أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

الجزيرة الإنجليزية: صالح هو أكبر مشكلة يواجهها هادي والأخير استعاض الشرعية بالخارج

- صنعاء
أفاد تقرير نشره موقع "الجزيرة الإنجليزية" أنه إذا ما تم انتخاب الرئيس/ عبدربه منصور هادي, رئيساً لليمن مرة أخرى، فإن أكبر تحد سيواجهه في نهاية المطاف:" رسم خط تحت رئاسة صالح وبيع نفسه".
 
وأشار التقرير إلى ما قاله محلل سياسي يمني إن القتال الأخير في شمال اليمن بمحافظتي صعدة وعمران بين ميليشيات الحوثيين والمقاتلين السلفيين ورجال القبائل كان مثالاً على مدى عجز الرئيس عبدربه منصور هادي بسبب الضعف العسكري.
 
وتقول عدد من المصادر المطلعة على المداولات الداخلية بشأن هذا الصراع, إن هادي وصل إلى استنتاج مفاده إن الجيش لم يكن ببساطة في وضع يمكنه للتدخل ولذلك كان متردداً في تخصيص موارد عسكرية لإخماد انتفاضة قبلية في محافظة حضرموت جنوب شرق البلاد أو لإنهاء القتال بين وحدة عسكرية في محافظة جنوبية أخرى، الضالع، وانفصاليين جنوبيين وفقا للتقرير.
 
ويقول التقرير إن القتال في الجنوب مؤشر على قضية أخرى (عدم قدرة هادي على تهدئة زملائه الجنوبيين) مضيفا: منذ عام 2007 والحراك الجنوبي يحرض على الانفصال عن الشمال، وان محاولات هادي لإقناع أعضاء من الحراك لحضور مؤتمر الحوار الوطني كانت ناجحة نوعا ما، لكن خطاب الحراك الجنوبي في الأشهر الأخيرة اتخذ فحوى أكثر تشددا.
ووفقا لتقرير فإن هادي مع العديد من القضايا الأخرى، لم يكن- ببساطة- قادراً على بلورة استجابة ملموسة بمنهجية ودراسة لأنه يكره اتخاذ أي قرار لا يستطيع ضمان أن يحالفه النجاح الكامل.
 
ويقول التقرير إن أكبر مشكلة يواجهها هادي هو صالح الذي يغطي حيزاً كبيراً بعد عامين من تركه الرئاسة, كان الرئيس السابق بارع للغاية في التوسط في الصراعات وعلى سحق المعارضة.
 
ويردف: " هادي- الذي يخطو الآن خارج ظل صالح- ليس لديه تلك المهارة ولا القدرة.. يقول الكاتب اليمني فارع المسلمي- الذي التقى الرئيس- "الفرق الرئيسي بين الاثنين هو أن صالح يمكن أن يستخدم الناس حتى عندما يكون في موقف ضعيف أو يكون المُخطئ, هادي لا يملك هذه المهارة، حتى لو كان لديه نوايا طيبة".
 
ويقول شخص آخر تحدث مع الرئيس في عدد من المناسبات: "هاجس هادي في صالح.. هادي يعتقد أن صالح يقف وراء كلما يحدث هنا ويعتقد أنه إذا تمكن من التخلص منه فإن الحياة ستكون أكثر سهولة".
في عام 2012، نشرت تقارير عن أن هادي طلب من مجلس الأمن الدولي فرض عقوبات ضد صالح لأنه "يعرقل" عملية الانتقال السياسي في البلاد, العقوبات لم تتم في ذلك الوقت، لكن في 26 فبراير أعلنت الأمم المتحدة عن تشكيل لجنة تركز على اليمن ومخولة بمعاقبة الأفراد الذين يُنظر إليهم على أنهم يعرقلون أو يحاولون عرقلة هذه العملية, وتم منح اللجنة شهرين لوضع قائمة بالمعرقلين, ومن المرجح أن يكون صالح أول المرشحين لهذه القائمة.
يقول المسلمي إن توجه هادي إلى الأمم المتحدة بدلاً من مواجهة صالح مؤشر علني على ضعف آخر, ويقول المسلمي: "يعتمد أيضا على المجتمع الدولي بدلاً من الشرعية المحلية وهي علامة على أنه فقد التواصل مع الجمهور في اليمن".
يقول قيادي في المؤتمر الشعبي العام، الذي هادي وصالح عضوان فيه: "إذا أراد هادي أن يكون قائداً، يجب عليه مواجهة صالح، لا أن يطلب من القوى الأجنبية معاقبته".
وبحسب كاتب التقرير بيتر سالزبوري: يظهر في الواقع أن الرئيس هادي لديه شيء يقترب من الاستراتيجية.. هم رسموه في صورة رجل هادئ مفكر ومنهجي ذات خلفية عسكرية تكشف عن أسلوب إدارته ويكافح للتعامل مع المطالب الشخصية التي تبرز من الدور الذي يؤديه سلفه ذات الكاريزما الشهيرة.
 
ويعلق التقرير: في عام 1994، بعد أربع سنوات من توحد الجنوب الاشتراكي والشمال الجمهوري، هادي ساعد الجيش الشمالي في إجهاض المحاولة الجنوبية في الانفصال، وبعدما تم تعيينه وزيرا للدفاع لفترة وجيزة، تسلم هادي في وقت لاحق منصب نائب الرئيس، وهو الدور الذي ينظر إليه الجمهور على الأقل إنه كان محصوراً إلى حد كبير في قص شريط المشاريع.
التقرير المعنون بـ: الرئيس اليمني الهادئ" يضيف: نظراً لخلفيته، ليس مستغرباً أن الإنجاز الأكبر لهادي حتى الآن كان سلسلة من التحركات التدريجية لإعادة هيكلة الجيش وإزاحة عدد من الحلفاء الرئيسيين لصالح، من ضمنهم أحمد علي الذي عينه في 2013 سفيرا لليمن لدى الإمارات العربية المتحدة، كما يقول أولئك الذين عملوا مع هادي، فإن هذه الخطوة كانت جزء من استراتيجية أوسع نطاقا لتقويض قوة نظام صالح تدريجيا، في حين يخفف مركزية الحكومة بحيث لا يمكن أن يكون البلاد مُحتكرا من قبل مجموعة واحدة أو فرد، كما حدث في عهد صالح.
 
 وفي الوقت نفسه، كان أحد أهم القرارات التي اتخذها مؤتمر الحوار هو الاتفاق على تحويل اليمن في المستقبل إلى دولة فدرالية، وهي الخطوة التي يُقال إنها كانت مقترحة ومدعومة بقوة من قبل هادي.
 
طالبا عدم الكشف عن هويته، قال دبلوماسي غربي: "بغض النظر إن كان على صواب أو لا، فإنه يعتقد أن أفضل طريقة للمضي قدما هي تجريد السلطة تدريجيا من نظام صالح السابق بينما يتم تقليص المركزية وإعطاء المزيد من السلطة للناس على المستوى المحلي. ويعتقد إن هذه هي أفضل وسيلة لوقف القتال بين النخب في المستقبل ولضمان الاستقرار".
 
وحتى الآن يشعر المراقبون بالقلق من ان إعادة هيكلة الجيش بالإضافة إلى مؤتمر الحوار الوطني قد خلقت تقلبات خطيرة في اليمن. يقول محلل سياسي يمني، طلب أيضا عدم الكشف عن اسمه: "بسبب إعادة الهيكلة في الوقت الراهن، الجيش ضعيف ولا يوجد أمن"، مستدلا بهجوم ديسمبر على وزارة الدفاع اليمنية وفقا لذات التقرير.
 
ترجمة خاصة: اخبار اليوم

Total time: 0.0428