يوم من الدهر لم تصنع أشعته شمس الضحى بل صنعناه بأيدينا
يحيي شعبنا اليمني يومنا الخميس 22 مايو 2014م ذكرى يوم إعادة وحدته الأزلية
فقبل 24 عاماً أنجز شعبنا هدفه المقدس بعد مخاضات عسيرة خاضها الأجداد والأباء، كان الإستعمار وحده هو السبب الرئيسي في تشطيره ، وكان الأحرار طليعة المناضلين من أبناء شعبناء هم السبب في إنعتاقه من التشطير وإعادة اللحمة اليمنية الواحدة يوم 22 مايو 1990م الذي مثل في حينه نقلة كبيرة في تاريخ اليمن يوم إختفت وإلى الأبد مظاهر التشطير التي كانت سبباً في نضال اليمنيين ، ومثلت الوحدة في سنواتها الأولى المدخل الرئيسي والحقيقي لتحقيق حلم الجماهير اليمنية الكادحة والمؤمنة بأهمية الحدث العظيم الذي تحقق في جزيرة العرب وصولاً إلى تحقيق الهدف العربي الأسمى وهو وحدة كل العرب من المحيط إلى الخليج.
.
وبالنسبة لليمنيين مثلت وحدتهم دخول اليمن عالم جديد فقد إنتصر من خلالها على مخلفات الماضي بكل أشكاله وصوره التي ظلننا نرددها في أعلامنا ، غير أن عقلية وثقافة التخلف الموروثة ظلت هي السائدة والمسيطرة عند حكامنا وفي أجهزتنا السياسية والإعلامية والتي أدت في نهاية المطاف إلى مطالبة من كانواهم الساعون والمهرولون إلى الوحدة في طليعة من ينادون إلى تشطير البلاد من جديد بسبب الممارسات وسياسات الإقصاء والتهميش والفيد والأنانية والمحسوبية والمنسوبية التي أوصلت البلاد إلى هذه الأوضاع المأساوية التي يعيشها اليمن رغم مرور ثلاث سنوات على ثورة التغييرالتي ألهبت الجماهير وأعطتهم الأمل في بزوع فجر جديد يتساوى فيه الجميع تحت راية الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية وسيادة النظام والقانون وأن الجميع سواسيه في ظل القانون
غير أن الأمال والطموحات تتبخر يوماً بعد يوم في ظل أزمات خانقة تتفاقم في أنحاء الوطن من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب بسبب المماحكات والفوضى السائدة
.
لازال في إمكان الجميع إن صدقت النوايا تغليب مصلحة سيادة الأمن والإستقرار ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب والإنحياز الكامل مع مخرجات الحوار الوطني الشامل بأن نخرج البلاد مما هي فيه لاسيما أن المجتمع الدولي متعاطف مع اليمن لأسباب كثيرة فلماذا لايكون هناك إصطفاف وطني يهدف إلى تنفيذ مخرجات الحوار حزمة فحزمة ونترك المماحكات التي أوصلت شعبنا حتى في يوم ذكرى وحدته لايملك أبسط مقومات إحياء ذكرى هذا اليوم العظيم ، فلا ماء ولا كهرباء ولابترول وفي مقدمة ذلك إنعدام الأمن والإستقرار،
أعتقد أن هناك الكثير من الغيارى الخيرين من أبناء الوطن عند توحيد صفوفهم ورؤاهم قادرون بالتعاون مع القيادة السياسية على إخراج اليمن مما هي فيه ، وإنني أطلب من الأخ الرئيس أن يبحث عن الحكماء لمساعدته في إيجاد الحلول التي نهدف إليها .
تحية للشعب اليمني العظيم وإلى قواته المسلحة الساهرة على أمنه وسيادته واستقراره وتحية للأحرار الشرفاء المناضلين من أجل بلوغ اليمن تطلعاته وطموحاته في الأمن والإستقرار والسعادة والرخاء .
رئيس المركز اليمني للدراسات الدبلوماسية والعلاقات الدولية
22 مايو 2014م
يوم من الدهر لم تصنع أشعته.. شمس الضحى بل صنعناه بأيدينا
اخبار الساعة - د / علي عبد القوي الغفاري