اخبار الساعة - متابعة
حدثت أوساط إعلامية عن حالة توتر تشهدها محافظة عمران بعد أيام قليلة من عقد إتفاق بين طرفي النزاع قضى بإيقاف اطلاق النار وتسليم النقاط لقوات عسكرية محايدة.
وكشفت مصادر قبلية لـ«عكاظ»، عن مخاوفها من موجة عنف جديدة تشهدها محافظة عمران، على خلفية استمرار الانتهاكات الحوثية وتواصل التعزيزات.
وقالت المصادر: إن جماعة الحوثي طردت الطلاب الذين يؤدون الامتحانات في المناطق الخاضعة لسيطرتها، مشيرة إلى أنهم حولوا المدارس إلى سكن للقادمين من صعدة وسفيان في إطار تعزيزاتها العسكرية، بالإضافة إلى تنفيذ حملات اعتقالات واسعة أمام اللجنة المعنية بالإشراف على تنفيذ بنود الاتفاق.
من جهة أخرى، أفادت مصادر إعلامية يمنية، أن عناصر الشرطة العسكرية والاستخبارات والمراقبين لتنفيذ وقف إطلاق النار انسحبت من مناطق عمران أمس.
ونقل مصدر لـ«عكاظ» عن مصدر عسكري قوله: إن عناصر الشرطة العسكرية والاستخبارات انسحبت بصورة مفاجئة من منطقة بني ميمون وجربان والمواقع القريبة من نقطة سحب ومحيط مدينة عمران، وتوجهت إلى صنعاء.
إلا أن اللواء عوض بن فريد - قائد الشرطة العسكرية العضو باللجنة المكلفة بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار - نفى هذه الأنباء التي تداولتها العديد من المواقع الإخبارية والصحف.
ورأس وزير الدفاع، أمس، في صنعاء اجتماعا استثنائيا لقادة فصائل الجيش اليمني ناقش خصوصا التطورات الجارية في محافظة عمران، حسبما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ».
وأضافت الوكالة أن الاجتماع تطرق إلى «ضرورة قيام الوحدات العسكرية بمهامها في حماية السيادة والإسهام في حفظ الأمن والاستقرار وردع الخارجين عن النظام والقانون».
ونسبت إلى وزير الدفاع قوله خلال الاجتماع: «لا مجال اليوم لأي قوى أو جماعات تحاول الخروج عن النظام والقانون وعن تنفيذ مخرجات الحوار الوطني»، الذي اختتم أعماله أواخر يناير باتفاق على التحول إلى النظام الاتحادي الفيدرالي بعد عقود من هيمنة الدولة المركزية.
وأكد وزير الدفاع أن «القوات المسلحة ستبقى دوماً حصن اليمن المنيع وقلعته الحصينة ضد أي متهاون أو عابث يحاول اعاقة تنفيذ مخرجات الحوار»، مشيرا إلى أن الجيش سيتصدى لمحاولة الاستعلاء على الدولة وعلى النظام والقانون بالقوة في أي مكان من محافظات الجمهورية.
وحث اللواء أحمد قادة فصائل الجيش على «تعزيز الجاهزية والبقاء دوماً على أهبة الاستعداد لتنفيذ أية مهام تسند اليهم وضمان تنفيذها على الوجه الأكمل والأمثل».
وبحسب صحيفة ( الاتحاد ) فقد أوضحت مصادر في الجيش اليمني بأن اجتماع وزير الدفاع بقادة فصائل الجيش، وبينهم اللواء علي الجائفي قائد قوات الاحتياط (الحرس الجمهوري سابقا) المتمركزة جنوب العاصمة، أقر «استراتيجية هجومية» للرد على أي محاولة اقتحام تتعرض لها العاصمة صنعاء من قبل جماعة الحوثيين التي يتمركز المئات من مقاتليها على بعد 20 كم شمال المدينة.
وأشار المصدر إلى أن الاستراتيجية الهجومية للجيش تتركز في «ضرب عمق» جماعة الحوثيين التي تسيطر على مناطق واسعة في الشمال.
وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن نزوح نحو عشرين ألف شخص مؤخرا في محافظة عمران بشمال اليمن، منذ مايو (أيار)، نتيجة القتال بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين، وقال يانس لاركيه، المتحدث باسم المكتب، في مؤتمر صحافي في جنيف: «لا يزال الطريق الرئيس من العاصمة صنعاء إلى عمران، مغلقا. وتسبب في تعطيل عمليات توصيل المساعدة إلى أربعين ألف شخص شردوا في المحافظة منذ عام 2011»، مشيرا إلى أن «جميع عمليات الوكالات الإنسانية خارج مدينة عمران قد توقفت».
بدوره، دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر، أطراف الصراع في عمران إلى الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه، معتبرا أن إشاعة أجواء التوتر والاقتتال في هذه المرحلة الدقيقة ليس من مصلحة أحد.
وطالب قبيل مغادرته صنعاء لتقديم تقريره إلى مجلس الأمن يوم 20 يونيو الجاري، الجميع بتوفير مناخ بناء وملائم للإسراع في تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وباقي مهام العملية الانتقالية.