اخبار الساعة - علي احمد الاسدي
توطئة :
(الحوثيون عندما دخلوا (حاشد) ودمروا قصور رموزها كسبوا تعا طف شعبي لايستهان به .. هذا التعاطف يتناثر اليوم على اسوار عمران ).
في ( 27مارس) تقريبا من هذا العام كتبت مقالا عن انتصار الحوثيون سياسيا واعلاميا وشعبيا بعد دخولهم (حاشد) وتطهيرها من رموزها القبليين من آل (الاحمر) , بعنوان : (الحوثيون .. عصفور في اليد ولا عشرة على الشجرة .. والاصلاحيون .. وسياسة الارض المحروقة ) ! ونصحت الحوثيون بالمحافظة على هذا الانتصار المتمثل بالتعاطف والتأييد الشعبي و- تثبيته - .
وحذرتهم من الانجرار وراء المخطط الإخواني الانتقامي وهو (الفخ) الذي نصبوه لهم , والمتمثل بخوض مواجهات مسلحة جديدة في مدينة عمران والذي يعني سقوطا مدويا وخسارة فادحة ستلحق بهم - خسارة شعبيتهم التي كسبوها في حاشد , وهذا ماحدث بالفعل .
ربما غرورهم واستكبارهم جعلهم يحسبون حربهم في عمران لصالحهم , ولم يدرسوا العواقب والنتائج والانعكاسات , من كافة الجوانب السياسية والاعلامية والشعبية , حتى وقعوا في (الفخ) وفقدوا الكثير من انصارهم سواء الذين قتلوا في المواجهات او الذين في البيوت من كانوا يعولون عليهم كحركة سياسية جديدة بديلة للاحزاب والقوى التقليدية والرجعية والتي حكمت اليمن طيلة العقود الماضية .
ولعل من ابرز النتائج التي تم تحذير الحوثيين منها في حال دخولهم في مواجهات مسلحة جديدة في عمران , فقدانهم للكثير من مؤيديهم والمتعاطفين معهم , وفي المقابل تزايد التذمر والرفض الشعبي للحوثيين ولحربهم في عمران ولممارسة ارهابهم اوترهيبهم لابناء المناطق التي مروا منها والمتمثل بتفجير البيوت ودور العلم والعبادة والمنشئات العامة ,والتي كان آخرها اليوم مدرسة في بني ميمون وبالامس السجن المركزي العام بالمحافظة مع اختلاف روايات عملية الاقتحام وهوية المنفذين .
ونحن نذكر الاخوة الحوثيين بنصائحنا وتحذيراتنا لهم من مغبة مواصلة مغامراتهم , لايعني بأي حال من الاحوال بأن جماعة الاخوان المسلمين في التجمع اليمني للاصلاح ابرياء من اعمال القتل والتدمير وحروبهم سواء في عمران او ارحب او الجوف , فهم شركاء في الحرب وفي الجريمة .
نحن نعرف اللواء ( 310 ) مدرع والانتماء السياسي والمعنوي لقائد ومعظم ضباط هذا (اللواء) ونعرف منتسبيه ومن هم .. ومن اين جاؤا .. ومن الحزب الذي جند الكثير من اعضائه في هذا اللواء طيلة العقدين الماضيين , حتى صار ولائه للتجمع اليمني ولجماعة الاخوان , وعرف هذا اللواء عند الكثير بأنه لايتبع وزارة الدفاع او الدولة سوى (ماليا) وعند الترقيات والصرفيات واساءة استغلاله من قبل بعض قادته في التعدي على اراضي الدولة والضعفاء , وهو من تسبب وسبب هذه الحرب العبثية ,.
فلو عملت الدولة على عزل قيادته او نقله من داخل مدينة عمران الى مكان او منطقة أخرى , لما تعيش المدينة جحيم هذه المواجهات المسلحة , وهو من اوجد مبررا للمسلحين الحوثيين في الاستيلاء على بعض الجبال والمواقع العسكرية , وخوض هذه الحرب التي يتجرع مرارتها سكان المدينة الذين لاحول لهم ولاقوة .
القشيبي ليس الها يعبد ولا ركنا من اركان الاسلام حتى يظل ثابتا في موقعه دون تغيير او محاسبة , وكذلك الحوثي لايملك الحق في مواجهة الدولة وفي ارعاب وارهاب المواطنين الابرياء وما قام ويقوم به في عمران وغيرها من المناطق جرائم بحق الانسانية .
لكننا اليوم نؤكد على ان الطرفين المتقاتلين يمنيين , وعليهم كمسلمين اولا ان يغلبوا لغة العقل والحكمة على قوة السلاح وآلة القتل والدمار , وليس في هذه المعركة الخاسرة منتصر او مهزوم , او طرف قوي واخر ضعيف , فالخاسر الوحيد هو اليمن , والدماء التي تسيل والارواح التي تسقط هي دماء وارواح يمنيين .
وللتذكير اعيد نشر المقال السابق :
اليمنيون التفوا حول الحوثي للقضاء على زعماء التخلف والجهل في القبيلة وداخل الاصلاح في سبيل الوصول الى الدولة المدنية الحديثةالتي ينشدونها ..مش محاصرة عمران !! ونشر الرعب والخوف في نفوس الاطفال والنساء والشيوخ ..
كما ان على الحوثيون ان يتنبهوا لخطورة اي مواجهة قد يجرهم اليها الاصلاح والقشيبي داخل مدينة عمران .. فالاثنين يخططان لان تكون عمران مقبرة للحوثيين -شعبيا وسياسيا - !!!
لان اي مواجهة مسلحة للحوثيين في عمران معناها (مغامرة) .. وتعني زراعة الكراهية في نفوس الناس في عمران وغير عمران ضد الحوثيين والاصلاحيين في آن واحد ..والاصلاح يستخدم حاليا سياسة الارض المحروقة (علي وعلى اعدائي) لانه لايخاف على شيئ لانه صار لايملك شيئا ..!!.
وكان الاحرى بالعقلاء في حركة (انصار الله) ان يفكروا بالطريقة والآلية الناجحة التي تساعدهم في الحفاظ على رصيدهم الشعبي وحتى السياسي الذي كسبوه في الحروب السابقة و-تثبيته -قبل التفكير في اي مكاسب وفتوحات جديدة قد تؤتي على كل شيئ ..!! وكما يقول المثل الشعبي : (عصفور في اليد ولاعشرة في الشجرة)!!.
*رئيس رابطة الصحافة القومية