أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

لماذا تقول المرأة «ليته أني ولا هو»..؟!

- استطلاع - منال الأديمي

فجأة يتحوّل البيت إلى ثكنة عسكرية يُحظر فيه تجوال الأطفال واللعب, ويُمنع فتح التلفزيون, ويعيش كل في البيت حالة طوارئ؛ لأن «هو» مريض .. رأسي .. آه, هاتي ماء «هاتي مهدّئ» هاتي عصير, هاتي....... تعالي .... «أنتِ ما تفهميش...» لا أحد يحس بي «أنا أموت» سكّتي عيالك, طفّي التلفزيون, ما أن تذهب لتنفيذ الأوامر حتى يصرخ بصوت عالٍ: «واين رحتي، كيف تخلّينا وأنا مريض..؟!» كل هذه التناقضات في الأوامر والتهويل والصراخ وأجواء الكآبة والطوارئ, تجعل منها تصرخ داعية: «ليته أني ولا هو..!!»..كل هذا هو حال «هي» إذا ما ألمّ بــ «هو» نزلة مرضية بسيطة ولو كان مجرد صداع أو نزلة برد عادية, فماذا لو مرضت «هي»..؟!.
بالطبع تبقى كل مسؤولياتها الزوجية تجاه الزوج والبيت والأولاد من مهامها حتى في أقسى لحظات الألم وأشد أوقات المرض؛ بل حتى في لحظات الولادة, لاتزال تقوم بكل واجباتها وحتى آخر لحظة دون كلل أو ملل وتذمُّر.
 أغلبهن هنا يؤكدن أنهن كنّ يؤدّين واجبهن تجاه البيت والأطفال والزوج إلى ما قبل الولادة بساعات قليلة, ويروين تفاصيل ما يحدث لو ألمَّ بــ «هو» مرض بسيط.
أحيا على أعصابي وأخشى رنّة التلفون..!!
تقول سارة: إذا ما مرض زوجي فهذا معناه أن في انتظاري أياماً قاسية وصعبة, ليس عليّ وحسب ولكن على الأولاد أيضاً, وفيها حتى سلك التلفون الثابت أقوم بفصله, لأنه لا يريد حتى أن يسمع صوت الهاتف يرن, وكذا مرة كان يأتي وأنا أرد على التلفون, فيقوم بتكسير الجهاز, ينقلب إلى شخص آخر لا أعرفه في الحقيقة، ولولا أني أقدّر ظروف مرضه, وأعرف تماماً أنها مجرد أيام استثنائية فقط وتنتهي تلك السلوكيات لمجرد أن يكون بخير, وسيعود كما هو الرجل الحنون والخلوق جداً؛ لكنت تركته؛ لأنه بصراحة حين يمرض يصبح رجلاً لا يُطاق مطلقاً, وهو حين يستعيد عافيته يضحك من تصرّفاته تلك حين نحكيها له أنا والأولاد ويعتذر أيضاً, ويعدنا ألا يفعلها فيما لو مرض مرة أخرى ـ لا قدّر الله ـ لكنه يكون هو في كل مرّة حين يدهمه المرض, ودوماً ما أدعو: «ليته أني ولا هو».
ممنوع الزيارات
تبتسم «هناء» وتبدأ قائلة: وكأنكِ في كل ما ذكرتِ متواجدة معنا, وتضيف: إذا ما مرض زوجي أي مرض عادي كالزكام مثلاً فإنه يصبح حاد الطباع, وكثير الشكوى, والتذمُّر, والتألُّم, لذا أقوم بالتواصل وإبلاغ الأهل والأصدقاء ألا يباغتوني بزيارة؛ لأن زوجي من الممكن أن تضيق أخلاقه ويُسمعني والضيوف كلاماً سأخجل وسيخجل منه هو أيضاً لاحقاً..!!.
يذهب إلى بيت والدته
تقول «ريم»: في الحقيقة أنا لا أعرف ماذا يفعل زوجي إذا ما مرض, لأنه إذا ما شعر بمرض ذهب إلى بيت والدته ومكث هناك حتى يسترد عافيته، أحياناً أذهب معه للسهر على راحته ومساعدة والدته في العناية به، وأحياناً إذا ما كانت لدى الأولاد ظروف دراسية كامتحانات وغيرها فإنه يذهب وحده؛ لكنه عموماً يبقى ساكناً ويفضّل أن تبقى أمه إلى جواره حتى يسترد عافيته وبعدها يعود إلى البيت وهو في صحّة جيدة.
أما عن مرض «هو» وماذا يحدث مع البعض، فقد كانت ردود كل من سألناهم كالتالي:
هذه مبالغة
صالح السلامي يقول: لا أظن كل هذا يحدث؛ هذه مبالغة, وكل ما في الأمر وعلى الأقل بالنسبة لي إن مرضت أحب أن أرتاح، ولا أظن الإزعاج أسلوب الجميع, وفي الحقيقة قد يفعل ذلك البعض, فنرى البعض قد يعاني من سكرات الموت ولا يصرخ ولا يحدث ضجّة, والبعض يعاني من الزكام ويجعل البيت طوارئ مستشفى..!!.
خلل في العلاقة
 من جانبه الأخ كريم الصلوي يقول: لا أعتقد، هذه حركات من بعض الناس الذين في داخلهم شعور أنهم غير محبوبين بالقدر الكافي ولا تهتم بهم زوجاتهم إلا في حالة المرض، وهذا ـ على ما أعتقد ـ ناتج عن خلل في الاتصال بين الرجل وشريكة حياته.
واحدة بواحدة..!!
أما الأخ عثمان الصلوي فيقول ضاحكاً وموجّهاً كلامه إلى حواء: تحمّليه يوم أن يمرض «ما هو يتحمّل طول السنة, هات, جيب, ليش؟ واين كنت؟ ليش سرت؟ ومن فين أجيت؟ وهات كذا, وهات كذا, ما عد باقي كذا, وفلانة اشتروا, وفلانة راحوا, وفلانة في بيتهم كذا, واحنا نشتي مثلهم وهكذا» في رأيي أن هذه بهذه, واحدة بواحدة..!!.
رجل بلا عقل
فؤاد القدسي يقول: هؤلاء الناس موجودون وبكثرة, ولا أنكر أن هناك من يصبح سيئ الخُلق والمزاج إذا ما مرض, لكن أن تصل ردّة الفعل ببعضهم إلى هذا الحد؛ فأنا أشكُّ أن يفعل ذلك رجل لديه عقل؛ ولكني مع ذلك لا أنكر وجوده.
كلنا كنّا أطفالاً
الأخ هشام آغا يقول: ليس إلى هذه الدرجة يا صديقتي؛ فعلى الإنسان أن يكون صبوراً, وأن يحتمّل ليعلّم أطفاله الخُلق السليم, والصبر, والحمد لله في السراء والضراء, أيضاً ما ذنب الأولاد بمزاجي..؟! فكلنا كنّا يوماً أطفالاًَ, وكنّا كذلك مثلهم وهذا هو حال الدنيا.
هذا بالضبط ما يحصل
صلاح الشرفي ضاحكاً يقول: هو ذلك بالضبط ما يحصل, وفي الحقيقة وكأنكِ تروين الحدث وأنتِ تعيشينه معنا في البيت حين أكون مريضاً.
أريدهم جميعهم حولي
خالد العرشي ينفي ذلك ويقول: بالعكس أثناء المرض أكون بحاجة إلى أولادي وأهلي ولا أتضايق منهم أبداً، وأحب أن أشعر أنهم في جانبي مهما تعالت أصواتهم وكان ضجيجهم.
أعمد إلى النوم فقط
أما صالح حسين فيقول: في الحقيقة إن من يتصرّف كذلك يكاد أن يكون كمن ينقل المرض أضعافاً مضاعفة إلى كل من في البيت وكل من حوله, وعنّي أنا فلا يحدث لي هذا مطلقاً, ولا أُحدث مثل هذا الضجيج، ولو مرضت فأنا أعمد إلى النوم فقط ولا أزعج أحداً.
يدعون عليه بـ«الموت»..!!
من جانبه قال الأخ عمر أمين: في رأيي من يفعل ذلك ليس بمريض, بل هو مـجنون رسمي, ومؤكـد أن كل من حوله لن يدعوا له بالسلامة والشفاء, بل بالموت للخلاص والراحة منه ومن شرّه..!!.

المصدر : الجمهورية نت

Total time: 0.0481