شهدت ساحة الإدارة العامة لشركة النفط اليمنية مواجهة حامية بين الموظفين المحتجين ومدير عام الشركة منصور عبد الله البطاني الذي صادف حضوره للشركة مع وجود الموظفين في ساحة المبنى لتنفيذ وقفة احتجاجية ، وقد ردد الموظفين شعارات وهتافات باصوات عالية في وجه المدير العام ومن تلك الشعارات ( ارحل ارحل يا فاشل .. ارحل ارحل يا عاجز ....) وهم يقصدون بذلك المدير العام
يأتي هذا الاحتجاج بعد فشل المدير العام بتنفيذ وعوده وتورطه مع العناصر الفاسدة التي مكنها من السيطرة على المناصب الرئيسية والحساسة ( مالية وتجارية وفنية ) وقيامه بتنفيذ تغيير سلبي من خلال تدوير وترفيع العناصر المتورطة في الفترة السابقة بممارسة فساد وعبث بأموال الشركة وتحت مسميات مختلفة
الى ذلك قال مصدر خاص ان مدير عام الشركة كاد ان ينهار امام اصوات وصرخات الموظفين في وجهه ، وهو ما دفعه للفرار هاربا الى داخل المبنى وقام بزيارة لكل مدراء دوائر الادارة العامة الــ( 15 دائرة) وطلب منهم ( لف ) موظفيهم من الحوش مالم فسيحملهم المسئولية تجاه ذلك حسب قول المصدر ، هذا التصرف الغاضب وردة فعل مدير عام الشركة فسرها قيادي في الشركة بقوله ان تصرفات المدير العام بمحاولة منع الموظفين من الاحتجاج غير منطقية ومن حقهم ممارسة التعبير وفقا للقانون والاحتجاج ورفع الشعارات من الممارسات الحضارية التي تبناها القانون وشجع على حمايتها ، وقال القيادي : المدير العام الحالي رغم انه يعرف التصرفات التي مارسها المدير العام السابق ومحاولات اخماد ثورة الموظفين واستخدامه لكل انواع الترهيب والترغيب الا انها لم تجدي نفعا مع مطالب الموفين الصادقة والمخلصة ، يذكر ان المدير العام السابق استعان بعشرات المسلحين بزي مدني واستعان بعدد من الاطقم التابعة للامن المركزي وقام بإحضار ضابط لقيادة حراسة الشركة من القوات الخاصة وهذا الضابط بالمناسبة كان مسئول حراسة ملعب الثورة ومتورط بمجزرة الملعب الدموية بحق الشباب عام 2011م وقد تم تعيينه مسئول الحراسة الامنية في الشركة كمكافأة له نتيجة جرائمه من ناحية وارهاب موظفي الشركة ومحاولة اخماد ثورتهم ضد المدير العام السابق من ناحية اخرى ، استمرت مقاومة احتجاجات الموظفين رغم ممارسة كل انواع الارهاب ضدهم ومنها الاستعانة بمجرمين وبلاطجة تم استقدامهم بقيادة فارس الحباري ( قائد مليشيا الحوثيين في ارحب ) الذي قام وبالتنسيق مع ضابط الامن الذي تم تعيينه حينها ومدير عام الشركة اضافة الى مدير دائرة تقنية المعلومات ومدير دائرة مكتب المدير العام السابقين وقام فارس الحباري بتنفيذ عملية ارهابية ضد قيادات نقابية اثناء خروجهم من الشركة وقام باطلاق الرصاص الحي عليهم وملاحقتهم في الشوارع الفرعية ، رغم كل هذا الا ان النصر كان حليف الموظفين كنتيجة نهائية ، وهذا مايحاول المدير العام تجاهله عمدا ، والكلام للقيادي سابق الذكر اوردناها لتذكير من يحاولن جر المدير العام وادارة الشركة الى صراع ليس له أي جدوى
المدير العام الحالي استغل غياب الوزير وفراغ الوزارة من صاحب القرار وقام بإصدار قرارات تعيين لعدد من فروع الشركة بالمحافظة وعدد من الدوائر ( ادارة عامة ) في الادارة العامة واستحدث مواقع وظيفية جديدة وبشكل كبير خاصة بموقع نائب مدير عام فرع ونائب مدير دائرة وادارات جديدة حيث قام – علي سبيل المثال – بتقسيم دائرة الشئون الفنية الى ثلاث دوائر ودائرة الشئون التجارية الى ثلاث دوائر ودائرة الرقابة الى دائرتين وهكذا وقام بتعيين نواب مدراء دوائر واستحدث ادارات جديدة بعضها لا يوجد في الادارة سوى المدير ونائبة وهذه التعيينات مخالفة للهيكل الغير موجود وتدمير وتشتيت للكادر البشري
هذه الاستحداثات والتعيينات اعتبرها الموظفين تلبية للضغوط التي تمارس على المدير العام من العناصر الفاسدة التي مكنها من السيطرة على مفاصل الشركة والتي تدير في الباطن قطاع المصالح المتبادلة لتحقيق مكاسب شخصية ، كما ان هذه الاستحداثات الجديدة توفر فرصة لتلبية الوساطات والاتصالات التي يتلاقاها المدير العام بتعيين اشخاص في الشركة بعضهم لم يستكمل السنتين وبعضهم بمؤهلات مزورة ورغم هذا تم تلبية طلبات الوسطاء وحصل البعض على منصب وهو لا يستحقه من كل النواحي ، الاستحداثات والتعيينات ارهقت الهيكل العام للشركة واضعفت الاداء العام وأثرت سلبا على نشاط الشركة التجاري والتسويقي والتمويني لان الادارة اصبحت تعاني من الصراعات والتسابق على المهام والتكاليف لان طبيعة المهام معروفة وما حدث من استنساخ لا يتوافق مع مهام العمل لدوائر وادارات الشركة
كل هذا ادى الى تراكم الغضب ضد المدير العام الذي يقابل الطلبات الوطنية بتسويف ومماطلة ، حتى وصل الى الامر الى الوضع الذي لا يمكن تحمله حرصا من غالبية الموظفين على الشركة ومكانتها ومركزها المالي والتجاري وخوفا من تدهور اوضاعها بشكل متواصل دون ان يقوم المدير العام وادارة الشركة بوضع خطة انقاذ لوقف التدهور
مطالب الموظفين تكررت وطال الانتظار لتنفيذها وكلها شرعية ومشروعة وهدفها الحفاظ على الشركة ومستقبلها لكن املاءات "شلة " من الانتفاعيين واصحاب المصالح وهم من ولاهم المدير العام مراكز هامة في الشركة وهم نفس العناصر التي ادت بالموظفين الى ثورة على الادارة السابق وقام المدير الحالي بتدويرهم وترفعيهم وتفريغ الشركة من باقي الكفاءات التي كنت تعتبر اكبر عائق امام ممارسات فساد ممنهجة وبموجب املاءات عناصر الشلة ذاتها
اصرار مدير عام شركة النفط على تجاهل مطالب الموظفين وقيامه بتدوير واعادة وتدوير وترفيع العناصر المتورطة بقضايا فساد يدل على قيامه بمهمة تصفية الشركة لصالح نافذين وتجار وهي مساعي قديمة ، وكذلك قيام المدير العام بالاعتماد ومنح الثقة لعناصر اثبت فسادها وفشلها ومنهم مدير المشتروات الذي اشترى المدير في وقت مبكر وكذلك مدير الدائرة الفنية الذي اغرق الشركة بمشاريع فاشلة وان المدير العام كان يعلم بفساده اثناء عمله وكيلا في الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وسبق وصارحه في اجتماع عام بأنه فاسد ومتورط بقضايا فساد ورغم هذا قام بتعيينه مدير دائرة بدل منصبه السابق نائب مدير دائرة ، وكذلك مدير دائرة التوكيلات " دائرة مستحدثة" يعتبر مهندس الفساد والصفقات المشبوهة سابقا وحاليا وعدد كبير من هذه العناصر
الجدير بالذكر ان نقابة الموظفين بالشركة اعلنت عن برنامج تصعيدي حتى يتم تلبية المطالب او ترحيل المدير العام ومن معه من الفاسدين