أخبار الساعة » دراسات ومتابعات » دراسات وتقارير

تقريرلليونيسف: الاستثمار في اليافعين من شأنه كسر حلقات الفقر وعدم المساواة

نيويورك، صنعاء 2 مارس 2011 – أعلنت اليونيسف اليوم في تقرير وضع الأطفال في العالم لعام 2011 والذي عنوانه ’‘المراهقة: مرحلة الفرص’ أن الاستثمار الآن في 1.2 مليون من اليافعين في العالم تتراوح أعمارهم بين 10 أعوام – 19 عاماً من شأنه كسر الحلقات الراسخة من الفقر وعدم المساواة.

وقد أدت الاستثمارات القوية خلال العقدين الماضيين إلى تحقيق مكاسب هائلة بالنسبة للأطفال الصغار دون سن العاشرة. ويُظهر انخفاض المعدل العالمي لوفيات الأطفال دون الخامسة والبالغ 33 في المائة أنه يتم الآن إنقاذ أرواح المزيد من الصغار، وفي معظم أنحاء العالم، من المرجح أن فرص الذهاب إلى المدارس الابتدائية متعادلة بين الفتيات والفتيان، كما أن الملايين من الأطفال يستفيدون الآن من فرص أفضل للحصول على المياه الصالحة للشرب والأدوية الأساسية مثل اللقاحات الروتينية.

 

ويشير التقرير إلى أن معدل التحاق الأطفال في الصفوف من 1 إلى 9 في اليمن قد ازداد بنسبة 40 في المائة من 2.3 مليون في عام 1999 إلى 3.2 في 2005. كما أرتفع معدل التسجيل بالمدارس الأبتداية إلى 73 في المائة بين عامي 2005 و 2009 كما تشير البيانات الحديثة.

 

ومن ناحية أخرى، فقد تحققت مكاسب أقل في المجالات التي لها تأثيرات خطيرة على اليافعين. فهناك أكثر من سبعين مليون يافع في سن المرحلة الإعدادية خارج المدارس حالياً، وعلى المستوى العالمي لا تزال الفتيات متخلفات عن الفتيان في الالتحاق بالمدارس الثانوية. وبدون التعليم لا يمكن لليافعين تطوير المعارف والمهارات التي يحتاجونها لتجاوز مخاطر الإيذاء والاستغلال والعنف التي ترتفع خلال العقد الثاني من العمر.

وقد صرح انتوني ليك، المدير التنفيذي لليونيسف، قائلاً: "تمثل المراهقة نقطة محورية – وفرصة لترسيخ المكاسب التي حققناها خلال مرحلة الطفولة المبكرة، وإلا فإننا نخاطر برؤية تلك المكاسب تمحى. ونحن بحاجة إلى تركيز المزيد من الاهتمام الآن على الوصول إلى اليافعين – ولا سيما الفتيات – من خلال الاستثمار في مجالات الصحة والتعليم وغيرها واتخاذ التدابير لإشراكهم في عملية تحسين حياتهم."

 

إن المراهقة مرحلة بالغة الأهمية. وخلال العقد الثاني من العمر، تتضح انعدام المساواة والفقر بشكل صارخ. وتقل احتمالات التحاق الشباب الفقراء أو المهمشين بمرحلة التعليم الثانوي خلال مرحلة المراهقة، كما تزيد احتمالات تعرضهم للإيذاء والاستغلال والعنف مثلاً في حالات العمل المنزلي والزواج المبكر – خاصة بالنسبة للفتيات.

أكثر من 70 مليون فتاة وامرأة في العالم ممن يتراوح أعمارهم بين 15-49 تعرضن لتشويه الأعضاء التناسلية خاصتهن (ما يعرف بـ ختان الإناث). ولا تزال اليمن واحدة من البلدان الـ 29 – يقع جميعها في القارة الأفريقية – التي حيث ختان الإناث أعلى من 1 في المائة.

وتعيش الغالبية العظمى من اليافعين اليوم (88 في المائة) في البلدان النامية. ويواجه العديد منهم مجموعة فريدة من التحديات. وعلى الرغم من أن اليافعين في مختلف أنحاء العالم عموما اليوم بصحة أفضل مما كانوا عليه في الماضي، فلا تزال هناك العديد من المخاطر الصحية كبيرة، بما في ذلك الإصابات واضطرابات التغذية وتعاطي المخدرات ومشكلات الصحة العقلية؛ وتشير التقديرات إلى أن نحو 1 من كل 5 يافعين يعاني من مشكلة نفسية أو سلوكية.

ومع وجود 81 مليون شاب عاطل عن العمل على المستوى العالمي في عام 2009، لا تزال بطالة الشباب تثير القلق في كل البلدان تقريباً. كما أن سوق العمل الذي يعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا يتطلب مهارات لا يملكها الكثير من الشباب. ولا تقتصر نتائج ذلك فقط على تضييع مواهب الشباب، ولكنها تشمل أيضاً فرصاً ضائعة بالنسبة للمجتمعات التي يعيشون فيها. وفي كثير من البلدان، تعتبر نسبة اليافعين الكبيرة بين السكان أصولاً ديموغرافية فريدة ولكن غالباً ما يتم تجاهلها. ومن خلال الاستثمار في تعليم اليافعين وتدريبهم، ويمكن للبلدان أن تكسب قوة عاملة كبيرة ومنتجة، مما يساهم بشكل كبير في نمو الاقتصادات الوطنية.

ولتمكين اليافعين من التعامل مع هذه التحديات بشكل فعال، سيكون من الضروري توجيه الاستثمارات إلى المجالات الرئيسية التالية:

 

  • تحسين جمع البيانات لزيادة فهم وضع اليافعين وإحقاق حقوقهم؛
  • الاستثمار في التعليم والتدريب، حتى يكون لدى اليافعين الوسائل اللازمة لانتشال أنفسهم من براثن الفقر والمساهمة في اقتصاداتهم الوطنية؛
  • زيادة الفرص المتاحة للشباب للمشاركة والتعبير عن آرائهم، على سبيل المثال في المجالس الوطنية للشباب ومنتديات الشباب ومبادرات خدمة المجتمع والنشاط على الإنترنت والوسائل الأخرى التي تمكن اليافعين من إسماع صوتهم؛
  • تعزيز القوانين والسياسات والبرامج التي تحمي حقوق اليافعين وتمكنهم من التغلب على العوائق التي تحول دون حصولهم على الخدمات الأساسية؛
  • تصعيد جهود مكافحة الفقر وعدم المساواة من خلال البرامج الحساسة للأطفال التي تمنع اليافعين من الانتقال إلى مرحلة البلوغ قبل الأوان.

وقال السيد ليك: "إن الملايين من الشباب في جميع أنحاء العالم ينتظرون المزيد من العمل من جانبنا جميعاً. وإن منح جميع الشباب الأدوات التي يحتاجون إليها لتحسين حياتهم من شأنه تنشئة جيل من المواطنين المستقلين اقتصادياً والذين يشاركون بشكل كامل في الحياة المدنية والقادرين على الإسهام الفعال في مجتمعاتهم ".

Total time: 0.0898