كشف وسائل إعلام غربية بان الرئيس الأمريكي السابق، جورج دبليو بوش يقيم معرضا خاصا به يتضمن رسوما رسمها لزعماء العالم.
وأفادت المصادر ان المعرض سيقام في مكتبته بولاية تكساس.
وقال بوش في مقابلة رافقتة ابنته مع قناة إن بي سي للأخبار إنه أخذ يمارس فن الرسم بعد مغادرته البيت الأبيض لأنه يعتقد أنه "شخص يحدوه تصميم على تحقيق النجاح".
ورغم الانتقادات التي وُجهت إليه بأنه لا يرى سوى اللونين الأبيض والأسود كنايةً عن عدم إلمامه بالواقع من حوله بالشكل الملائم، يقيم بوش الابن هذا المعرض لصور رسمها لزعماء قابلهم أثناء شغله منصب رئيس الولايات المتحدة.
ورغم الخيلاء والزهو بالنفس الذي اشتهر به الرجل، يعيد جورج بوش الابن تقديم نفسه بطريقة مختلفة تمامًا على أنه أحد أصحاب الأعمال في قطاع النفط بولاية تكساس الأمريكية.
ولعل موطن القوة الوحيد الذي من الممكن أن يدعم نجاح معرض الرئيس السابق للولايات التحدة هو وجوده في البيت الأبيض رئيسا للبلاد لثمان سنوات.
فقد تدخلت تلك السنوات بكل ما انطوت عليه من صخب في تركيبة الشخصية الخاصة ببوش لتجعل منه رسامًا طرق بابًا جديدًا في منطقة خاصة جدًا قد تجعل منه فنانًا فريدًا من نوعه يركز على رسم الزعماء والرؤساء.
وتظهر كل واحدة من الصور التي رسمها بوش لرؤساء الدول الذين تعامل معهم على مدار فترتي رئاسة للولايات المتحدة السمة المميزة لكل واحد من هؤلاء الزعماء.
فتظهر الابتسامة المميزة التي تدل على الرفق واللين والقوة والثقة لتوني بلير، رئيس الوزراء البريطاني السابق. وتعكس الصورة التي رسمها بوش لأنجيلا ميركيل، المستشارة الألمانية، الجانب المرح من شخصيتها.
أما صورة الدالاي لاما، الزعيم الروحي لبوذيي التبت، فتعكس على الأرجح شخصية الرئيس الأمريكي السابق نفسه لترمز إلى مرحلة تأملية دخلها بوش حديثًا هي التي يعتمد عليها في إنتاجه الفني.
انتقام عبر الفن
وتضمن المعرض أيضًا صورة للرئيس الباكستاني السابق برفيز مشرف الذي يعتبر الأكثر بساطة من بين اللوحات التي رسمها بوش.
وربما يرجع ذلك إلى دوافع شخصية لدى الرئيس الأمريكي السابق لأنه كان يتهم إسلاماباد وقت الحرب التي شنها على الإرهاب بأنها تلعب دورًا مزدوجًا تظهر فيه التعاون مع الولايات المتحدة في حين تتعاون سرًا مع تنظيم القاعدة. لذا من الممكن أن تأتي الصورة التي رسمها بوش بمستوى فني ضعيف نتيجة لمحاولة الرئيس الأمريكي السابق الانتقام من مشرف عبر لوحته الفنية.
وقال بوش إنه أقام "علاقة جيدة جدا" مع بوتين.
وبالرغم من أن الرئيس الأمريكي السابق لم يتطرق إلى مسألة ضم روسيا شبه جزيرة القرم إلى أراضيها، فإنه قال إن "بوتين شخص ينظر من نواح عدة إلى الولايات المتحدة على أنها عدو".
يقول بوش أنه حاول إظهار مدى ما يتمتع به الدالاي لاما من خفة ظل في الصورة التي رسمها له.
وأضاف بوش قائلا "حاولت أن أبدد هذه الرؤية لديه".
ويتضمن المعرض رسوما لـ 24 من القادة السياسيين في العالم التقاهم بوش عندما كان في الرئاسة.
ومضى بوش للقول إنه كان مترددا بشأن عرض صورهم "لأنني لست رساما عظيما".
رغم ذلك، يوقع بوش، الرئيس الثالث والأربعون للولايات المتحدة، جميع اللوحات والرسومات بيده.
وقال بوش في معرض المقابلة مع إن بي سي إنه تأثر بمقال رئيس الوزراء البريطاني السابق وينستون تشرشل الذي يحمل عنوان "الرسم باعتباره هواية"، مضيفا أن "عالما جديدا بالكامل" فتح أمامه.
ويقول جورج دبليو بوش أنه ما كان لينتج هذا الكم من صور الزعماء والرؤساء دون قضاء وقت طويل أثناء توليه رئاسة الولايات المتحدة في ممارسة الأنشطة الدبلوماسية.
علاوةً على ذلك، كانت هناك جهودًا أخرى أسهمت في ظهور هذه الأعمال للنور وصفها بوش بأنها استهدفت تعميق العلاقات مع هؤلاء الزعماء على المستوى الشخصي مما مكنه من التعرف على تفاصيل أكثر عنهم ساعدته في رسمهم على اللوحات.
وسيفتح المعرض أمام الجمهور على أن تحدد رسوم الدخول إليه في مبلغ 19 دولارا أمريكيا يوم السبت بمكتبة بوش في دلاس (بولاية تكساس).