ذكرت جماعة أنصار الله المشهورة باسم (جماعة الحوثي) المسلحة في اليمن أنها سيطرت أمس على معقل آل الأحمر القبلية في محافظة عمران، 70 كيلو مترا شمالي صنعاء، بعد أن اجتاحت قصر شيخ مشائخ قبائل حاشد الشيخ الراحل عبدالله بن حسين الأحمر.
واكدت أنها أحكمت سيطرتها على مدينتي حوث والخمري، اللتين تُعدان أهم معاقل قبيلة حاشد في محافظة عمران، وذلك بعد مواجهات مسلحة عنيفة بين مقاتلي الجماعة ورجال القبائل المسلحين في العديد من مناطق محافظة عمران خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وأعلن المتحدث الرسمي باسم جماعة الحوثي محمد عبدالسلام في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) ان مقاتلي جماعة الحوثي سيطروا على مدينة حوث وما جاورها، في إشارة الى مدينة الخمري بشكل كامل. وقال ‘الآن سقط ما تبقى من منطقة الخمري بالكامل’.
ونشرت جماعة الحوثي صورا فوتوغرافية ولقطات فيديو للتفجير الذي طال بيت الشيخ الأحمر والدخان يتصاعد من داخله في المنطقة، والتي تعتبر معقلا رئيسيا لمشائخ آل الأحمر ورمزا مهما لمشائخ قبائل حاشد بشكل عام.
وأكد مصدر محلي في محافظة عمران سيطرة الحوثيين على المدينتين وعن تردد أنباء عن حدوث خيانات في أوساط رجال القبائل لصالح جماعة الحوثي التي أغدقت عليهم الرشاوى والوعود. ‘
وأوضح أن المسلحين القبليين انسحبوا السبت فجأة من مدينتي حوث والخمري بعد هجوم عنيف استخدم فيه الحوثيون معدات عسكرية ثقيلة من معسكراتهم في محافظة صعدة في معركة يعتبرونها (مصيرية) لكسر شوكة آل الأحمر.
واتهمت المصادر بقايا النظام السابق من القيادات العسكرية والأمنية بالوقوف الى جانب مقاتلي جماعة الحوثي وتزويدهم بالمعدات العسكرية الثقيلة التي يمتلكونها والتي كانوا نهبوها قبيل مغادرتهم للسلطة عقب الثورة الشعبية، وذلك نكاية بآل الأحمر الذين وقفوا الى جانب الثورة الشعبية وساندوها ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح. ‘
وكانت قبائل آل الآحمر شنت هجوماً عنيفا على مناطق عديدة خلال الأيام القليلة الماضية التي كان يسيطر عليها مقاتلو جماعة الحوثي في محيط مدينة خيوان بمحافظة عمران وسيطروا على بعض منها، لكن الحوثيين فاجأوهم بشن هجوم اقوى بالأسلحة الثقيلة أسفرت عن سيطرتهم على مدينتي حوث والخمري.’
وتدور هذه الحرب بين مقاتلي جماعة الحوثي المسلحة المدعومة من إيران وبين رجال القبائل في محافظة عمران منذ أسابيع في ظل صمت مطبق من قبل القوات الحكومية ومن قبل الدولة بشكل عام، والتي لم تكلف نفسها القيام بأي شيء سوى إرسال لجنة وساطة رئاسية والتي لم تتمكن من إنجاز أي من المهام الموكلة إليها وفي مقدمتها وقف المواجهات المسلحة بين الجانبين.
وذكرت المصادر أن ‘كل طرف يتهم الطرف الآخر بإعاقة جهود الوساطة الرئاسية بشأن وقف إطلاق النار في محافظة عمران، وكأن دور الدولة انحصر فقط في بذل جهود وساطة وليس لعب دور في وقف إطلاق النار بين الجانبين المتقاتلين’ على حد تعبير أحد المراقبين السياسيين.
وذكر مصدر حكومي لـ’القدس العربي’ ان جماعة الحوثي انقلبت على المسار السياسي الرامي الى تهدئة الأوضاع السياسية في البلاد، كما انقلبت على مخرجات الحوار الوطني الذي طالبها بالتحول الى حزب سياسي بدلا من استمرارها كجماعة مسلحة خارجة عن القانون.
وأشار إلى ان جماعة الحوثي تحاول القيام بـ(عملية استباقية) للحيلولة دون تنفيذ النصوص والالتزامات التي يفترض القيام بها من قبلها وفي مقدمة ذلك حظر الجماعات المسلحة في البلاد وتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة للدولة. وقال ‘ان جماعة الحوثي تتهرب من استحقاقات تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الذي استمر نحو عشرة أشهر وانتهى الأسبوع الماضي، ويُخشى أن تتسارع الأحداث لتلعب جماعة الحوثي دورا في إدخال البلاد في أتون حرب أهلية في شمالي البلاد، من أجل فرض سياسة الأمر الواقع′.
واوضح أن ‘الرئاسية اليمنية قلقة جدا من مجريات الأحداث في محافظة عمران خاصة وأن هذا الاقتتال يحمل في طياته بعدا طائفيا بعيدا عن القتال القبلي، واصبح التوجه الحوثي لقتال القبائل والجماعات المناهضة له يشكل تهديدا للجمهورية، لما يطمح إليه في إعادة الإمامة الملكية القائمة على الطائفية وعلى المذهبية الدينية، التي حكمت اليمن لعدة قرون، قبل قيام الثورة عليها مطلع الستينيات من القرن الماضي’.