أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

نموذج صارخ من التناقض واللامسئولية في الخطاب السياسي والإعلامي المؤتمري

- محمد مصطفى العمراني

من حق محافظ إب القاضي أحمد عبد الله الحجري أن ينتقد الاعتصام السلمي بإب فهو يطالب بتغييره وعزيز على النفس البشرية أن تترك منصب كهذا والعناد حاضر والاتصالات شغالة والتصعيد الحزبي موجود كل هذا دفع بالحجري لأن يخرج عن وقار القاضي ومنطق العاقل ولكن هناك سؤال جوهري وهام جدا أتمنى أن يجيب عليه القاضي الحجري وإخواني أعضاء المؤتمر وقياداته وهو : ماذا لو عين القاضي الحجري محافظ لعمران فكيف سيتعامل مع اعتصام مسلح لمليشيات الحوثي وتصعيد وتحرك يطالب بإقالة المحافظ ويسعى للسيطرة على المحافظة بقوة السلاح كيف سيكون موقفه حينها وموقف المؤتمر ؟!!

 من يقارن بين خطاب المؤتمر الشعبي العام عن حزب الإصلاح وخطابه عن الحوثيين وكيف يحاول هذا الإعلام تصوير أبناء الإصلاح كـ " شياطين مجرمون" " يريدون تدمير اليمن" و تصوير مليشيات الحوثي المسلحة المتمردة على أنهم " مواطنون سلميين " و" قوى سلمية " ومن يقارن بين بيان المؤتمر الشعبي العام عن الاعتصام السلمي الذي نظمه العشرات من أبناء إب أمام مبنى المحافظة وبيان المؤتمر الشعبي العام عن أحداث عمران ورؤيته لمليشيات الحوثي المسلحة التي حاولت وما تزال تحاول اقتحام عمران بقوة السلاح يدرك إلى أي مدى وصل إليه الخطاب الإعلامي للمؤتمر من تناقض؟!!

كنت أتمنى ان يتم التعامل مع قضايا كهذه وبرؤية وطنية بعيدا عن المكايدات والمزايدات الاستقواء بالخارج ولكن الذي حدث أن الحكمة غابت والعقل أختفى وحضرت المكايدات وللأسف الوطن وأبناء اليمن هم من سيدفعون ثمن هذه المواقف الغير وطنية والغير مسئولة .

الذي ظهر جليا للناس انه لا يوجد أي مانع لدى قيادة المؤتمر وإعلامه من تغرق اليمن في الفوضى والعنف والاقتتال مع مليشيات الحوثي المسلحة المتمردة أو حتى تسلم لهم البلاد كلها باردة مبردة طالما وأن هذا سيشفي غليل قادة المؤتمر وسيضمن لهم الإنتقام من الإصلاح أما البلاد فلتذهب إلى حيث ألقت رحلها أم قعشم .!!  

أين الوطنية والمصداقية في موقف كهذا ينطلق من دافع الإنتقام والمقامرة بالبلاد وتحويلها لساحة تصفية حسابات لتغو الغاية والهدف هو أن يشعر صالح وخبرته بلذة الإنتقام ويشفون غليلهم ولو بتنفيذ المخطط الأمريكي التخريبي الذي يهدف للتمكين لمليشيات الحوثي المتمردة وضرب القوى الوطنية والذي تنفذه دوائر فاعلة في سلطة هادي ومبعوث الأمريكان جمال بن عمر الذي عارضوه في وقت سابق وانتقدوه وشتموه ثم وجدناهم هم معه في التمكين للحوثة والمهم لديهم أن ينتقموا من الإصلاح وما بقي من الثورة الشبابية ؟!!

الإصلاح تنظيم سياسي له أخطاء وسلبيات وله ميزات وإيجابيات مثله مثل بقية التنظيمات السياسية في اليمن بمعنى أنه له وعليه ولكن شيطنة أعضاء الإصلاح وتبرئة مليشيات متمردة مسلحة تمارس الإرهاب بأبشع أنواعه وتقتل على الهوية وتدمر المنازل وتفجر المدارس وتحول المساجد بيوت الله إلى لوكندات وتشرد عشرات الآلاف هو أمر بعيد عن الإنصاف والواقع وعن المهنية والمصداقية .

كثيرون يختلفون مع الإصلاح وينتقدونه أو حتى الذين فقدوا الثقة فيه أو في غيره لن يصدقوا مثل هكذا خطاب لأنه خطاب يصدر بدافع المكايدات وتصفية الحسابات إضافة إلى أنه خطاب إعلامي غير واقعي لأن ليس من المعقول أن يكون الإصلاح كل سبب كل شر وفساد في البلاد وكأن الآخرون ملائكة ؟.!!

للأسف من يتابع كثيرا من التناولات الإعلامية في الوسائل الإعلامية التابعة للرئيس السابق يجد أن الهدف والأهم هو أن يشفي صالح غليله ويبرد قلبه ولو " تخرب البلاد ولا زادت سبرت" هذا شعار صالح ولسان حاله " علي وعلى أعدائي " والذي حوله الإعلام التابع له إلى برنامج عملي يشاهده البعض ويشفق على هذا الوطن الذي سيدفع الثمن في نهاية الأمر وفي خاتمة المطاف ..

صحيح أن الإصلاح لا يمثل البلاد لوحده وليس هو الوطن وكذلك المؤتمر ولكنها دعوة صادقة لنبذ خطاب العنف والكراهية والتحريض فنحن في سفينة واحدة وأبناء وطن واحد مهما أغلظ بعضنا على بعض .

مؤخرا تبرأ المؤتمر من أي خطاب إعلامي في غير وسائل إعلامية محددة والبعض رأى أنه بسبب كتابة الرئيس السابق صالح لمقال وضمنه شتائمه وألفاظه التي كان ينبغي الترفع عنها ، قال المؤتمر أن الوسائل الإعلامية التابعة له وحددها بالميثاق و22 مايو والمؤتمر نت هي من تعبر عنه رسميا ومع هذا فهذه الوسائل الإعلامية لا تختلف كثيرا عن " اليمن اليوم" صحيفة وقناة وكذلك قناة " آزال" وبقية وسائل إعلام الرئيس صالح ولا تخلو من التحريض على العنف والكراهية ومن خطاب الانتقام الذي يختزل كل فساد وشرور بالإصلاح "إخوان اليمن" "إخوان اليمن" "إخوان اليمن" "الساقطون المدمرون" التخريبيين" ال وأل ...إلى آخر القائمة وللأسف وليت مليشيات الحوثي التي ترتكب كل هذه الجرائم يطالها شيء من هذه الاتهامات .

الإصلاح له أخطاء مثله مثل المؤتمر أو أي تيار سياسي له وعليه ونقد أخطاءه مطلوب وأمر صحي ولكن شيطنته وبالمقابل تصوير الحوثيين وهم مليشيات مسلحة متمردة تهدد أمن واستقرار اليمن بـ "حمائم السلام" و" طيور الجنة" و" المواطنين السلميين " هو خطاب إعلامي بعيد عن الإنصاف والواقع والحقيقة يعلمها الناس جميعا ولا يستطيع أحد خداعهم بهكذا خطاب وهو خطاب مكايدات وتصفية حسابات والله المستعان وربنا يلطف بهذه البلاد وأهلها ..

Total time: 0.0561