والد الشهيد عبادة مصطفى بني عودة : قبل استشهاده رأيت جموعاً غفيرة تؤمنا
عباس عواد موسى
أتم الحادية والعشرين من عمره . ليلقى وجه ربه شهيداً في حي جوبر الدمشقي . هو البكر لأبويه وأشقائه وشقيقاته الست يصغرونه . ألشهيد عبادة مصطفى بني عودة .. زفّه أهله وذووه وجيرانه وأهالي مدينة الزرقاء ثاني أكبر المدن الأردنية في ديوان أهالي طمون بجانب مسجد المصطفى حيث يقطنون في الجبل الأبيض .
يضيف والده نحن أصحاب قضية . ولطالما كان الشهيد يستمع من جده وجدته عن القضية الفلسطينية وأبصر ضياع الأمة على أيدي حركات تحرر وطنية ليست مجدية وتائهة .. واختار مبكراً الإنحياز إلى ربه . فقريتنا طمون هي إحدى قرى مدينة نابلس المعروفة بجبل النار والآن تتبع محافظة طوباس , تقابل جبال عجلون وترتفع 370 متراً عن سطح البحر وتبلغ مساحتها 98080 دونماً وتمتد حتى نهر الأردن من جهة الشرق .والشآم كانت هي رحلته إلى جوار ربه جل شأنه . فقد تحققت أمنيته بإذن الله . بعد أن تنقل في العديد من مناطق سوريا وكان له فيها صولات وجولات .. حتى شاء الله أن تكون رحلته الأخيرة في حي جوبر الدمشقي . حيث سقط شهيداً في مواجهة مع أوغاد النظام الذي أسقط على ذلك المكان صاروخاً وقنابل تفجيرية وانشطارية .
ترك دراسته الجامعية فقد كان طالباً يدرس بكلية العلاج الوظيفي في الجامعة الهاشمية وغادرنا يحمل سرّ أمنية استشهاده في سبيل الله . هكذا يقول والده الذي يحبه .
حب الجهاد والشهادة أحد صفات العائلة فقد كان عم الشهيد أحد الذين من بذلوا دمائهم رخيصة في سبيل الله في فلسطين عندما نالت منه يد الغدر الصهيونية عام 2000 في مدينة نابلس حين فجرت سيارته وارتقى الى ربه مدافعاً عن دينه وأرضه وهو الشهيد القسامي إبراهيم عبد الكريم بني عودة .
مكان اقامة عزاء الشهيد أصر أهله على تسميته عرساً للشهيد .. وأمّ المكان جموع غفيرة على مدى ثلاثة أيام من كافة الأطياف حيث وزع أهله الحلويات والفاكهة واستقبلوا الناس بابتسامة علت على محياهم وعلى رأسهم والده الذي لم تفارق الابتسامة وجهه .