أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

عوائق وعراقيل تحيط بشركات التنقيب بمنجم الذهب بأفلح الشام - محافظة حجة ( تفاصيل)

- الجمهورية نت

كشفت دراسات واستكشافات منذ أكثر من 15عشر عاماً، عن وجود كميات هائلة من المعادن في منطقة الحارقة بمديرية أفلح الشام وأن النتائج الأولية لمعدن الذهب في المنطقة مبشرة وواعدة بالخير على أبناء اليمن عموماً ومحافظة حجة خصوصاً، وهو ما أفصح عنه الخبراء الأجانب الذين تعاقبوا على زيارة هذا المنجم .
 
وكان المدير المساعد لشئون الاستكشاف المهندس عبد المعين علي الشيباني قد أوضح أن المنطقة واعدة بالخير على اليمن لكنها بحاجة إلى جهد كبير وتعاون من الجميع حتى تنتقل إلى مرحلة التعدين، والوصول إلى مرحلة تكون فيها بمثابة فاتحة خير للبلد عموماً لأنها ستكون الخطوة الأولى نحو المرحلة المنجمية التي ستغذي البلد بالكثير من الخيرات المدفونة تحت الأرض أسوة بالدول المتقدمة.
 
وكان مسئولون شركة كانتكس قد زاروا مديرية أفلح الشام وتحديدا منطقة الحارقة لإنشاء أول منجم للذهب في اليمن بعد اكتشاف الشركة ما يزيد على(96) مليون جرام من الذهب.
 
وأضاف أن الشركة ستقوم بالشراكة مع شركة (فالى انترناشيونال) ثاني أكبر شركة في العالم في مجال الاستثمار والبحث عن الثروات المعدنية لوضع الخطة الفنية والتنفيذية في مجال استكمال الدراسات الاستثنائية وتوفير المقومات الأساسية والبناء خلال فترة زمنية تنتهي في عام 2010م، تليها مرحلة الإنتاج والاستخراج حيث يتوقع إنفاق واستثمار مبلغ يصل إلى ثمانمائة مليون دولار حتى الوصول إلى استخراج هذه الثروات المعدنية.
 
وتعترض أعمال شركة كانتيكس للتنقيب عن الذهب بعض العوائق والمشاكل من قبل بعض أبناء المديرية وبعض المشايخ والوجهاء ممن لهم أملاك في جبل “الحارقة “، إلى جانب اعتراض قيادة الشركة والتقطع لهم في الطرقات، أحياناً لمطالب حقوقية وأحياناً أخرى لابتزاز الشركة بحسب مصادر، ما أصبح يفرض ردعها من قبل الأجهزة الأمنية لتمهيد الطريق أمام الاستثمار في المنطقة وغيرها من المناطق الأخرى.
 
مدير عام مديرية أفلح الشام حسين السوادي تحدث قائلاً : تنقيب الشركة عن الذهب بمنطقة الحارقة بمديرية أفلح الشام مستمر بتعاون أبناء المديرية مع السلطة المحلية بالمديرية منذ بداية التنقيب عن الذهب بالمديرية في 1997م حتى اليوم وذلك بهدف دراسة الجدوى الاقتصادية .
 
وبخصوص المشاكل التي تحدث للشركة بين الفينة والأخرى، قال السوادي: هذه المشاكل طبيعية ويتم احتواؤها في حينها، وهي عبارة عن مشاكل تحدث بين المواطنين على ملكية الأرض مما يؤدي إلى توقف عمل الحفار التابع للشركة لفترة محدودة ومن ثم يعود العمل من جديد في المنجم .
 
ويضيف : كما أن الخلافات أو المشاكل تكون في بعض الأحيان على بعض الحقوق المادية ويتم حلها أيضاً في وقتها، أما الشائعات حول توقف التنقيب فليس لها أي أساس من الصحة فالتنقيب جار ومستمر.
 
 “ هناك توجيهات صدرت من محافظ المحافظة علي القيسي والوكيل الدكتور إبراهيم الشامي بتشكيل لجنة لحل النزاعات التي تحدث في المديرية والتي تخص التنقيب “ ذلك ما يشير إليه مدير عام مديرية أفلح الشام، إزاء تفاقم المشاكل والعوائق لعمل الشركة، مضيفاً : وهذه اللجنة مشكلة من مجموعة من المشايخ بالمديرية وذلك بغرض تيسير وتسهيل عمل الشركة وحل الخلافات التي تحدث أولاً بأول.
 
الضابط الأمني للشركة عبد القوي الجند أوضح أن الشركة تمارس أعمالها إلا أن هناك بعض المعوقات التي تحدث، وأن بعضها مطالب حقوقية لأبناء المنطقة نفسها، وبعضها يتزعمها مشايخ هدفهم إعاقة العمل، إلا أنه يتم احتواؤها مباشرة.
 
الشيخ محمد يحيى أبو هادي عضو مجلس النواب سابقاً وعضو لجنة حل الإشكالات في منجم الذهب بأفلح الشام أكد أن منطقة المحرقة منطقة محرومة خاصة من الماء كون المنطقة كانت بها غيول وخزانات المياه والآبار السطحية وكان فيها حوض مائي أكبر من سد مأرب، وعندما أتت الشركة وبدأت بأعمال الحفر في المنجم غار الماء وأصبح الهم الوحيد لأبناء المنطقة، ومع العلم أن المنطقة كانت من أكثر المناطق التي يتواجد بها الماء واليوم المواطن يشتري الوايت بـ (12000) ألف ريال.
 
وأضاف: المواطن في أفلح الشام بحاجة ماسة لشربة الماء وبحاجة للطريق والكهرباء، كما أن الدولة مهملة لمطالب المواطنين الذين تحملوا لمدة 17سنة لأعمال الشركة والتنقيب دون أن تلتفت الدولة لهم وهذه الخدمات من شأنها أن تخدم الشركة المنقبة عن الذهب أكثر من المواطن.
وطالب الجميع بالمديرية بالصبر والتحمل كون المشروع سيستفيد منه الجميع.
 
واختتم أبو هادى : المواطنون الآن يتمنون أن الشركة لم تأت إليهم للتنقيب عن الذهب لأنهم لم يستفيدوا أبداً وحان الوقت لإنصافهم والاستجابة لمطالبهم الحقوقية والخدمية لما فيه المصلحة العامة.
من جانبه الشيخ ناصر العبدلي قال: مطالب أبناء المنطقة مطالب عادلة والناس بحاجة ماسة لبعض الخدمات الضرورية، والتي تعد تطميناً للمواطنين خاصة من لهم أملاك في نفس “المنجم” ليشعروا بأن الدولة مهتمة بهم كون المشروع له أكثر من 17سنة ولم يتحقق لأبناء المنطقة شيء.
 
وعن إعاقة أعمال الشركة قال: هناك قبائل كثر في المنطقة خاصة ممن لهم ملكية في أراضي المنجم، وهؤلاء يقومون بابتزاز الشركة المنقبة بمطالب خاصة كالمطالبة بتوفير الغاز المنزلي، وتوفير مشاريع خدمية أخرى كالمياه والكهرباء وغيرها، ما يؤدي لتأثر أبناء المنطقة الآخرين وحدوث المشاكل ومحاولات إعاقة عمل الشركة، أي إن هناك من يدفعهم ويقف خلفهم.
 
ويختتم بالقول: لذا فيجب على أبناء المديرية توحيد مطالبهم حتى لا تتشتت ويتخذوا آلية للمطالبة، بحيث ينصف أصحاب الملك ويوزع الباقي على أبناء المديرية سواء خدمات أو عمالة أو غيرها.
 
العوائق التي تعترض الشركة المنقبة دعت السلطات في المحافظة إلى تشكيل لجنة تقييم ومتابعة أعمال الشركة من المشايخ والعقال والوجهاء في المديرية برئاسة وكيل المحافظة الدكتور إبراهيم الشامي للوقوف على الإشكالات التي تحدث بين الفينة والأخرى للشركة، حيث اتخذت اللجنة خلال هذا الأسبوع جملة من الإجراءات التنفيذية لاحتواء الإشكالات التي أعاقت مؤخراَ أعمال الشركة.
 
وشددت على ضبط كل من يعيق عمل الشركة وإحالتهم للجهات المعنية بما يمكنها من مواصلة أنشطتها التعدينية واستقدام المعدات اللازمة للتهيئة لإنشاء المنجم.
كما استعرضت اللجنة الأنشطة الاستكشافية الميدانية التي قامت بها الشركة خلال الفترة الماضية والنتائج الإيجابية التي توصلت إليها مجمل الدراسات بشأن استكشاف معدن الذهب بالنطاق المحدد في منطقة الحارقة، ومدى الجدوى الاقتصادية التي يمكن أن تتحقق من وراء استخراج هذه الثروات الكامنة.
 
وحث وكيل المحافظة إبراهيم الشامي: اللجنة والسلطة المحلية بالمديرية على الدفع بعجلة إنجاز المشروع وبذل المزيد من الجهود الرامية لتسهيل مهام الشركة الاستكشافية، والتي يعول عليها كثيراً في النهوض بالوضع الاقتصادي للبلد وتأمين المزيد من فرص العمل أمام الأيدي العاطلة، معتبراً النجاحات التي حققتها الشركة على صعيد التنقيب والاستكشاف حوافز مشجعة لجذب الاستثمارات الخارجية في هذا المجال الواعد.
 
ولفت إلى أن السلطة المحلية ستفّعل دورها بهذا الخصوص من خلال تذليل المهام ومعالجة أي صعوبات أو عوائق قد تواجه النشاطات الاستثمارية في المحافظة، مؤكداً أن منجم الذهب يعتبر ثروة كبيرة لليمن عموماً وحجة خصوصاً، منوها إلى أن الشركة بذلت جهود جبارة في الفترة الماضية من أجل أن يعود الخير إلى المديرية والمحافظة والوطن عموماً، مطالباً من أبناء المديرية عموماً التعاون وتقديم التسهيلات للشركة لتسهيل عملية التنقيب والإنجاز.
 
وتوجهت مطلع الأسبوع حملة أمنية إلى المديرية لوضع حد للمشاكل والعراقيل التي تحدث بين الفينة والأخرى بقيادة نائب مدير أمن المحافظة العميد حسين الحيفي بعد توجيهات وكيل المحافظة الدكتور إبراهيم الشامي ولا زالت الحملة ترابط في المديرية .

Total time: 0.0439