في نهاية كل أسبوع وعلى مدى سنوات حكمه غير الرشيدة المقاربه للثلاث سنوات كان النظام الحالي الحاكم لليمن يصدر قراراته وكان الخميس غالباً هو يوم القرارات الجمهورية كقرارات الهيكلة أو التغييرات الحكومية وغيرها،ولأن القاعدة خرمت حين صدر قرار تغيير بعض وزراء الحكومة يوم الأربعاء الماضي فقد ولد جنين التغييرات مشوهاً لكن العيب الخَلقي لم يكن الوحيد في تغييرات الأربعاء الأسود كلون إطارات السيارات المحروقة في الشوارع بل العيب الأخلاقي هو الأهم ،عبر رغبة النظام تغييب الوعي الجمعي للمواطن اليمني الذي يراد إفهامه أن تغيير وزير هنا ومنصب هناك هو الذي سينقله من جحيم سنواته الثلاث الأخيرة إلى جنة الخلد !!!.إن كل تكتيكات النظام الجديد الحاكم لليمن صارت مكررة منذ ما بعد أحلام شهور التغيير في 2011 والتي وصلت عنان السماء متوقعه أن سقوط بعض شخوص النظام السابق ستحول اليمن إلى دولة مدنية لا يفهم كنهها ومعنى مدنيتها أغلب مردديها،و ظهر ذلك بتحول الحاضر -الجزء من الماضي- إلى جنين مشوه يحمل أقبح ما في الماضي فقط دون حسنات ذاك الماضي القليلة جداً مضافاً لها وقاحة غير مسبوقة من سلفه وفساد يسابق الزمن ومناطقية عفنة لا ينتقدها أحد رغم حصرها في البطنين (أبين وشبوه) وفوق هذا كله وبعده ترداد ممجوج لعبارات (مافعله النظام الجديد هو المعجزة التي فاقت التوقعات) و(العالم يقف مشدوهاً بما يفعله) و(التغيير نحو الأفضل سيتم بعد تنفيذ أفكار النظام الحالي المتمثلة بأقاليم اليمن السته ومخرجات مؤتمره الموفنبيكي) و(لولا عبدربه منصور أن صنعاء مقسمة والمتارس تملأ الشوارع ولولاه ماتمتع اليمنيون بكهرباء أديسون ولولاه ماوصل النفط إلى سياراتهم) هراء لا ينتهي ولن ينتهي إلا بتغير النظام الحالي أو فناء اليمنيين على يده!!!.كما في الماضي يراد لنا أن نقتنع أن وزيراً كصخر الوجيه لم يكن ذراعاً من أذرع نظام عبدربه وأن الوزراء فشلوا بينما الرئيس طاهر نقي لم يكن الوزراء يسمعون كلامه رغم أنه وجههم وأن الرئيس ليس له في الحكم سوى ثلاثين شهراً ولابد من إعطائه فرصه قدرها ثلاثين سنة كما نال تلك الفرصة سلفه،يراد لليمني أن يظل (فأر تجارب) ينفذ على جسده النحيل أصلاً ألاف التجارب وماعليه سوى الصبر،يراد لنا أن نصدق أن نجل الرئيس الحالي ليس له اليد الطولى والوحيدة في وزارة النفط وفي تعييناتها وليس لأبي جلال ووزير دفاعه أبو جلال أيضاً اليد الوحيدة في القوات المسلحة،ويراد لنا أن نصدق أن فساد الطاقة المشتراة في وزارة الكهرباء الذي أهلك الميزانية بمليار دولار ويزيد دون جدوى لم يكن لرئيس النظام القرار الفصل فيه،يراد لليمن ولليمنيين أن يتحملوا التجارب القادمة لأن الوزراء الجدد لازالوا جدداً لايمكن أن نلومهم أو نطالبهم بنجاحات فأسلافهم هم السبب وهم لايمكن أن يغيروا الوضع في يوم وليله وبالتالي ستقوم الساعة وتظهر الشمس من المغرب ونحن لازلنا نحلم برؤية شمس التغيير نحو الأفضل تشرق في البلد الذي يصر أبناءه على أن اسمه كان (اليمن السعيد) ولعل التسمية كانت من باب تسمية الأعمى بالبصير !!!.
يا نظام البطنين (أبين وشبوة) غيروا سياساتكم الفاسدة ولا تغيروا لنا ساستكم الفاسدين فقبح وجوه النظام قد نتحمله في حال كانت فِعالُه غير فاسدة لكننا لا يمكن أن نغفر أو نسامح لوجوه جميلة فعالها قبيحة فاليمن لا يحتاج تغيير الساسة لمجرد تغيير الوجوه بل يحتاج تغيير السياسات الفاسدة المناطقية العفنة الفاشلة مالم فإننا ننفخ في قربة مثقوبة يزداد ثقبها في التوسع أكثر وأكثر.
لك الله ياشعب اليمن تلدغ من نفس الجحر مثنى وثلاث ورباع وذاكرتك أسرع ذاكرة بين بني البشر نسياناً لما يفعله الرؤساء بك ويكذبونه عليك وعوداً عرقوبيه .