بين المنفتحين على وسائل الاتصالات الحديثة ، وشبكات التواصل الاجتماعي وما تقدمه من خدمات الاتصالات المجانية وتقريب المسافات وجعل العالم قرية صغيرة .
وتخوف البعض من أن هذه الخدمات لم ولن تكون مجانية أبدا ، لأنه لا يوجد في قانون العقل والمنطق شيء مجانيٌ فعلياً .
حيث أن هذه الشركات ما هي إلا امتداد لوكالات الاستخبارات لـ (س) من الدول العُظّماء ، وذلك لأنها تسهل عليهم الحصول على المعومات ، وأرشفتها لديهم بأقل التكاليف وذلك بتنصتهم على كل حرفٍ يكتب ، وعلى كل كلمة تقال ، وعلى كل صورة تنشر ، وحفظها بامتدادات مضغوطة لتصغير حجم ذلك الكم الهائل من المعلومات ، ليسهل عليهم الرجوع إليها متى شاءوا .
وهناك وجهة أخرى تقول : أن كل المكالمات الهاتفية ، والرسائل النصية ،تصل وتؤرشف كما هو الحال مع شبكات التواصل الاجتماعي والعديد من شركات الاتصالات عبر الإنترنت .
والدليل على ذلك أنه لم تسلم حليف أمريكا الأول "ألمانيا" من التجسس على أعلا هرم في الدولة المستشارة "أنجيلا مركل" حيث ذكر العميل المتعاقد في المخابرات الأمريكية "إدوارد جوزيف سنودن" أن المخابرات الأمريكية تنصتت على "مركل" وتتنصت على أغلب المكالمات الهاتفية حول العالم .
فما دام وأن مكالماتنا ترصد وتسجل على مدار الساعة فلماذا ننفق تلك المبالغ الطائلة على شركات تخضع للهيمنة العالمية ، خصوصاً هذه الأيام في ظل الطفرة التكنولوجية الحديثة ، وليكن لسان حالنا "تعددت الشركات والتجسس واحد" .
الجدير بالذكر، في ظل هذه الثورة في عالم الاتصالات وتراسل المعلومات ، ما مصير تلك الشركات التي عاف عليها الزمن ؟ والتي نهبت المواطنين مبالغ ليست بالقليلة ، خصوصاً في الاتصالات الدولية ؟
في حين تتنافس كل شركات الاتصالات عبر الإنترنت في العالم ، فيمن يقدم الخدمة "المجانية" للمواطن حتى ولو كانت تحتوي بعض الإعلانات التجارية ، فأن تشاهد إعلان في تطبيق أفضل من أن تدفع مقابل كل ثانية تمر من مكالمتك الهاتفية .
مثلا شركة "وآتس آب " والتي بلغ مستخدموها 450مليون حول العالم ، والتي بيعت مؤخرا لفيس بوك بـ19مليار دولار تعتزم الشركة إدخال خدمة الاتصال الصوتي "مجاناً" في الأسابيع المقبلة .
كما هو الحال مع باقي شركات الاتصالات عبر الإنترنت فمثلا الشركات التي تقدم خدمة التواصل عبر كلا من الدردشة الكتابية والصوت والفيديو وإرفاق الملفات وغيرها من الخدمات كــ {لآين – سكايب – تانقو – فايبر-فيس بوك- تويتر وغيرها الكثير الكثير .
نحن في اليمن ، لدينا أربع شركات اتصال هاتفية ، في ظل هذا التقدم والتطور، لا زالت شركة واحدة تحتـكر خدمة الانترنت وتبيعه للجمهور بأسعار تقارب أسعار المكالمات الهاتفية وربما أغلا .
كما أن الانترنت في بلادنا رغم سعره المرتفع ، إلا أنه كـحيوان الكسلان (sloth) لا يتحرك إلا أربع ساعات في اليوم والليلة ، "اضطراريا" .
كيف لا وخط الانترنت البحري العالمي يمر من باب المندب ، ويتفرع إلى كل بلدان العالم ،ومن ثم يعود إلينا بحمد الله ورعايته"فرع منه" عبر الجارة المملكة العربية السعودية .
فهل كتب علينا الشقاء في هذا البلد ؟ أم أنا في نظر هؤلاء مجرد "رعية" نأخذ كل ما يقدم لنا دون نقاش ؟!
السؤال الذي يطرح نفسه : كم ستكون تكلفة الانترنت في المستقبل ؟ وهل سيتركنا أولئك الذين اعتادوا أن ندفع لهم من أصحاب شركات الاتصالات؟ أم أن الاستثمار سيتحول إلى جانب الإنترنت؟ .
»شركات الاتصالات بين التجسس وصراع البقاء»
اخبار الساعة - محمد العزكي