أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

الحرب على الإرهاب ليست تجارية ولا ترفيه ياهؤلاء

- محمود مصطفى

لم تفاجئنا بعض الأصوات والمنابر الإعلامية وهي تقف بسفور ضد الجيش اليمني في مواجهته للقاعدة, لأننا نعرف ايديولوجيات القائمين على هذه الوسائل والمساندين لهم وعلاقتهم بهذه الجماعات الإرهابية والأوكار التي انسلت منها وطبيعة التربية التي نشأت عليها والمسنودة بالتطرف والغلو والكره والإدعاء بحصريتها للحقيقة.

ولن يثير إستغرابنا دفاعها المستميت عن الإرهاب, لأننا ندرك أنها تسير على منواله وماهو إلا نموذج من مخرجاتها وعينة من منتجاتها التي أعدتها لتنفيذ مهمة من حزمة مهامها.

لقد حاولت خلا ل عقد أن تتنصل عن العمليات التي ينفذها تنظيم القاعدة وظلت تناور عبر بعض ساستها إلا أن حقيقة إرتباطها بالتنظيم ما تلبث أن تفلت من أفواه بعض مشائخها فتسارع بالترميم لكنها في كل مرة تعجز عن مواراة حقيقتها.

على سبيل الإستشهاد نشرت إحدى المطبوعات المقربة من من هذه الابواق مقالة اتهمت فيه الجيش اليمني في معركته التي يخوضها ضد تنظيم القاعدة بتكريس الظلم والطغيان, وأنها معركة خاسرة لم يكن الوطن بحاجة إليها في ظل الوضع الإقتصادي المتردي وغياب الخدمات وعلى رأسها الكهرباء, وشككت بقدرة الجيش على خوض حرب العصابات, واتهمت الضباط بخذلان الجنود وخيانتهم , كما قالت بأن المعركة تأتي تنفيذاً لصفقة عقدت مع الأمريكان, ووصلت إلى مستوى وصف المعركة بالعملية التجارية والإستثمارية.

وبالنظر إلى المفردات التي استعرضنا بعضها وبقليل تأمل نكتشف مستوى التخبط وغياب الحجج العقلية, فمرة بإسم الوطن وأخرى بأسم مريكا, وثالثة بغياب الخدمات, ورابعة بالإستثمار إلى آخر هذه الديدنة, وكأن الجيش يخوض معركة ترفية ضد القاعدة وكأن هذا التنظيم يحمل مشروعاً تنموياً ونهضوياً.

يا هؤلاء هل خطر على بالكم الشهداء من ضباط وأفراد القوات المسلحة والأمن ممن تم إغتيالهم على أيدي هذا التنظيم ومنذ سنوات وقبل المواجهات الأخيرة التي يخوضها أبطال القوات المسلحة والأمن ضد الإرهاب. ا

لجيش ليس بحاجة لفتح جبهات هنا وهناك, لكن الشعب والوطن في أمس الحاجة لدوره في إشاعة الأمن والطمأنينة ومواجهة من يقلق سكينته ويعطل مصالحه ويعمق المأساة في معيشته.

نقول لهؤلاء ألا تستحوا من أمهات وزوجات وأبناء الشهداء الذين اغتيلوا في مختلف محافظات الجمهورية وفي مجمع العرضي على أيدي هذا التنظيم الذي يفاخر بعد كل عملية إجرامية بما اقترفه ضد هؤلاء الأبرياء؟.

وكأن رئيس الجمهورية كان يدرك حقيقة هذه الأصوات في كلمته التي ألقاها في أكاديمية الشرطة حين أكد بأن 70% من أفراد التنظيم المتواجدين في اليمن يحملون جنسيات أجنبية واستدل على ذلك بجثث القتلى من القاعدة الموجودة في ثلاجات الموتى..

ربما أن الرئيس سعى من خلال الإفصاح عن هذه الحقيقة لإخراس أصوات المزايدين بإسم الوطن والشعب لإدراكه بأن أصواتهم ستتعالى عقب كل نصر يحرزه الجيش على الإرهاب.

Total time: 0.0446