ماكان لرجل من قلبين في جوفه ، فهل يستطيع الرئيس هادي محاربة الإرهابيين من القاعدة ومثلهم التفجيريين من الحوثيين ؟ وهل الرئيس هادي يملك الثقة التامة بالقيادة العسكرية إبتداء من وزير دفاعة وانتهاء بالجندي الذي يقف على بوابة أقصى معسكر يقع على أطراف الحدود مع الجيران ؟ وهل الرئيس مطمئن إلى القادة السياسيين من مختلف الأحزاب والفئات السياسية وعلى يقين بتأييدها في حربه على الإرهاب ؟ وهل الرئيس على إنسجام تام مع حزبه ( المؤتمر الشعبي) فيمدونه بالدعم أو على الأقل يصمتون عن التعريض به ؟ هل قوى الخارج عازمة فعلا على التخلص من الإرهاب وداعمة بكل صدق للرئيس هادي في حربه على الإرهاب وهل هناك فرق عند قوى الخارج بين إرهاب القاعدة وتمرد الحوثي وكلاهما نابان يعملان على تمزيق الجسد اليمني أم أن القاعدة سرطان خبيث والحوثي سرطان حميد ؟
تساؤلات تم استخلاصها في حوار نقاشي عن معوقات الحرب على الإرهاب ، وقد أجمع الحضور على خطر الإرهاب غير أنهم اختلفوا في وسيلة القضاء عليه غير أن الذي يجب التنويه إليه أن معالجة الإرهاب تأخر نوعا ما مما أدى إلى تفاقمه واستفحاله بل أن المعالجات ليست استأصالية بقدر ماهي موضعية سرعان ما تعود الخلايا الإرهابية للنمو بل والتكاثر ..ومايدلل على هذا أن القاعدة تجدد من عملياتها الإرهابية زمانا ومكانا ووسيلة بينما وسائل وتكتيكات الدولة لاترقى لحجم الخطر وماحدث في ( سيؤن ) لايحتاج لتبيين..
تمرد الشمال وبغي الحوثي لا يلاقى إلا بصبر الدولة ومعالجات بلسمية عبر لجان وساطة ضررها أكبر من نفعها تستفيد منها مليشيات الحوثي لتأخذ نفسها وتعيد ترتيب صفوفها وتستقدم مقاتيلها لتستفتح جبهة جديدة لتستزف قدرات الدولة والقبيلة فإن لاقت قوة ومنعة أبرزت الحركة ثلاثة أمور.. أولها : تنسحب لكن بعد أن ترفع معنويات مقاتليها بتفجير مساجد الله ودور القرآن مستمتعين بذلك على وقع صرختهم وكأن البيت الأبيض أو الكنيست تم تفجيرهما.. وثانيهما : توعز القيادات السياسية للحركة الحوثية للمتعاونين معها في الدولة بطلب الصلح. فمابين طرف عين وانتباهتها حتى تكون اللجنة قد قدمت ليتنقس الحوثيون الصعداء وهدنة وراها هدنة وعمران في حصار حوثي مطبق .. وثالثها : يتم فتح جبهات ثانوية في مناطق مختلفة مع القبائل يكون سببها التطرف الحوثي في الفكر فتنشب حرب قبلية يتم حظور الدولة بعد ذلك ( للمفارعة ) تماما كما يحدث في الرضمة وضوران وكل ذلك والحوثي يرفع دعوى كاذبة هي الدفاع عن النفس . بل ومن عجب متنطعي الإعلام والسياسة أنهم يباركون للجيش في تدخله لظرب القاعدة لكن إن تم طلب الجيش للتدخل لكبح جماح تمرد الحوثي صاح أولئك المتنطعين بحرمة الزج بالجيش .
مامن عذر للرئيس هادي في مواجهة الإرهاب أسوة بإرهاب القاعدة والأول أخطر من الثاني لأنه يملك حظورا (سياسيا واجتماعيا وعسكريا ودعما علنيا من الداخل والخارج ) يتميز بالمراوغة والنكوص ويسعى لتقويض الدولة عبر كل ماسبق والسكوت أو التغاضي أو الصبر الرئاسي على الخطر الحوثي ليس في محله ، والدولة ممثلة بالرئاسة لاينقصها القوة بقدر ما ينقصها الإرادة والعزيمة والشفافية والتي من خلالها التوضيح والبيان للشعب بلسان رئاسي مبين (مالذي جاء بالحوثي من مران لمحاصرة عمران ؟ولماذا ينقلب على مخرجات الحوار ؟ ويصول ويجول بأسلحة الدولة الثقيلة وبها يقتل عباد الله ويهدم مساجد الله ويحرق قرآن الله ؟ ومتسترا زورا وبهتانا أنه من أنصار الله..
الرئيس هادي في عمران
اخبار الساعة - عبدالخالق عطشان