المشترك والذين جاءوا ليثنونه عن استقالته فلم يجد الا سائق سيارته يبادله الابتسامة ويخبره أنه اطلع على ماطلع عليه من كذب و افتراء.. وهذا اللواء المستشار يُيَمم ببصره وسمعه ذات اليمين والشمال ليرى أو يسمع تلك الضغوطات الدولية والإقليمية قد تحلقت عليه لترغمه على التقاعد فلم يجد الا مجموعة من مرافقيه يضحكون في فناء فِلته وهم يتناولون ذلك الخبر من صحف مصدرها ( الشوارع ) و المصدر المسلول..
تصرفات تلك المواقع والصحف تُعبر عن فقر في اخلاق مهنة اصحابها وهبوط حاد في ضمائرهم ونزيف دائم في الأمانة لتي تحملوها في وقت الوطن في حاجة إلى اعلام يوحد الكلمة ويرص الصف يُبشر ولا يُنفر ويُيسر ولا يُعسر وينتقد للبناء لا للهدم ويقول الحق للحق لا للأستحقاق المادي مراعيا الأحوال مقدرا للظرف جاعلا هذا الوطن في فكره وفؤاده لا يديه وجيبه..