أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

حمير الأحمر ينجو من الموت مرتين !

- طارق مصطفى سلام

بعد اطلاعي على خبر نجاة الشيخ حمير الاحمر بأعجوبة من موت محقق واستشهاد أحد مرافقيه من شباب حي البريقه بعدن وهو الشاب الخلوق وسيم فيصل تواصلت مباشرة (الساعة الحادية عشر ليلا من مساء يوم الاربعاء الموافق 29يناير2014م) مع أخي في الانسانية والمدنية الجميلة ورفيقي في الثورة الشبابية الظافرة الصديق الأعز حمير بن عبدالله بن حسين الأحمر متسائلا عن مدى صحة الخبر ومطمئنا على سلامته فأكد لي صحة الخبر الاليم الذي شكل لي مرارة حقيقية كوني على معرفة وثيقة بالشهيد فهو ليس من قبيلة حاشد, بل هو أبن حارتنا الشعبية وحينا المدني البريقه المنطقة العمالية الأشهر في اليمن, كما أنه لا ينتمي لوعورة جبال عمران وسهول وادي دنان ومناطق شمال الشمال بل ينتمي للرملة الناعمة والساحل الأجمل في اليمن فهو أبن عدن أبن الجنوب الحر ومسقط رأسه يعود لأقصى منطقة في جنوب اليمن .

 

نعم ارتقت روح الشاب وسيم فيصل إلى باريها لتسكن جنة الخلد الدائمة بعد أن سجل الشهيد البطل أنبل مآثر الايثار وسطر أروع ملحمة للتضحية والبطولة فهو فضل ان يضحي بروحه الطاهرة ليحمي قائده الأحب والأعز الذي حدثني عنه ذات ليلة (من ليالي الربيع اليمني العام 2011م)بكل التقدير والاعتزاز حين التقيت به في منزل الأخ العزيز حمير بن عبدالله الاحمر في منطقة حدة عندما سنحت لنا الفرصة للانفراد ولنعيد شريط الذكريات عن محبوبتنا المشتركة (البريقه) حينها بعد ان حرص مضيفي حمير الأحمر على تقديمه لي بما يشبه المفاجئة الجميلة

 

قائلا : أخي طارق الست من مدينة البريقه؟

 

أجبته متعجلا كعادتي : أنت تعرف لك جيدا ..

 

فرد مبتسما : ما رأيك ان أعرفك على أحد ابناء منطقتك وهو من شباب البريقه ومن أهم حراسي ويحظى بثقتي الكبيرة .. فكان يومها هو لقائي الأول بالشهيد وسيم فيصل فوجدته شاب بشوش وخلوق وخير من يمثل شباب البريقه الكرام في ذلك المقام, نعم ذلك هو الانطباع الذي تبلور عندي عنه بداية في لقائي الأول بهِ بما لاحظته عنه من روعة الخلق ونزاهة السلوك, ذلك اللقاء الأول الذي تكرر كثيرا لاحقا بعدد زياراتي لمنزل الشيخ الثائر حمير بن عبدالله الاحمر لأجد انطباعي عن الشهيد يترسخ فأجده من أنبل وأشجع شباب اليمن .

 

وعودة لتفاصيل الخبر المؤلم الذي قراته الليلة في أحد المواقع الكترونية عن حادثة الاستشهاد للشاب الأغر وسيم فيصل حيث نجد ملامح الملحمة الرائعة في التضحية والايثار والآتي ذكرها لاحقا: الشيخ حمير الاحمر ينجو من الموت بأعجوبة : -

 

وسط المعارك الدامية بين جماعة الحوثيين وقبيلة حاشد في معاقل هذه القبيلة النافذة بمحافظة عمران في شمال اليمن، نجا الشيخ حمير الاحمر (القائد الميداني لقبائل حاشد) من الموت بأعجوبة .

 

وقال أحد مرافقيه أنه (الشيخ حمير) كان في أول الصفوف المواجهة لدرجة ان الحوثيين كانوا قريبين جداً من خصمهم قبائل حاشد .

 

وقد كان إطلاق النار متبادل بين الطرفين وجاء مرافق الشيخ ويدعي " وسيم فيصل " سحب الشيخ في محاولة لحمايته فأصابت المرافق رصاصة قناص برأس قاتلة وقتل ونجا الشيخ

 

ومن الجدير ذكره أن ابن الشيخ حميد الاحمر يشارك في المعارك أي ان أولاد الأحمر تركوا منازلهم وانتقلوا إلى الجبال والمتارس مصطحبين أولادهم لمواجهة ميليشيات الحوثي .. رحم الله الشهيد البطل وسيم فيصل .

 

عندما أتصلت بالشيخ حمير الاحمر متسائلا عن صحة الخبر ولأطمئن على الشاب وسيم فيصل فوجئت أن الحادث كان قد وقع في بداية الاسبوع الحالي, وليخبرني بتفاصيل أخرى جديدة لم يسبق نشرها عن محاولة أخرى لاغتياله في وقت متأخر من ليلة أمس (الثلاثاء الموافق 28يناير 2014م )عندما كان نائما في غرفة قصية في أحد المنازل المهملة وفي موقع متقدم من جبهة القتال وبعد أن تم الاعلان عن هدنة مؤقتة ليفاجىء بقذيفة دبابة تصيب الغرفة المجاورة وتحطمها كاملة !.

 

فكان عنوان هذا المقال الشيخ حمير الاحمر ينجو من الموت مرتين ..في أسبوع واحد !.

 

ورحم الله الشهيد البطل وسيم فيصل وأسكنه فسيح جناته .

Total time: 0.0516