إن مواجهة تنظيم القاعدة بالسلاح لا يكفي بل يجب مواجهة الأفكار الضآلة والمنحرفة التي تتبناها القاعدة بشتى الوسائل و توضيح الناس بسوء تلك الأفكار.
فتنظيم القاعدة يتخذ من أفكار ضالة منهجاً لمواجهة الدولة وتكفير الحاكم والجيش والشرطة والاستخبارات كما جاء على لسان قيادته في تسجيلاتهم وتتبنى السلاح وترفض الحوارات ولا تتورع عن قتل المدنيين .
ومن تلك الافكار حديث " إخراج المشركين من جزيرة العرب " لم يفسر أحد من علماء الأمة المعتبرين عبر تاريخها بأن هذا الحديث فيه دليل على تجويز قتل المعاهدين والمستأمنين الذي دخلوا ديار المسلمين كما في صحيح البخاري من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا.
وأن إخراج المشركين لا يعني قتلهم، ولا يلزم من الأمر بإخراجهم إباحة قتلهم إذا بقوا فيها، فهم قد دخلوها بعهد وأمان.
فالدولة لابد أن تقوم بحملة قوية ضد تنظيم القاعدة اختراق وتفكيك التنظيم قيادات التنظيم والتضييق عليهم والحشد والتعبئة الإعلامية الرسمية وغير الرسمية من خلال استخدام وسائل الإعلام المختلفة، ومن خلال العلماء والدعاة.
فمحاربة الفكر لا يكون إلا بالفكر وكشف الشبهات لدى" الفئة الضالة" ورد الإجابات على الشبهات التي وقعوا فيها، ومناقشة أسباب الانحراف ضمن ضوابط شرعية يحددها ولي الأمر والعلماء الكبار .
