أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

الغش طعنة سامة في خاصرة التعليم

- حافظ الحصيني
ونحن نعيش بأجواء إمتحانات النقل وعلى مشارف إمتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية العامة لطلابنا وطالباتنا للعام الدراسي ٢٠١٣-٢٠١٤م تتبادر إلي أذهاننا مشكلة خطيرة إن لم تكن هي الأخطر ألا وهي (الغش في الإمتحانات ) تؤرقنا وتؤلمنا جميعاً بل تمثل عائق أمام تقدمنا.
 فالغش هو طعنة بل طعنة حادة وسامة في خاصرة التعليم ،.
 كلام لايختلف عنه  أثنان ومحرم في جميع الديانات والأيدلوجيات بكل منابعها. دعونا نتكلم عن دوافع الغش وهي كثيره ومتعددة ولكنها على علاقة وثيقة بثلاثة أشياء رئيسية وهي المنهج والمدرس والطالب نفسه فأي إنحراف أو تقصير في عامل من هذه العوامل لجاء الطالب للغش هذا بالإضافة الي غياب الرقابة الأبوية والأسرية .
كما إن الغش يمثل خيانة للأمانة وسلوك يعتاد عليه الشخص في حياته العملية وفي منصبه المستقبلي وهو مايضر المجتمع ككل .أيضاً أحبتي عندما يغش الطالب من زميلة يترتب علية سرق مجهود غيره وفي هذه الحاله لايمكن تطبيق معيار الكفاءه الذي يتطبق في الدول المتقدمة بصورة واقعية لا كواقعنا المزيف والغشش.
فالذي يحمل شهادة لايستحقها أو سرق مجهود غيره كالذي يحمل خنجر مسموم لمستقبله ومستقبل بلده.
ولكن الأخطر الذي يهدد العملية التعليمية عندما تكون إدارة المدرسة والمدرسين داعمين لهذة الآفه (الغش) لاسيما في الشهادة الثانوية العامة الذي يعتبر بمثابة المقياس والمعيار لتقييم المدرسة  والإدارة والمدرسين ككل. وسأضع على هذه النقطة خط عريض بالقلم الأحمر كي ينتبه المعنيين لخطورة التقييم من هذه الناحية.
كما أن تقييم الطلاب دايماً في القبول في الجامعات والمنح الدراسية يبني علي هذه النتيجية وكما أعرف والكثيرين مثلي كم طلاب حصلوا على أرفع المعدلات في هذه الشهادة الثانوية والتحقوا بكليات الطب والهندسة .....الخ ،
وكم من مجتهد لم يوفق وحرم من هذه التخصصات وقد يلتحق بالكليات الأقل معدلا وربما يذهب الي الكليات الكائنة خارج امانة العاصمة صنعاء لان معدله لم يؤهله .ناهيك عن الذين يصابون بالإحباط ويلتحقوا بطابور المقاوتة والعربيه والغربه ...الخ.كما إن تفشي هذه الآفة يختلف من مدرسة الي أُخرى ومن محافظة الي أُخرى وبالتالي فإن التقييم على هذه المحصلة في ظل تفشي هذه الظاهرة  واختلافها من منطقة الي أُخرى غير جدّي وغير نافع.
الحديث عن الغش يحتاج الى عدة مقالات بل إلى مجلد أو مجلدات إن صح التعبير ليس مكانها الآن مايهمنا الأن كيف نحد من هذه الظاهرة وماهو دور الإعلام للحد من هذه الظاهرة ؟ وهل قناة التعليم ستؤدي الرساله المنوطة إليها على أكمل وجه.وهل ستجد هذه الظاهرة نافذه لها في هذه القناه   لنشر الثقافة التوعويه للناس بمخاطرها وأضرارها على المستوى الشخصي والعام.
ماهو دور النقابات حول هذه الظاهرة ؟؟؟
ماهي التدابير والخطط من المعنيين والتنسيق مع الجهات الأمنيه للحد من هذه الظاهرة ؟؟؟
. لاسيما وقد تطورت أساليبها ابتداءً من البرشامة وتصغيرها بألآت التصوير. وكذا مكبرات الصوت ،وإنتهاء بالتلفونات، والبلوتوث ،والنت المباشر من التلفون ...الخ.
لكي نتخلص من هذه الطعنة السامة في خاصرة اهم صرح (التعليم) لابد من تظافر جهود المجتمع ككل عسى تجد الطعنة علاج شافي .
والتقاعس -من قبل البعض -أو عدم وضعها من قبل المعنيين بعين الإعتبار ستزيد الطعنه بتعميق جراحها لتحول التعليم إلى شلل ٍتام.
‏‫

Total time: 0.0408