أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

سماسرة أم مثقفون ؟

- بقلم وليد الشرماني

في واقعنا المرير وفي ظل العراك السياسي الذي تشهده البلد وسياسة شراء الذمم والأصوات، ارتفعت أصوات السماسرة وتجار النخاسة، فكان المتأثرون بذلك هم ضعاف النفوس وأصحاب القيم والمبادئ الهوشلية، مهما كان انتمائهم ومستوى تعليمهم، فإن ذلك لم يحل بينهم وبين نزواتهم ورغباتهم المتمردة،

إذ أن العامل المادي غلب المصلحة العامة والقيم والأخلاق والمبادئ، فباعوا أنفسهم بثمن بخس، وساروا كقطيع من الماشية يقتاده راعي شاب مراهق استقدمته الدولة الفارس لتنفيذ مشاريعها التدميرية في المنطقة، فجاءت معه سنون عجاف من التقدم والرقي والخير، فإن تمرد عليه بعض الشرفاء وحصدوا بعض سنابل الخير جاء ليذرها في جبال ووهاد الفوضى والإحتراب..

 

ومع كل هذه المعاناة والقحط والجفاف العقلاني الذي ضرب مناطق شمال الشمال التي يسيطر عليها الحوثيون، جاء اللواء- الترب الذي نأمل أن يعود بمقدمه الأمن الذي افتقدناه ردحاً من الزمن- فاستبشرنا بمقدمه خيراً آملين أن يرمم ما فعلته بنا الأيام من فوضى، إلا أن النخاسون والمتاجرون بدماء الأبرياء أبو إلا أن يجحدوا ما يقوم به من لمسات أشعرت المواطن بخيرية الرجل ونيته الحسنة لإصلاح ما أفسده الزمن،

بل زادوا من التجييش والتجنيد الإعلامي ضده بهدف إفشال خطواته الجادة، وإرباك نواياه الحسنة.. والمصيبة أن بعض أولئك المجندون يحسبون على المثقفين والحقوقيين الذين سبق وأن عانوا من بطش النظام السابق ودهاليز سجونه..

المدعو- علي البخيتي الناطق عن أنصار الشيطان, بعد أن لفت انتباههم في واحدة من حفلات الجنون الدموية أثناء ترويجه وتسويقه لأفكارهم الهدامة كان قد قرر السيد راعي الحفلة استقطاب ذلك الشاب وتعيينه سمساراً ومروج لحفلاته فصار البخيتي على نهج سيده بل وولى بعيداً عن النهج غير آبه بأن ذلك القبح الذي يمتهنه سيسقطه أخلاقياً ووطنياً واجتماعياً وإنسانياً ولن تقوم له قائمة..

 

 ظهر في الأيام القليلة الماضية على حقيقته التي يداريها إذ نشر موالاً من مواويله المضرجة بالقبح لا أدري أكان هذا الموال رثاء أم عواء.. كان المستهدف فيه وزير الداخلية اللواء- عبده حسين الترب حيث سرد بدايات الوزير بطريقة هزلية عدائية مليئة بالحقد والضغينة ينضح منها الأسلوب الطائفي المقيت في محاولة يائسة للنيل من هذه القامة السامقة التي بدأت تسير بخطى ثابتة بعيدة عن الانتماءات الحزبية التي أرهقت كاهل الوطن.. وهو بذلك لا يسيء لشخص الوزير وإنما للوطن برمته..

 

إن البخيتي بهذا الأسلوب الفج أزاح اللثام عن مخططاته الخفية التي تعيث بالأرض فساداً مسنودة بالدعم المعنوي من قبل أولئك الذين لا يتمنون للوطن التعافي من الطعنات التي تلقاها منهم طيلة السنين الماضية.. لذلك فإني أدعوه لأن يعي أن هذا الشعب المستكين لا يمكن له أن يتحمل فوق طاقته بل سينتفض في وجه هذا المشروع التآمري الذي يروج له، وسيلفظه بعيداً والعاقبة للمتقين.

 

أما الوزير النشيط الترب فعليه ألا يلفت إلى تلك الأبواق التي تمني نفسها الأمارة بالسوء إخفاقاً يمنحها فرصة التمدد على جسد هذا الوطن التي تكالبت عليه الأمم، بل يسير على نفس النهج الذي بدأه كي يحقق لنا الأمن المنشود.. فالقافلة تسير والكلاب تنبح.

 

المصدر : متابعات

Total time: 0.049