ونحن على اعتاب موسم حج جديد ارى من الواجب مشاركة الاخوة في وزارة الاوقاف بعض الهموم والملاحظات التي شهدتها في موسم الحج الفائت عسى ان يستفيدوا منها للتهيئة لموسم اكثر نجاحاً وتمكينهم من تطوير خدماتهم لضيوف الرحمن على اكمل وجه .
فرغم التحسن المشهود له من قبل المختبرين من الحجاج الذين شهدوا الموسم الماضي الا ان الوزارة لا تزال أمامها فرص للمزيد من التطوير والتحسين اذكر منها ما يلي :-
1- فور وصولنا الى مطار جده طلب منا احد موظفي المطار الوقوف في صف واحد ولان اغلب من كانوا على متن الطائرة هم من جزر القمر الشقيقة فقد وقفوا معنا ، ولكن المفاجأة ان الموظف طلب منهم عدم الوقوف معنا بالطابور والسبب انه من الواجب قيام الحجاج بالتطعيم ضد بعض الامراض قبل مغادرتهم بلدهم بوقت كافي . وان كل الحجاج من كل البلدان يلتزمونبأخذ التطعيم الا القادمين من اليمن لا يلتزمون بهذا النظام ولهذا يتوجب عليهم وحدهم اخذ التطعيم في المطار .
ورغم ان التطعيم في غاية الاهمية لحياة الحجاج الا ان البعض رفض تناول تلك الحبوب الا بعد ان اقنعهم احد المسئولين بوزارة الصحة اليمنية والذي صادف وجوده معنا على نفس الرحلة وقد تناول الحبة امام الجميع ليقتنعوا بعمل المثل . كما ان الموظف المهذب في المطار قد تناول بدوره حبه لكي يوضح للجميع بان ليس منها اضرار .
الامر اذا في غاية الاحراج وجعل الناس لا يثقوا بالتزامنا بالنظام وعلية نرجو من الاخوة في وزارتي الاوقاف والصحةالتأكد من التزام مكاتب الحج والحجاج بكل النظم والشروط الواجبة وان يكون شعب الايمان والحكمة قدوة حسنة لغيرهم.
2- اغلب الحجاج الذين تحدثت معهم عبروا عن ارتياحهم لمكان الخيم الذي عملت الوزارة على الحصول علية باعتبار انه افضل من الاماكن في المواسم السابقة وهو امر تشكر الوزارة علية وجزاهم الله خيراً لان الموقع مهم جداً للحجاج وكلما كان اقرب الى الجمرات كان افضل .
3- ولأنني كنت في نفس الخيمة التي فيها الاخ العقيد/محمد الشيباني المسئول عن حملة مكتب الملك فقد عرفت منة ان الوزير كان يزور المخيم ويعطيهم بعض الملاحظات حول النظافة ومدى توفر الامكانات لراحة الحجاج والاهم من ذلك انه كان يرسل مسئولين للتأكد من التزامهم بتنفيذ ملاحظاته . وهو امر رغم انه واجب على الوزير ومع ذلك فهو عمل عظيم يستحق علية الاخ الوزير كل الشكر والتقدير.
كما ان الاخوة المسئولين في وزارة الصحة لم يقطعوا زيارتهم لنا وكانوا يقدموا العلاجات التي يحصل نقص بها لدى الطبيب بل اهتمامهم بلغ حتى سلموا للطبيب سلة زبالة خاص للمخلفات الطبية وبالتالي فهم يستحقون الشكر والتقدير ايضاً.
4- التغذية :- بعض المكاتب توفقت وبعضها لم تتوفق في توفير الغذاء المناسب . وفي تقديري ان الوزارة يجب ان تفرض على مكاتب الحج توفير الثلاث الوجبات للحجاج خارج مكة المكرمة (في منى وعرفات )لعدم توفر مطاعم مناسبه وكافية وقريبة .
اما في مكة فمن الافضل منح الحاج الحرية بالأكل اين يشاء. فمعظم الحجاج يقضي معظم وقتة بالحرم وحين يجوع فالمطاعم النظيفة والمتنوعة متوفرة حول الحرم ولو فكر بالعودة الى الفندق للأكل سيخسر من الوقت الكثير كما سيدفع اكثر من قيمة الاكل في المواصلات مالم يكن الفندق قريب جداً من الحرم .
5- اكبر اشكالية واجهها الحجاج في منى كانت الحمامات . عددها قليل في كثير من المخيمات والنظافة فيها متدنية والسباكة غير مناسبة .
6- يجب التأكيد على مكاتب تفويج الحجاج على التأكد من وضع سوار في يد كل حاج يحمل اسمهوعنوانه والمخيم الذي يسكن فيه في منى والفندق في مكة وتلفون المكتب . فبعض الحجاج من كبار السن (رجال أو نساء ظلوا الطريق ولم يتعرفوا على مخيماتهم وهوا امر خلق ازمات حقيقيه في بعض الحالات.
7- بلغني أن الوزارة تقوم بتقييم سنوي لأداءمكاتب تفويج الحجاجبغرض تحسين ادائها وهذا امر يجب ان يستمر من اجل تحسين خدمات ضيوف الرحمن ومن أجل ذلك اقدم لهمالتجربة التي عشتها مع مكتب الملك فقد كان الأخ العقيد محمد الشيباني مدير او رئيس الحملة مثال للاقتدار والتواضع والعمل الدؤوب لا يكل ولا يمل كان دائما يقف في صف الحاج ليلبي رغباته حتى ولو تعارضت مع مصلحة المكتب. وكان ينهر الموظفين الذين بطبعهم يفضلون التوفير ولكن كان همه دائماً راحة الحجاج وبالتالي خدمة وسمعة ومكانة المكتب حتى انه اضطر للاستدانة حتى يفي بالاحتياجات التي فرضتها الظروف.
وعلى سبيل المثال ابلغوه في الساعة التاسعة صباحاً أن المطعم قد ارسل الغداء فسأل الطبيب هل يمكن الاحتفاظبالأكل حتى وقت الغداء دون أن يفسر ويصيب الحجاج بالتسمم فأكد له الطبيب ان ذلك غير ممكن فأصر بتوزيعه فور وصوله على الحجاج وطلب وجبة اخرى للغداء . وقد اتضح لي أنه ليس موظف بالمكتب إنما هو صديق لصاحب المكتب طلب منه الاشراف على الموظفين لضمان راحة الحجأج وقد فعل بكل امانة واقتدار .
واتمنى لو ان الوزارة جربت تعميم هذه الفكرة العبقرية التي ربما حدثت بالصدفة من قبل صاحب مكتب الملك وقد تكون مقصودة وذلك بأن تطلب من مكاتب تفويج الحجاج أن يعينوا علىرأس موظفيهم مسئول يثقوا به وليس من موظفي المكتب ربما قد يكون ذلك سبب لتحسين الاداء .
علماً انني جربت الاتصال ببعض مسئولي مكاتب التفويجوالمعروضة تلفوناتهم في ملصقاتهم على جدران بعض الفنادق ولم يرد على تلفوني احد منهم. اتمنى أن تكون هذه الطريقة أحد معايير تقييم المكاتب من قبل الوزارة للتأكد من مدى استجابت موظفي المكاتب لطلبات الحجاج .
وستظل هذه الملاحظات ناقصة مالم تتوج بالحديث عن الدكتور اسامة الشيباني ذلك الطبيب الولهان احب مهنته حتى الوله . فهو لا يبرح مكانه إلا لأداء المناسك. يتفقد المرضى ويتابع حالاتهم إلى درجة انني حاولت مع بعض الاصدقاء دعوته لتناول وجبة غداء خارج منى فلم يوافق لانشغاله بالمرض وحرصه على راحة الحجاج.
قد يعتبر القارئ الكريم أنني قد اسهمت في مدح اشخاص على غير عادتي ولكني فعلت ذلك عن إيحاء أن الأمانة والتفاني بالعمل هي أكثر ما نحتاجه في شبابنا ليتسنى لنا بناء يمن جديد وأن أمثال هؤلاء يجب أن يقتدى بهم ويكرموا وأقل واجب على الجهات المختصة في وزارة التعليم العالي ووزارة الصحة ان توفر فرص للدراسات العليا للدكتور اسامة (فهي امنيته كما فهمت منه )ليكونوا اكثر عطاءً لوطنهم.