أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

بعد رحيل الأنظمة

- عباس عواد موسى
بعد رحيل الأنظمة
عباس عواد موسى
إذا كانت زميلتي سلوبودانكا يوفانوفسكا قد اتخذت موقفاً يدين روسيا في أوكرانيا فإن الصحفي ساشو أوردانوفسكي يقول : لدينا مرشحان للرئاسة في مقدونيا أحدهما السابق والمرشح الحالي ألبروفيسور  جورجي إفانوف المؤيد للروس والعاشق لبوتين والآخر ستيفو بنداروفسكي ألموالي للغرب وأمريكا , ويعلن انحيازه للروس .
ظاهرة ليست صحية . لأن الفريقين لم يقفا موقفاً سليماً من الثورة السورية المباركة . وما بُني على خطأ سيوصل العالم إلى طريق مسدود . وها هي مقونيا تقف أمام مغامرة تايوانية ليست في بابيه وإنما في كييف هذه المرة .
والآن .. إنشقت الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية فانشق المجتمع الأوكراني . ومثلما حدث هناك بات ينتقل إلى البلدان الأخرى . لكن الموقف من الثورة السورية ظل كما هو . مما يعني أن الخطأ سيبقى . هكذا يبدو لي من الوهلة الأولى .
ستتعمق الخلافات أكثر فأكثر في ظل المنعطفات الأخيرة والقادمة التي تشهدها بؤر توتر تغرق العالم بأسره . وأما نحن العرب فلا حاجة لحليف خارجي لنا بعد الآن , إلا في حال طلب منا أحد عندهم مد يد العون والمساندة . وسنقيس الأمور بدقة وعناية . وعلى الأرجح سيتخذ العرب وأقصد شعباً لا نظاماً موقفاً سيؤيد الإنفصاليين في شتى العالم الغربي والشرقي الأجنبي وحتى في داخل الولايات المتحدة نفسها حتى يتبين لنا موقف الغث من السمين .
كلاهما أرثوذكسيتان .. لكن البطريركية الأوكرانية انقسمت نصفان .. أولهما مع أوكرانيا والآخر ألحق نفسه بموسكو .
بعد رحيل الأنظمة
ألكنيسة الكاثوليكية اليونانية التي تأسست عام 1596 لتوحيد الكنيستين منعها الإتحاد السوفييتي الشيوعي القشرة والغلاف ليحافظ على أرثوذكسية البلاد . لكنها عادت لأوكرانيا عام 1989 .
ألكنيستان وقفتا إلى جانب طاغية الشآم .. فكيف سيكون تأثير الإنشقاق والشرخ الحاصل بينهما على الثورة السورية ؟
لم تكن الكنيسة الأرثوذكسية موفقة يوماً في لمّ شمل أتباعها في العالم . ولكن لحاق الكنيسة الكاثوليكية بها في تأييد طاغية الشام ألحق ضرراً كبيراً بها . فجاء الضرر من الكنيستين اللتان أدخلتا البروتستنتية معهما في سباق محموم للتحاف مع طهران الفارسية لإلحاق الخليج العربي بنفوذها وها هو ينشق فتتحد بلدانه ضد الدولة المثيرة قطر .
ولأنني لا أثق برؤية نظام عربي فأنا أكتب بلسان الشعب العربي الواحد الذي ظل في صراع ضد تجزئته التي حدثت بعد هدم الخلافة الإسلامية التي شابها ما شابها من أخطاء وثغرات واختراقات وإساءات . ولكنها كما قال لي سكان البلدان الأوروبية الصغيرة أنها حافظت على قومياتهم ولغاتهم عكس المشهد بعد انهيارها .. ومقدونيا وبلغاريا ومونتينيغرو والبوسنة والهرسك وكوسوفا والسنجق خير دليل على الذي سقته .
بلادكم اليوم محط احتلال جديد .. مظلة زائفة تركضون نحوها وباتجاهها والإتحاد الأوروبي ينهار . أفيقوا كما استيقظ العرب وابدأوا رحلة ربيعٍ جديدٍ . كي نعرف وتعرفون أي التحالف أنفع لنا ولكم .
 
 
المصدر : عباس عواد موسى

Total time: 0.0669