اخبار الساعة - عقيل الحلالي
أسس ضابط بارز في الجيش اليمني ميليشيا لقتال المتمردين الحوثيين الذين تنامى نفوذهم بشكل كبير في شمال البلاد بعد مرور عامين على تنحي الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح أواخر شهر فبراير عام 2012 تحت ضغط احتجاجات شعبية طالبت بالديمقراطية واستمرت طيلة عام 2011.
والتزم الجيش اليمني الحياد إزاء الصراعات المسلحة التي نشبت في الشهور الماضية في مناطق متفرقة شمال البلاد بين جماعات قبلية ودينية سنية وجماعة «الحوثيين» الشيعية التي تهيمن منذ شهر مارس عام 2011 على محافظة صعدة المحاذية السعودية. وسيطرت الجماعة مطلع شهر فبراير الجاري، بعد أسابيع من القتال العنيف، على مدينة حوث وسط محافظة عمران شمال صنعاء)، وهي المعقل الرئيسي لزعيم قبيلة «حاشد» وراعي حزب «التجمع اليمني للإصلاح» الشيخ صادق الأحمر.
وأبلغ مصدر مقرب من الشيخ الأحمر (الاتحاد) في صنعاء أمس بأن قائد اللواء (310) المدرع المرابط في مدينة عمران العميد حميد القشيبي أسس جيشا شعبيا يضم نحو ألف مسلح من أبناء قبيلة حاشد المنتمي إليها لقتال «الحوثيين».
وكان العميد القشيبي، هو أحد وجهاء حاشد، قد انشق عن نظام صالح أواخر شهر مارس 2011 وانضم إلى ما سُمي في حينه «جيش الثورة» بقيادة اللواء علي محسن الأحمر الذي أقاله الرئيس اليمني الانتقالي، عبدربه منصور هادي، من قيادة الجيش في شهر أبريل الماضي لكنه ما زال صاحب نفوذ كبير داخل المؤسسة العسكرية، باعتباره مستشاراً رئاسياً لشؤون الدفاع والأمن. كما أرسل تعزيزات عسكرية من لوائه لقتال «الحوثيين» غداة اقتحامهم معقل الشيخ الأحمر في منطقة الخمري في الثاني من فبراير الجاري، قبل أن يأمر بانسحابها خلال أقل من 24 ساعة.
وأوضح المصدر القبلي أن أفراد الجيش الشعبي يتمركزون حاليا على هضبة صغيرة بالقرب من عمران، وأن الميلشيا الحديدة يحظى بدعم مالي وميداني من قبل علي محسن الأحمر والملياردير المعروف حميد الأحمر، الأخ الأصغر لزعيم قبيلة حاشد والقيادي الكبير في حزب «التجمع اليمني للإصلاح.
وكان العميد القشيبي أبلغ مصدر في الجيش اليمني، طلب عدم كشف هويته، لـ«الاتحاد» بأن التزام الجيش الحياد سببه تجنيب البلاد الدخول في حرب أهلية جديدة، معتبرا أن تدخل الجيش، في حال حدوثه، سيكون لمصلحة طرف ضد طرف آخر. وأضاف أن اندلاع حرب أهلية سيؤثر في المقام الأول على مسار عملية انتقال السلطة في اليمن برعاية مجلس التعاون لدول الخليج العربية بوفق «خارطة طريق» قدمها منتصف عام 2011. ولم يستبعد أن تشهد العاصمة صنعاء خلال الأسابيع المقبلة حوادث عنف محدودة واغتيالات تستهدف قيادات سياسية وحكومية وعسكرية بارزة، لكنه قلل من إمكانية نشوب حرب مسلحة داخلها لأن «كل طرف يخشى الطرف الآخر»، حسب تعبيره.
وتوعدت جماعة «الحوثيين»، التي تطلق على نفسها اسم «أنصار الله»، بالرد على أي هجوم يستهدف عناصرها داخل صنعاء. وقال الناطق باسمها في اجتماعات الحوار الوطني اليمني علي البخيتي في منشور له عبر صفحته على موقع «فيسبوك» الإلكتروني للتواصل الاجتماعي، «إن مبدأ الدفاع عن النفس الذي بدأته الجماعة في جبال مران (مسقط رأس زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي) هو نفسه الذي ستستخدمه في صنعاء في حالة تعرضها لهجوم مسلح ومن أي طرف كان». وأضاف «لسنا لقمة سائغة لأحد حتى في صنعاء، الرد على أي هجوم مباشر سيكون قاسياً ومؤلماً وحاسماً».
يمن برس