البارحة كنت عاكفاً على ملزمتي ،والشمعة تذوب بسرعة كبيرة، لأنها صنع يمني ، حينها كنت أهم الخروج لشراء شمعة أخرى كي أكمل مذاكرتي، فاخاف أن يضييع كثير من الوقت نظراً لبعد البقالة ،إنها معاناة الطلاب اليمنيين بشكل عام، فالذي يمتلك ماطوراً لا يسلم من صوته المزعج في سكون الليل، والذي يذاكر على الشمعة لا يسلم من دخانها الذائب، الذي يسبب الكثير من الأمراض وخاصة الأمراض السرطانية ،وكذالك المتاعب والصداع في الرأس مما يجعل ذهن الطالب يشرد بعقله في وجع رأسه؛ خاصة وأن الأمر يتطلب أن تضع الشمعة بجوارك من اجل ان ترى حروف ملزمتك أو كتابك الدراسي ..
هذه الأيام ومع وجود الامتحانات في المرحلة الثانوية وكذالك إمتحانات الجامعات، ترى الطالب لا يكترث على نفسه، فتراه يسهر الليالي المفعمة بالظلام الدامس، ويحرم عيناه النوم وجسمه الراحة من أجل ان يصعد بوطنه إلى قمة الهرم في كل المجالات ينقل وطنه من حفرة الظلام إلى غرفة النور، إلا انه يجد صعوبات تقف أمامه كالحائط الصلب ،ولعل من أبرز تلك المعوقات الكهرباء "وخاصة في الليل" ،بل أجزم أن هذه القضية (الكهرباء) تعيق تطور الوطن وليس الطالب فقط ،فالوطن يضع آماله وطموحاته على عاتق الشباب وخاصة الطلاب المتعلمين ،فيجد معانتهم أكثر بكثير من معانته هو (أي الوطن)فعندما يجد الطالب المعانة يضطر الوطن أن يبقى في مكانه الذي قدر له أن يعيش بين النكبات والأزمات..
لا أتصور ان طالباً في اليمن لا يعاني من مشاكل الكهرباء خاصة في مثل هذه الأيام والذي تظل الكهرباء منقطعة حوالي 14 ساعة يومياً متداولة في الإنقطاع، يمكنني القول بأن الشعب قد تعود على ذلك ويجاري الأمور بشراء المولدات والمواطير إلا انه ما زال يعاني من عدم وجود المشتقات النفطية ،لكن لا يمكنني القول بأن يتعود الطالب على مثل هذه الأمور فكيف يتكون الإبداع عند الطالب في ظل وجود هذه الصعوبات ،فلا يدري الطالب أيفكر في الإمتحانات أم في ديكتاتورية بعض الدكاترة والمدرسين وايظاً الإختبار أم يفكر في أن يحسب بالوقت متى ستنطفئ الكهرباء أو متى ستضرب من قبل كلفوت حيث وأنه ما زال على قيد الحياة ،،
أخيراً إن لم تهتم الحكومة بهذه المشكلة التي تترتب عليها آلاف المشكال وخاصة في مثل هذا الوقت (الإمتحانات)
فعلا الطالب والوطن السلام ..
سليمان الشيخ..
الطالب والظﻻم ،، شيئان متلازمان ...
اخبار الساعة - سليمان الشيخ