لم تكن المبادرة الخليجية إلا مؤذنة بتكريس الشقاق ومزيد من الخناق ولم تكن بالنسبة للنظام السابق إلا تدعيما وتكريسا لحكمه وفق آلية ورعاة إقلميين ودوليين مازالوا إلى اليوم غير مقتنعين بالتغيير في اليمن ليس نكاية با التغيير ولا بآلية التغيير وإنما للقوى الفاعلة في التغيير وللنتائج الأولية للتغيير والتي لم ترق لمعظم تلك الدول الراعية للمبادرة والتي آثرت التراخي والتسويف والوقوف كمتفرج على مايجري على الساحة فيما لم تخفي بعض الدول من مقتها فعبرت عن دعمها لصالح وعترته والسعي الحثيث لعودة حكمه وإن كان برموز أخرى .
دائما يتكلم البعض ساسة وقانيون و إعلاميون ومواطنون عاديون أن صالح ماض وانتهى فلماذا دائما الحديث عنه وتحميله مالايحتمل وكأنهم يقولون (الضرب في الميت حرام) ..لكن هل صالح ترك الأمة وشأنها هل لزم (الخلوة وسيدالإستغفار) وقنع بما أخذ وعاش في كنف الحصانة وبدد أعذار مخالفيه بإنه سبب رئيس لما يجري من أزمات ومصائب.. ، مازال اليمنيون لم يسلموا من لسان صالح ويده ومازال الرجل في يده مقاليد الفوضى ومازال هاتفه مفتوحالم يغلق يرن إلى صعدة ومارب وعمران والحديدة وإلى كل مكان يرى فيه أنه سيحقق ارتفاعا في أسهمه وانخفاضا في اسهم من قادوا التغيير ضده .
أطلق حملته (سلام الله على عفاش) وقام بالترويج لها فقطع بطاقة بلقبه الجديد وأطلق هشتاجا ينشر لقبه الجديد وأقام الحفلات واستقدم الشعراء والفنانون يغنون ويعلنون عن ميلاد لقبه الجديد ويسلموا عليه تسليما وحينما لم يتحقق له المراد وأن( يترحم ويُسلم ويَتحنن )عليه الناس آثر إلا أن يجتمع بجنوده المقربين فدبر أمر بليل فتفاقمت أزمت النفط ومشتقاته فقطعت الطرقات وخربت الممتلكات وقطعت الكهرباء ومنع مهندوسها من اصلاحها وأعلن عن سقوط عمران في إعلامه ومازالت صامدة في وجه التمرد وكل ذلك ليخرج الساخطون على الوضع صائحين وصارخين (سلام الله على عفاش) مطالبين بإسقاط الحكومة التي يتولى حزب صالح فيها50% من قيادتها فضلا عن تمسكه بأكثر من 80%من مفاصلها وإداراتها فضلا عن بغيته الإنقلاب على التسوية السياسية والوقوف حجر عثرة أمام الرئيس هادي في المؤتمر وخارج المؤتمر..
إنها أيام ذهبية بالنسبة لصالح وحزبه وقّت لها صالح فتزامنت مع الحلول الأولية لقضية عمران والتقارب الرئاسي مع الحراك الجنوبي وقدوم شهر رمضان وامتحانات الشهادة العامة للطلاب أراد فيها صالح تعكير هذا الصفو ومزيدا من السخط الشعبي يتلذذ برؤية الفوضى وينتشي بالترحم على عهده ويعد العدة للإنقضاض على السلطة وكأنه مطلب جماهيري وتفويض شعبي له ليخرج العباد والبلاد من الظلمات إلى النور ومن الوضع الحرج الذي يقوده الرئيس هادي إلى رحاب الرخاء والإستقرار الذي كان يعيشه اليمانيون طيلة 33 عاما!!! .يحسب (صالح) أنه برؤية هلال رمضان سيبزغ نجمه من جديد وسيأفل نجم التغيير وأهله..
إنما يجري على الساحة من فاقة وشدة لايمكن نكرانه ولايمكن تبرئة الدولة القائمة منه مطلقا وإنما التحديات جسام والأخطار محدقة عجزت الدولة عن مواجهتها كلها نظر لتغول صالح وبقية نظامه وتعنته في الحكومة الحالية ولتراكمات النظام السابق أيضا من العبث والخراب ولبنية الحكومة القائمة على الوفاق الصوري والشقاق البين والسياسات العوجاء القائمة على التقاسم والمحاصصة وعلى الطغيان الحزبي المستحوذ على كل القرارات المنبثقة من الدولة والتي فرضته المبادرة كل ذلك أتاح لفصائل الفوضى وكتائب التمرد وجماعات التخريب أن تستغل هذا الخلل وأن تتحد جميعا لمواجهة ووقف عجلة التغيير التي يقوده الرئيس بكل ما أوتيت من قوة مدعومة بعضها ببعض ومن قوى خارجية تطمع إلى تحقيق اهداف استراتيجية (سياسية او فكرية او اقتصادية او كل ماسبق ) عبر تلك القوى الإرهابية..
مايزال الأمل معقودا على الشرفاء والمخلصين وعلى رأسهم الرئيس هادي في تثبيت وتدعيم ركائز الدولة اليمنية الحديثة وتحقيق مخرجات الحوار الوطني والعمل على رسم البسمة على محيا أبناء الشعب عبر تجاوز أخطاء الفترة السابقة والعمل على تحقيق الأمن بكل صوره والذي يؤدي إلى الإستقرار والرخاء بإذن الله سبحانه ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )..
سلام الله على هادي
اخبار الساعة - عبدالخالق عطشان