أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

وهنا سوريا ( قصص مؤثرة من الجبهة الغربية وحتى أوكرانيا )

- عباس عواد موسى

وهنا سوريا ( قصص مؤثرة من الجبهة الغربية وحتى أوكرانيا )

رؤية : أ . د ميتكو كوتوفتشيفسكي

نقلها من المقدونية : عباس عواد موسى

هي الحرب الدموية الأشد , التي لم تحل العقد التي اندلعت من أجلها . وإذن فالجحيم في الإنسان هو أشد وقعاً من لهيب المدافع والدبابات في انهمار شلالات دموية لن تتوقف .

ألرمل والدماء . كلمتان محفورتان متخندقتان في أذهان العسكر منذ الحرب العالمية الأولى التي أنبأ الخبير المالي البريطاني بان بلوخ سلطات بلاده بها عام 1897 . وما التكنولوجيا إلا لجعل الحرب القائمة سريعة وقصيرة لكن نسبة الدماء التي ستملأ الرمال فيها ستكون كبيرة جداً مقارنة بسابقاتها من الحروب .

مليون قتيل سقطوا في الستة أشهر التي سبقت اندلاع الحرب العالمية الأولى . وانتهت الحرب بمقتل ثلاثة عشر مليون شخص .

وهنا سوريا ( قصص مؤثرة من الجبهة الغربية وحتى أوكرانيا )
هدنة لبرهة من الزمن . ليتلقى الجنود البريطانيون فيها البسكويت والحلوى احتفاءاً بعيد رأس السنة الميلادية وكذلك الجنود الألمان . ولم تكفل الهدنة لكليهما أن يعود إلى رشده وهو يحتفل بعيد ميلاد قائده . مشهد مروع نقرأه في روائع النثر وقد وصفها بالحرب الشاملة التي ذبحت شباباً وفيرا دون أن يتمكن عيد الفصح أيضاً من إنقاذهم .

بعد مئة سنة . أتينا نشهدها من جديد في أوكرانيا . ووقعت المجزرة الدموية في عيد الفصح بأبشع صورها . وها نحن بتنا بأذهان تترقب ما سيحدث في الثامن والعشرين من حزيران القادم يوم اغتيال وريث عرش الإمبراطورية النمساوية المجرية . فلقد نجح الصربي غافريلو برينسيب حينئذٍ في اغتيال فرانز فرديناند . ولأن الإمبراطورية كانت مهلهلة هاجمت صربيا وبدأت المذابح الواحدة تلو الأخرى .

تذكروا جيداً إن كل الإمبراطوريات الآن مهلهلة وما على الواحدة إلا أن تهاجم الأخرى . ولا بديل عن الحرب إلا الحرب . وأقول لكم إن الحرب القادمة وبالأحرى المذبحة الكبرى هي الحرب العالمية الرابعة فقد بدأت الثالثة منذ توقف الثانية وإلى الآن .

واحفظوا عن ظهر قلب أن الحرب الدموية الأوكرانية اندلعت بعد الثورة السورية التي كشفت عن عودة الصلابة الروسية لتحفظ آخر خيوطها في الشرق الأوسط الملتهب . لتروا بأعينكم في القادم من الزمان إن المشهد الأوكراني سيلد شرارة الحرب النووية المباغتة وستموج الأرض من جهاتها الأربع .

وستنتهي الحرب . والشرق الأوسط ليس لنا . لن يكسبه أحد غير شعبه . والخاسر الوحيد هو الأوكران بغض النظر عن المحاور التي ستنقسم متصارعة بسبب أرضهم .

 

 

المصدر : عباس عواد موسى

Total time: 0.0441