أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

في حوار جريء : ما ذا قال القيادي السلفي محمد عيضة شبيبة عن الحوثي وإيران ومشكلة صعده ومخرجات الحوار ؟!

- متابعات

يعتبر الشيخ محمد عيضة شبيبة من أحد مشايخ مدينة صعدة، الذين تم تهجيرهم من ديارهم من قبل جماعة الحوثي المتمردة.. وقد تبنى الشيخ عيضة قضية صعدة في كل المحافل الإعلامية والسياسية، حيث يعتبر أحد أعضاء جمعية علماء اليمن، وعضو الهيئة العليا لحزب الرشاد اليمني، وعضو مؤتمر الحوار الوطني، بالإضافة إلى كونه الناطق الرسمي باسم رابطة أبناء صعدة.. الوطن التقت الشيخ محمد عيضة للحديث عن الوضع اليمني العام، وأسباب التوسع الحوثي في العامين الماضيين، كما يتطرق الحوار إلى حقيقة الدعم الإيراني لجماعة الحوثي، واستغلال المذهب الزيدي لنشر التشيع في اليمن.. بالإضافة إلى الموقف الدولي الناعم من حركة الحوثي.. التفاصيل الكاملة في ثنايا الحوار التالي.

 

بداية كيف تقرؤون الواقع الذي تمر به اليمن حالياً؟

 

- الواقع الذي تمر به اليمن.. بلد يكاد تعصف به الفوضى الأمنية والمليشيات المسلحة وأرباب الثورة المضادة والقوى التغريبية والإيرانية، إن لم يكن هناك قرار جاد وحازم كي يتم تجنيب البلاد هذه الكوارث وإلا فسيغرق هذا الضعف والتراخي بالبلاد والعباد ﻻ قدر الله.

 

وكيف قرأتم مخرجات الحوار الوطني بشكل خاص؟

 

- مخرجات الحوار منها ما هو جيد ومنها ما هو يتعارض مع قيمنا وثقافتنا وهويتنا، وما أخشاه أن يتم تطبيق هذه المخرجات بانتقائية ويبقى ما لا يروق لهم حبر على ورق.

 

لماذا كثرت المشكلات، وزاد التوسع الحوثي في الشمال بالتزامن مع مخرجات الحوار الوطني؟

 

-هناك حرص كبير وسعي شديد عند بعض القوى ذات المشاريع الخاصة لكي يبقى اليمن في مرحلة اللادولة لأن هذه القوى كالطفيليات ﻻ تعيش وﻻ تتمدد وتنتشر إلا في ظل الفوضى والانفلات الأمني.. وجود دولة يعني غياب المليشيات المسلحة والمشاريع الخاصة، وجود دوله يعني بسط سلطان الدولة وسلطاتها وهذا ما لا تريده تلك القوى وﻻ يروق لها لذا ميليشيات الحوثي تستغل هذا الوضع وتتوسع فيه بقوة السلاح وسطوة العنف والإرهاب.

 

ما هو أكثر ما يقلقكم من الأحداث التي تمر بها اليمن مؤخراً؟

 

- أكثر ما يقلقني استمرار الوصاية الخارجية وتسليم شؤون البلد للدول الغربية وكأننا قُصر لم نبلغ سن الرشد.. نعم هناك صعوبات اقتصادية وسياسية وأمنية تمر بها البلاد تريد بعض الدول استغلالها لتركيعنا وتمرير ما يريدون من سياساتهم سواء الاقتصادية أو الثقافية أو السياسية وحتى الأمنية... ما يقلقني أيضا عدم الجدية في نزع سلاح الميليشيات ليبقونا في دائرة العنف والاقتتال وتتوسع الأمور إلى حروب مذهبية وطائفية وينشغل بعضنا ببعض ويخلو لهم الجو ليبيضوا ويفرخوا عبر سياسة فرق تسد.

 

ما يقلق أيضا أن هناك مكرا كبيرا لتمزيق البلد شماله وجنوبه والانقلاب على هويته ودينه وثوابته وإدارتنا بالحروب والأزمات والصراعات.

 

وكيف قرأتم التوسع الحوثي، وقدرته على إسقاط دماج وكتاف وحاشد وهمدان، والآن اصبح على مشارف صنعاء؟

 

- الحوثي استغل الأوضاع الأمنية المتردية والمعيشة الصعبة وغياب الحكم الرشيد والدولة العادلة فجعل نفسه معارضاً لهذه الحكومة متبنياً أوضاع وأحوال الناس فاستطاع وإن لم يكن بشكل كبير استقطاب بعض المواطنين من هذه المحافظات.. أيضا يتحدث باسم الرسول والقرآن ويهتف ضد أميركا وسياستها في اليمن فظن الناس به خيراً. أضف إلى ذلك وجود قوه إعلامية لديه ﻻ يستهان بها استطاع شراء صحف وقنوات وصحفيين ويتعاطون دعما ماليا من ايران ويقومون بزيارتها بين الفينة والأخرى، وقامت هذه المكنة الإعلامية بتحسين صورته وتزيين باطله كل هذا مع أميه عالية جداً في المجتمع اليمني وتجهيل.. لكن وبحمد الله بدأت الصورة الحقيقية تتضح وعرف كثير من الناس أن الوجه الحوثي كان (مكياج) فقط فعلى أهل الناس تحصين المجتمع والترفع عن المهاترات الداخلية والتفرغ لتوضيح شر الرافضة وخطرهم وترك المعارك الجانبية مع إخوانهم ولو إلى حين.

 

ما هو سر حصول الحوثي على قدر كبير من المناصرين في محافظات تعز وصنعاء وإب وغيرها من المحافظات؟

 

- الخلافات القبلية والسياسية وتشرذم القوى الوطنية والقبلية والدينية سهل كثيراً من تمدد مليشيات الحوثي «وﻻ تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم».. حاشد مثلاً لوﻻ انقسامها على نفسها ما بين مؤيد للثورة وضدها ومؤيد للنظام السابق وضده لما تمكن الحوثي من التمدد في أراضيهم... تهيئت له أسباب مكنته من التقدم كثيراً، ضعف الدولة وانشغالها بملفات كثيرة من هذه الأسباب أيضا، بالإضافة إلى كونه يمتلك ترسانة عسكريه هائلة ومليشيات مدربه ولديه خبراء حرب من ايران وسوريا والعراق وحزب اللات بلبنان بمعنى أصبح شبه جيش نظامي ﻻ تقوى القبيلة على مقاومته وﻻ تنس أن وراءه دولة ودولا تمده وتقويه والقبائل غير مدعومة والحروب تكاليفها باهظة وخسائرها كبيرة.

 

كيف تقرؤون تعامل الحوثي مع الفكر الزيدي، وملف آل البيت؟

 

- الحوثي يريد تسييس المذهب الزيدي وإفراغه من مضمونة المرن والمعتدل المتعايش إلى مذهب موغل في التشيع، منكر للسنة، مقاوم للصحابة.. أخشى على المذهب الزيدي من الاندثار على يد فكر الحوثي وجماعته.. الحوثي اليوم يسحب البساط ومن كان من المذهب الزيدي مدرك لخطورة ما يفعله الحوثي، حيث قام بمحاربته أو تهجيره كما يفعل مع رموز ومدارس وأنشطة زيدية.

 

الحوثي يشكل ضررا على المذهب الزيدي وسيفرغه من محتواه ويفسد جماله وانصافه وتعايشه.

 

وحينما يقوم الحوثي بترحيل شباب كثر إلى إيران باسم منح تعليمية ويستقطب وجاهات سياسية وقبلية وإعلامية وأكاديمية تمنحهم إيران دعما ماليا ومخصصات شهرية معنى كل هذا خدمة للمذهب الإثنى عشري والذي بدا كثيرا ممن ذهب إلى طهران في إعلان التمذهب به، وتبنيه في اليمن، كل هذا على حساب المذهب الزيدي والشافعي، والزيدي بصورة أخص.

 

ما هي حقيقة حصول الحوثي على الدعم الإيراني، مع أنه يقول إنه لا يتلقى أي دعم من إيران، خصوصاً السلاح؟

 

- الدعم الإيراني لم يعد خافياً من ايران وسوريا ولبنان والعراق، سفن محملة بالأسلحة تم توقيفها في اليمن وعند التحقيق مع طواقمها تبين أنها مشحونة لجماعة الحوثي، وتبين أنها تشتغل امنيا وعسكريا لصالح جماعة الحوثي.. مصانع أسلحة وأجهزة متطورة رصدت وهي في طريقها إلى صعدة وتم إلقاء القبض على بعضها، الأمر لم يعد سرا وﻻ خافيا على أحد.. وزيرا الخارجية والداخلية ورئيس الأمن القومي وحتى رئيس الجمهورية صرحوا وتحدثوا في اكثر من محفل ولأكثر من وسيلة إعلامية عن الدعم الإيراني وتدخله السافر في الشأن اليمني.. ومن المضلات كما يقال توضيح الواضحات.

 

وها هي ايران تبذل مساعيها الدبلوماسية للإفراج عن خلاياها في صنعاء وتعرض بعض الإغراءات المالية وغيرها حتى تطوي هذا الملف، وكذلك فعل حسن نصر الله لكي يتم الإفراج عن خلايا حزبه في صنعاء.

 

كيف قرأتم الموقف الدولي، في التعامل مع الملف الحوثي؟

 

- التعامل الدولي مع الملف الحوثي أراه تعاملاً ناعماً، وحينما ترى الدول الغربية وتعاملها مع القاعدة مثلاً يتبين لك الفرق مع أن كليهما من الجماعات المسلحة وتمارس العنف، بل في اليمن الفارق كبير بين مليشيات الحوثي وجماعة القاعدة، فمثلاً جماعة القاعدة لم تقتل من الجيش مثلما قتلت مليشيات الحوثي، احد قادة الحوثي من على شاشة الجزيرة يعترف بقتل ستين الف جندي دعك من المدنيين والتهجير بمئات الآلاف والتفجير للبيوت والمساجد والسجون المليئة بالأبرياء، كل هذا لم تفعل مثل ربعه القاعدة.. اقتطاع جزء كبير من شمال الشمال عن سلطة الدولة وحكمها.. الترسانة العسكرية الكبيرة، وشعار الموت لأميركا ومع هذا لم تسجل هذه الميليشيات في قوائم الإرهاب ولم تقصفهم طائرة دون طيار مع أنني ارفض القتل خارج إطار الدوائر القضائية الرسمية العادلة في اليمن، وليس هناك حوثي ممنوع من السفر ويشركونهم في كل عمل سياسي ويمنحونهم نصيبا من الثروة والسلطة ووفود الغرب تغدو عليهم وتروح أليس هذا تعاطيا ناعما وازدواجية مقيتة؟!

 

البعض يسأل عن دور وموقف العلماء من الأحداث الجارية باليمن؟

 

- اعترف أن هناك تقصيرا وتقصيرا كبيرا لأن كثيرا من العلماء اكتفى بإصدار بيانات والتوقيع عليها فقط، بينما المطلوب اكثر من هذا.. المطلوب الخروج للامة والالتحام بالشعب وتوضيح ما يجري ومقاومة ومناهضة قوى التغريب والرفض بالطرق المشروعة الصوت العالي جدا في إظهار ما عندنا من حق وما عندهم من باطل.. والله تعجب كيف ترفع امرأة تعمل لصالح أجندة غربية، كيف ترفع صوتها بباطلها وعمالتها وتبث سمومها، والعالم وهو وارث الأنبياء يستحي أو ينزوي أو يختفي نعوذ بالله من جلد الفاجر وعجز الثقة.

 

ما هو موقفكم من فكرة الدولة الاتحادية والأقاليم؟ وما هو مصير اليمن الموحد، بعد الإقرار على تشكيل اليمن في ستة أقاليم؟

 

- فكرة الدولة الاتحادية والأقاليم والفدرلة.. لجؤوا إليها حينما رأوا أن وحدة البلد في خطر..اعتقد أن مشكلة اليمن ليست في شكل الدولة بل مشكلة اليمن في بناء الدولة في اليمن لم تبنِ دولة.. ثم إن الناس إذا وجدوا دولة تفرض الأمن وتبسط نفوذها وتسهل الخدمات، دولة حازمة عادلة لاختفت تلك الأصوات التي تنادي بالانفصال وغيره.. المواطن البسيط يحتاج إلى طريق آمن ولقمة عيش سهلة وكهرباء وماء وأمن وتعليم وﻻ تعنيه الفدرالية وﻻ الاتحادية أو غيرها في شيء.

 

أخيراً ما هو رأيك بموقف قطر من الأحداث في اليمن؟

 

- قطر بذلت مساعيها وجهودها في بداية تمرد حركة الحوثي لما فيه استقرار اليمن وحفظ هيبة الدولة ومنع التمرد ومعالجة أسبابه، وخاصة الاقتصادية، وتكفلت بإعادة إعمار ما دمرته الحرب في صعدة وما جاورها.

 

وكيف تقيم تعامل الحكومة القطرية مع الأحداث اليمنية المختلفة؟

 

- تعاملت قطر مع الأحداث تعاملا ايجابيا يخدم مصلحة البلدين الشقيقين ويراعي مصلحة الغالبية العظمى من الشعب اليمني، فموقفها مثلا أيام حرب الانفصال كان لصالح استقرار وأمن ووحدة اليمن، وفي ثورة الشباب انحازت للشعب وباركت خطوات التصالح ولم تعارض المبادرة الخليجية رغم أنها لم تكن عضواً فيها.

 

حوار : احمد الصباحي 

المصدر : الوطن القطرية

Total time: 0.0523