أطلق عدد من المنظمات المدنية والحقوقية بمحافظة عمران نداء عاجلا خلال بيان اصدروه اليوم استنكروا فيه الصمت الرسمي والشعبي تجاه الوضع الانساني الكارثي الذي تشهده مدينة عمران والمناطق المجاورة
وقالت المنظمات في البيان "إن مدينة عمران والمديريات المجاورة لها تشهد وضعاً إنسانيا بلغ اليوم الذروة وأصبح لا يطاق ويعاني المواطنين حالة من الرعب والقلق على مصيرهم وتهددت كل مصالحهم".
مطالبين رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق الوطني بتحمل مسؤليتهم القانونية والانسانية.
قائلا " إننا إذ نحمل المسئولية الجهات الرسمية ممثلة بالرئيس وحكومته فإننا نستغرب تجاهلهم ما يجري وسكوتهم عن مصير كارثي يواجه أبناء المدينة ومحيطها نتيجة تقصيرهم الواضح في حماية المواطنين وبسط سيادة الدولة ومنع أي تواجد مسلح يهدد حياة المواطنين".
كما حمل البيان جماعة الحوثي المسلحة ايضا المسؤلية نتيجة إصرارها على محاصرة المدينة عسكريا وتحويلها إلى ساحة حرب مستخدمة كل أنواع الأسلحة وتهديد قياداتها المستمر باقتحام المدينة فوق رؤوس ساكنيها لتحقيق مطالب وفرض شروط سياسية على حساب أرواح سكان المدينة والقرى المحيطة بها, ومصالحهم الخاصة والعامة.
ويشعر موقعو البيان من المنظمات بالاسف أن يمر هذا الوضع الكارثي المتصاعد منذ شهور دون أن يلمس أبناء المحافظة وسكان المدينة أي اهتمام او التفات رسمي أو إنساني, ما جعلهم يشعرون بتخلي الدولة عنهم وعن حقهم في الحياة والأمن باعتبارها أبسط حقوق المواطنة التي يكفلها الدستور وتضمنها المواثيق الدولية وينص عليها القانون الدولي الانساني الذي وقعت عليه الجمهورية اليمنية.
ووصف البيان الوضع في مدينة عمران بالكارثي بسبب الحرب التي يشنها مسلحو الحوثي واغلاقهم لكل طرق المدينة ومايجري من اعتقالات واختطافات بالهوية والاشتباه معددا معاناة المواطنين في هذا الجانب
ودعا البيان كل المهتمين والمسؤلين والمنظمات والاحزاب القيام بمسؤليتهم تجاه ما يجري كما دعى المبعوث الاممي جمال بن عمر وسفراء الدول العشر الى ابداء موقف تجاه ما يجري وكشف المعرقلين واستخدام أوراقهم لمعاقبة المتسببين ووقف الكارثة.
مؤكدا بضرورةالاسراع بفك الحصار عن المدينة ورفع كل النقاط والتشكيلات المسلحة من مداخل وطرق المدينة وعدم السماح لأي جماعة مسلحة بإقامة نقاط تفتيش أو احتلال المباني الحكومية, وصولاً إلى انسحاب كل المسلحين ومغادرتهم المحافظة وعودة القوات الحكومية إلى ثكناتها وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الاحداث.
"نص البيان"
تعبر المكونات والمنظمات المدنية والحقوقية والانسانية الموقعة على هذا البيان عن أسفها البالغ واستنكارها الشديد للصمت الرسمي والشعبي تجاه الوضع الانساني الكارثي الذي تشهده مدينة عمران – المركز الإداري للمحافظة – وعدد من القرى المحيطة بها, نتيجة الحصار الخانق الذي تشهده والمواجهات العنيفة التي تدور حاليا بين القوات الحكومية ومسلحي جماعة الحوثي, وتدعو إلى تحرك عاجل من شأنه فك الحصار عن المدينة وتأمين الطرقات وتجنيب المدنيين ومصالحهم آثار الحرب وتبعاتها.
إننا نطلق من خلال هذا البيان رسالة عاجلة وصرخة استغاثة لكل من يهمهم الوضع الإنساني الذي يمر به أكثر من ثلاثمائة ألف مواطن أغلبهم من النساء والأطفال وطلبة الجامعات.
كما نوجه الدعوة ونحمل المسئولية من خلال هذا النداء كل المعنيين الذين لم يبدو منهم أي تفاعل أو اهتمام بواجبهم القانوني والانساني تجاه المواطنين وعلى وجه الخصوص رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق الوطني , ونحملهم مسئولية ما يجري وتبعات الوضع الانساني بالغ التعقيد.
إننا إذ نحمل المسئولية الجهات الرسمية ممثلة بالرئيس وحكومته فإننا نستغرب تجاهلهم ما يجري وسكوتهم عن مصير كارثي يواجه أبناء المدينة ومحيطها نتيجة تقصيرهم الواضح في حماية المواطنين وبسط سيادة الدولة ومنع أي تواجد مسلح يهدد حياة المواطنين.
كما أن جماعة الحوثي تتحمل المسئولية نتيجة إصرارها على محاصرة المدينة عسكريا وتحويلها إلى ساحة حرب مستخدمة كل أنواع الأسلحة وتهديد قياداتها المستمر باقتحام المدينة فوق رؤوس ساكنيها لتحقيق مطالب وفرض شروط سياسية على حساب أرواح سكان المدينة والقرى المحيطة بها, ومصالحهم الخاصة والعامة.
إن مدينة عمران والمديريات المجاورة لها تشهد وضعاً إنسانيا بلغ اليوم الذروة وأصبح لا يطاق ويعاني المواطنين حالة من الرعب والقلق على مصيرهم وتهددت كل مصالحهم, وقد بدأت هذه الأزمة تتشكل منذ شهر فبراير الماضي بعد قدوم مسلحي جماعة الحوثي وإنشاء تجمعات للمسلحين ونقاط تفتيش شمال المدينة – في منطقة بير عايض تحديداً – وتدرجت حتى الوصول إلى إكمال حصار مسلح على كل مداخل المدينة والتمركز بالآليات الثقيلة في الجبال والتباب المحيطة وانفجرت المواجهات في عدد من الجهات وتم اقتحام عدد من القرى وتفجير عدد من المنازل المدارس والمنشئات الصحية والخدمية او تحويلها مقار للمسلحين, وسقط في المواجهات العشرات من الأبرياء والمدنيين في منازلهم
إنه من المؤسف أن يمر هذا الوضع الكارثي المتصاعد منذ شهور دون أن يلمس أبناء المحافظة وسكان المدينة أي اهتمام او التفات رسمي أو إنساني, ما جعلهم يشعرون بتخلي الدولة عنهم وعن حقهم في الحياة والأمن باعتبارها أبسط حقوق المواطنة التي يكفلها الدستور وتضمنها المواثيق الدولية وينص عليها القانون الدولي الانساني الذي وقعت عليه الجمهورية اليمنية.
وفيما تشتد المواجهات في الأيام الأخيرة فإن حالة الضرر بلغت الذروة بعد إطباق الحصار على المدينة ونصب نقاط التفتيش والاعتقالات التي يمارسها المسلحون واستهداف المنشئات العامة والخاصة وانعدام المقومات اللازمة للحياة نتيجة اغلاق الخطوط الموصلة بين المحافظة والمناطق الأخرى خصوصا الطريق الموصل بين عمران والعاصمة صنعاء الشريان الرئيسي بالنسبة للمدينة ومحيطها الذي يتواجد فيه مسلحو الحوثي وينصبون نقاط تفتيش تمارس الاعتقال بمجرد الشك أو الهوية وتفاقمت حالات الاعتقال مؤخراً في كل مداخل المدينة, كما تسبب التعطيل الكامل للكهرباء بعد استهدافها قبل أيام بأضرار واسعه على كل الشرائح خصوصا طلبة التعليم العام الذين يؤدون امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية ويقدر عددهم بعشرات الالاف, كثير منهم لم يتمكنوا من الالتحاق بالامتحان النهائي نتيجة تعذر وصولهم إلى مراكز الامتحان النهائي او نزوح أهاليهم أو تعرض مدارسهم للقصف أو تحولها لثكنات للمسلحين.
نداء عاجل :
وفي ظل هذا الوضع البائس فإننا كمنظمات مدنية وانسانية يؤلمنا ما تشهده المدينة ومحيطها والمحافظة عموماً ونقف في موقف العاجز عن فعل ما من شأنه إنقاذ حياة مئات الالاف ورفع شبح الحرب والموت ووقف الدمار, ولا يسعنا إلا إطلاق صرخة ونداء لكل من يهمهم الأمر وبإمكانهم المساهمة المباشرة في الحل أو الضغط بما من شانه وقف الكارثة, وندعو على وجه الخصوص إلى التالي:
• تحميل الدولة ممثلة برئيس الجمهورية ورئيس وأعضاء حكومة الوفاق الوطني مسئوليتهم الكاملة في القيام بمسئوليتهم كدولة وتنفيذ واجبهم القانوني تجاه حياة أبناء المحافظة وحمايتهم من كل خطر يتهدد وجودهم ومصالحهم, ودعوتها للقيام بمسئوليتها الكاملة بكل السبل المخولة والمتاحة وتحميلها مسئولية أي تقصير.
• إلزام لجنة وقف إطلاق النار المكلفة من رئيس الجمهورية وبإشراف وزير الدفاع بتوضيح ما توصلت إليه والإفصاح عن الإشكالات التي حالت دون وقف إطلاق النار وأسباب انسحاب مراقبيها من الميدان.
• دعوة جماعة الحوثي إلى وقف اعمالها العسكرية والمسلحة فوراً ورفع النقاط واخلاء المباني العامة والخاصة التي تتمركز فيها, وإطلاق كل المعتقلين لديها وتحميلها مسئولية كل اعمالها ونتائج ممارساتها المسلحة.
• دعوة المبعوث الأممي إلى اليمن وسفراء الدول العشر – باعتبار مسئوليتهم تجاه الأحداث وبحكم مشاركتهم رسميا في لجنة وقف إطلاق النار الأخيرة – لابداء موقف تجاه ما يجري وكشف المعرقلين واستخدام أوراقهم لمعاقبة المتسببين ووقف الكارثة.
• دعوة المكونات الاجتماعية والسياسية والشخصيات الاعتبارية في المحافظة لإبداء موقفها مما يجري ومساهمتها في إعادة الأمن والاستقرار للمحافظة ومساندة الجهات الرسمية المعنية بحماية المواطنين وتطبيق القانون ومعالجة كل المشاكل والتباينات في إطار الدستور والقانون.
• البدء الفوري في فك الحصار عن المدينة ورفع كل النقاط والتشكيلات المسلحة من مداخل وطرق المدينة وعدم السماح لأي جماعة مسلحة بإقامة نقاط تفتيش أو احتلال المباني الحكومية وصولاً إلى انسحاب كل المسلحين ومغادرتهم المحافظة وعودة القوات الحكومية إلى ثكناتها وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الاحداث.
• تمكين وصول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى المحتاجين والمتضررين من الاحداث ودعوة المنظمات والجهات الرسمية والشعبية والدولية الإنسانية لتنفيذ حملات إغاثة عاجلة للمتضررين والمحتاجين والعمل على تعويض كل المتضررين من الاحداث.
• دعوة المنظمات الانسانية والصحية ووسائل الإعلام المحلية والخارجية لزيارة المنطقة وإطلاع الرأي العام على ما شهدته المنطقة من خسائر ودمار ومظاهر حرب .