كان اليوم خميساً عندما طلب عمر من زوجته تجهيز غرفة الجولس والماء البارد لرغبته في المقيل بالبيت معها بعيداً عن إزعاج أصحاب القرية الذين اعتاد تعاطي القات معهم في ديوان القرية كل يوم.
خرج عمر من منزله ظهرا وانطلق صوب مزرعة القات لشراء رزوة من أغصان القات كما اعتاد يومياً، وأخذ معه ابنه البالغ من العمر عشر سنوات، بينما قامت الزوجة بتنظيف غرفة الجروس وتجهيز "المتكأ" والماء البارد منتظرة عودة زوجها للمقيل معها.
وصل الرجل إلى مزرعة القات لكنه لم يجد صاحبها فذهب إلى حيث يقع منزله في نهاية المزرعة ونادي عليه طالبا منه الخروج ليبيعه القات، لكن صاحب مزرعة القات اخبره أنه لم يعد لديه ما يريد وجميع ما تبقى في المزرعة من الشجرة الخضراء قد تم بيعه لآخرين.
انزعج عمر من هذا الكلام وكرر طلبه مرة ومرتين لانه لا توجد مزرعة قات اخرى قريته غير مزرعة هذا الرجل.
وبعد مشاجرة اصر على الذهاب بنفسه لقطع القات، وتبعه صاحب المزرعة وولده، يحمم هرواة "صميل" ، وحصلت مشاجرة بين الطرفين وصلت لحد الالفاظ البذيئة، ثم تطورت إلى مشادة، تعرض فيها "عمر" لعدة طعنات غائرة في جسدة سقط على اثرها صريعاً، فأسرع طفلة واخبر والدته بما حصل فأقبلت، ووجدت زوجها جثة هامدة والجانيين لا زالا بجواره ينظران إليه، فصرخت واستنجدت بأهل القرية والذين توافدوا للمكان وقاموا باحتجاز الجانيين وتسليمها للعدالة، والذين اعترفا بالحادثة أثناء التحقيق معهما.