اخبار الساعة - عبدالولي جوبع
وفريق التغيير يردد بعد مبارك ياعلي ؛ وكان يبدو على الفريقان الإعياء بعد معركة قضاها الجانبان في تبادل الرجم بالحجارة والضرب بالعصي إلا أنهم في تلك اللحظة رغم إحتكاكهم وإقتراب كل فريق من الآخر لم يستخدموا الحجارة والهراوات وما لفت نظري تلك الأثناء هو إختفاء رجال الأمن من الساحة ذلك الوقت بعد أن أكد لي أحد المتظاهرين المشاركين والمطالبين بإسقاط النظام أن رجال الأمن كانوا يطلقون النار في حال تعرض أنصار الحزب الحاكم للهجوم أما إذا هوجم المطالبون بإسقاط النظام فكأن الأمر لا يعنيه رغم أن أنصار الحزب الحاكم وبلاطجته هم من اقتحموا المظاهرة السلمية لطلاب التغيير وحولوها إلى معركة
وهذا يقودنا إلى سؤال مفاده لماذا هدأت الإشتباكات بعد رحيل رجال الأمن ولماذا أصلاً غادروا المكان رغم خطورة الموقف ؟وماهي الرسالة التي يريدون توجيهها للشعب في تلك اللحظات ؟
ولو افترضنا واستخدم المتظاهرون السلاح فيما بينهم فمن سيحمي كل طرف من الآخر وكما حصل أمس فعلاً إلا إذا أرادت قوات الأمن إرسال رسالة أن مهمتها هي حماية النظام وليذهب الشعب إلى الجحيم ! ورسالة أخرى أرادوا توصيلها ومفادها أن البلاد ستغرق في دوامة العنف في ظل مناشدة الشباب للتغيير ومطالبتهم بسقوط النظام إلا إذا ذهب جنودنا الأشاوس لشراء القات فهذا كلام آخر! فربما لم يكونوا يتوقعون أن تستمر المظاهرات حتى الساعة الثانية ظهراً والقات أهم من الشعب وهذا شيء لا يختلف عليه اثنان !
ويكفي أن نعرف سر إستغراب مراسل صحيفة الواشنطن بوست عندما وجه لي سؤال لماذا لا يذهب كل أولئك الناس
لتناول القات وهو نفس السؤال الذي وجهه لشاب آخر فهو كما يبدو هو الآخر لم يكن يتوقع أن يرى ذلك المشهد وذلك الجمع في وقت اعتاد اليمنيون فيه تناول القات لكنه لم يستغرب أويتسائل لماذا اختفى الجنود ولماذا انسحبوا من ساحة المظاهرة ولم يتسائل لماذا تتفرج السلطة على هؤلاء الشباب وهم يتصارعون ويتقاتلون فيما بينهم فالجواب يبدو لديه معروف مسبقاً كما هو لدى الكثير وهو أن النظام يريد إسقاط الشعب
نعم النظام يريد إسقاط الشعب!