أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

ثوارُ في سجون الثورة

- عبد الخالق عطشان‎

تحل ذكرى الثورة الشبابية الثالثة 11 فبراير متسائلة عن أهدافها وهل تحقق المقصود والمراد من الثورة .. لكن من سينبري للإجابة على تساؤلاتها ..؟ هل هم الجرحى ، أم المعتقلون ، أم الشهداء ، أم أبناؤهم ؟ وما أكاد أجزم به هو أن أحد ممن سبق سيجيب اجابة يملؤها الحزن تتعثر حينها الكلمات غير أن الحقيقة ستكون سيدة الموقف ولا مجال لسوى ذلك وما لم تستطع ان توضحه الكلمات فستبينه الدموع ...أم أن قادة المشترك هم من سيجيبون عن تساؤلات الذكرى الثالثة للثورة الشبابية والذين ستكون اجاباتهم ممزوجة بالسياسة مغلفة بالدبلوماسية والمراوغة ولن تتعدى بضع كلمات : [ المبادرة ، التسوية ، الوفاق ، المحاصصة ، الحوار  ، المخرجات ] لكن هناك بعض كلمات سيسقطونها عمدا من اجاباتهم أهمها [ الحصانة ، الأقلمة ، المعتقلين ] فهل سيستطيعون القول : أن هناك من ثاروا معنا نسيناهم أو ( طنشناهم ) في السجون وأن من ثرنا عليهم قد منحناهم حصانة كمكافأة نهاية خدمة جراء جرمهم وظلمهم بل وقاسمونا المناصب وأشركناهم القرار .. ولكن ياللعار هل سيختمون قولهم أننا منحنا القتلة كل ذلك ودونما شرط أو قيد.!!

تحل الذكرى الثالثة للثورة الشبابية وبحلولها تتجدد الأحزان فبعض من أبناء الثورة ثاروا وناضلوا وتركوا الأهل والأوطان من أجل الحرية والكرامة فكان جزاؤهم غياهب السجون وكأن الثورة ماكانت إلا بلاءً ووبالاً عليهم فيما من ثاروا عليهم يتقلبون في النعمة والنعيم بل ويتقلدون المناصب  ويحكمون ويحاورون ويتحكمون  ويعرقلون وينقلبون وشركاؤهم في الثورة تقلدوا المناصب فأنستهم مناصبهم رواد الثورة الحقيقيون والذين حيل بينهم وبين مايشتهون من الحرية والكرامة ..

إن تلك الكلمات المنزوعة من رحم المعاناة والأسى وتلك الدموع التي تحدرت من غمائم الحزن والتي عبر من خلالها الثائر المعتقل ابراهيم الحمادي من محبسه عن حجم نكران الجميل ونسيانهم في غياهب السجون من قبل اخوانهم شركاء الثورة ممن انشغلوا عنهم وياليت هذا الإنشغال حفظ للثورة رونقها وحقق أهدافها بل أنه انشغال عجزوا معه أن يحافظوا فيه على تلك المنجزات الثورية المتواضعة الأمر الذي جعلهم عرضة للنقد والقدح والتشهير.. لقد آثر هذا الثائر وزملاؤه لقاء ربهم شرفاء مظلومون من عدوهم ومن إخوانهم عبر اضرابهم عن الطعام ويؤثرون باطن الأرض على ضاهرها وألا يرون هذا الجبن والخور والتناسي من رفقاء دربهم..

صدرت قرارات صريحة من الرئاسة بإطلاق صراح معتقلي الثورة غير أن هناك تعنتات أصرح وأفضح من النائب العام والذي يستغل ( رخاوة ) وتساهل حكومة الوفاق المحسوبة على الثورة والتي هي المسؤل الأول عن معاناتهم خصوصا بعد دخول المعتقلين في إضراب عن الطعام وعن مقابلة زوارهم .، وحري بالحكومة الممثلة للثورة الشبابية وخصوصا وأنها قد دأبت منذ نشأتها على تسيير قراراتها على التسوية والمحاصصة والمقايضة مع شركائهم في الحكومة من النظام السابق أن يبحثوا عن تسوية تعيد فيه للمعتقلين حريتهم وهو أضعف الإيمان  وأن تقف موقفا مسؤلا حيال ذلك أو أن تعلن عجزها وحينها سيجعل الله لهم من ضيقهم مخرجا.. .

Total time: 0.045