أخبار الساعة » دراسات ومتابعات » تحليل ومتابعات

رؤية صهيونية : ألولايات المتحدة : دولة تعيش نصف انهيارها .. وسوريا مركز التغيير

- عباس عواد موسى
رؤية صهيونية : ألولايات المتحدة : دولة تعيش نصف انهيارها .. وسوريا مركز التغيير 
عباس عواد موسى
كدولة , تعيش وقتاً حرجاً ومنعطفاً خطيراً أكثر من أي وقت مضى وأعنف محطات تاريخنا , علينا بناء استراتيجية كاملة متكاملة , مصاغة من المفاهيم الإجتماعية والأمنية والطبية كي نتمكن من التعامل مع هؤلاء المقاتلين منا الذين أضحوا قاعدة لقوة جبارة في زمن وهننا وضعفنا وهم يتخذون من الجبهة السورية منطلقاً لامتدادهم العالمي .
وكلكم تعرفون ما قالته تيريزا ماي وزيرة الداخلية البريطانية من أن تأمين الوضع الأمني هو المهمة الرئيسية لكل حكومات البلدان في العالم . وكأنها توجه بلدان الجنوب الشرقي لأوروبا أيضاً بأن يحذو حذو الغرب في التعامل مع مجرى الحدث السوري الذي هو نقطة الإرتكاز لتغيير جذري قادم .
مرشحو الرئاسة الأربعة لجمهورية مقدونيا يتفقون على أن سوريا باتت منعطفاً خطيراً على أمن بلدهم باعتبارها تشكل نقطة تحول عالمية . ففي المناظرة التي تجري الآن على التلفاز الرسمي نجدهم يختلفون في مسارات السياسة والدبلوماسية والإقتصاد وغيرها لكن المسألة السورية اتخذوا حيالها موقفاً مشتركا .
ويتفق الصهاينة ومتبنو وجهة نظرهم على روعة الإتفاق بين أنظمة الحكم والمعارضة حيال انعكاسات الوضع الأمني المشتعل في سوريا الذي يتذبذب صعوداً ونزولاً مع ما يجري في العراق ومصر . ها هم المحللون يدلون بهذا في أوقات استراحات المناظرة بين المرشحين الأربعة . 
رؤية صهيونية : ألولايات المتحدة : دولة تعيش نصف انهيارها .. وسوريا مركز التغيير
من هم المنغمسون في المعارضة السورية الذين توجههم البوصلة الصهيونية لتلاشي خطر زوال الكيان الصهيوني حال سقوط نظام الطاغية ؟ 
يقتدي أوباما بسابقه بوش الذي فعلاً لا قولاً سيّر نصف الأمريكيين معه وترك النصف الليبرالي الآخر للخوف والرعب .
لو سألتم شعب المكسيك لعرفتم أن الولايات المتحدة طيلة القرن ونصف القرن الماضيين لأجابكم أنها دأبت على فرض عضلاتها لتهضم بلداننا وتتوسع على حسابنا . وإجابته ستجدونها نفس الإجابات لدى الآخرين من شعوب البلدان المجاورة وهذه هي إحدى النقاط الثلاث التي يضعها اليهودي سيم فكنين ضمن تحليله لانهيار أمريكا الذي وصل درجة النصف . وثاني نقاط تحليله هي أن مؤسساتها أضحت متعثرة بل وإن الرشى هي سيد القرار الأمني منذ عام 2005 ويذكرنا بإعصار كاترينا نهاية آب عام 2005 الذي أظهر عجز المؤسسة الأمنية الكبير . والنقطة الثالثة هي بديهة أن الدولة مهما كانت قوية وقديمة فهي دائماً تعجز عن حفظ نفسها في عصر المتغيرات خاصة وإن الأمريكيين مخطئون في جعل أولويتهم عكس ما هو مطلوب  فالتركيبة الإجتماعية لا تتناسب مع ما تطرحه معاهدهم .
 
إنتبهوا جيداً لما يقوله سيم فكنين واكتبوا مستقبلكم بدمائكم فالعملاء والخونة والمنافقون المندسون بيننا قابلون لتحويل قذارتهم للسيد القادم ممتثلين لأوامر سيدهم الصهيوني الذي يملك مرجعيتهم الخفية عن أعيننا واحذروا دسّ الأسماء اللامعة . يقول :
أمريكا الموحدة , ألوحشية والبربرية بسياستها الخارجية تشكل خطراً على الأمن والسلم العالميين . ولا يليق أن نطلق عليها إسم الدولة المرتدة فالأنسب لها هو إسم نصف الدولة بعد أن فقدت نصفها الآخر عالمياً .
رؤية صهيونية : ألولايات المتحدة : دولة تعيش نصف انهيارها .. وسوريا مركز التغيير
علق كثير من السياسيين عام 2011 على ما تواجهه الولايات المتحدة من أحداث داخلية . فطبقتها الوسطى ماتت بسبب الفقر وارتفعت نسبة البطالة فيها إلى حد كبير وباتت الحلول تتعثر أكثر فأكثر وتتعاظم التحديات وتعبت شعوبها من رقص الحزبين الميّتيْن . دولةٌ نكوصها إستعمارية إمبريالية كما قالوا عنها وقال آخرون هي دمية تلعب بها الأصابع الصهيونية ووصفها البعض بالفاشية والنازية حتى وصل الأمر بعدد من المراقبين والمحللين بنعتها بالدولة المنهارة .
ألدول الشمولية في الإعتبار الأمريكي هي ساقطة ويكنسها استبدادها وعنصريتها وفسادها . والدول النامية ( ألغير ناضجة ) لا تختلف فبدل أن تحمي جيوشها وأجهزتها شعوبها نجدها تنكل بهم وتعذبهم وتعمل على التخلص منهم . ويضحك محللون آخرون وهم يقرأون له ويقولون : ومن أنشأهم وربّاهم ؟
ألعصف المالي وقد مللنا كشف فضائح الرشاوي والفساد والسرقة والكسل والحسد وكره الآخر وعشق الإستغلال والتخلف العقلي والمصرفي والتراجع البحثي في كل دول العالم الرأسمالي يُنبيء بحدوث قادمٍ جديد . فالإصلاح عندهم يعني الإكثار من الفساد لأنه يفقدهم السلطة التي بدونها لا مكان لهم إلا في حاويا القمامة : هكذا يعلق المحلل الإستراتيجي أليسكندر دالي .
وبناءاً على ما قدمه سيم فكنين يرى ميلي نيديلكوفيتش أن مركز الحرب العالمية متعدد وليس أوكرانيا كما ترى السي آي إيه  فهناك دول ساقطة فعلياً وهي كل الدول التي تتذرع بمواجهة الإرهاب والإرهابيين والعصابات المسلحة ومنها سوريا والعراق ومصر والجزائر فإذا كانت جيوشها بغير ذي فائدة فكيف تكون دولاً ؟ ولماذا تقبل أمريكا برأي المرجعية الصهيونية للتعامل معها ؟ أمر غريب جداً عند ميلي الذي يرى أن هذه الدول الساقطة تتبع مرجعية ساقطة وهي حقيقة لا مناص من الإقرار بها .
وأعود معكم برفقة تساؤل سيم فكنين عن مستقبل دولة كأمريكا هي الأولى عالمياً في العنصرية والفاشية وجرائم القتل والسرقة والإغتصاب والفساد بكل أنواعه وأشكاله والبوليسية فهي قلقة متوترة تتجسس على مواطنيها وكل شعوب الأرض وقادتهم حتى ممن غرستهم هي بنفسها : أهي دولة ساقطة ؟ أجيبوا أنتم ولا تدعوا حكامكم يجيبون .
 
المصدر : عباس عواد موسى

Total time: 0.0773