لم يعد امام الجنود الذين يقتلوا برصاص جماعة الحوثي سوى اليقين بأن افراد الجيش هم المليشيا والصورة التي ظهر بها وزير الدفاع مع القائد العسكري لجماعة الحوثي اسقطت مبرر ارهاب الجماعة ، وعلى ابناء الجيش بعد هذا الظهور ان يدركوا طبيعة الصراع وانه مجرد صراع عبثي ، وعلى اللواء حميد القشيبي قائد اللواء 310 ان يستوعب هذا التحول وان يترك الوقوف امام جماعة الحوثي .
الصورة اظهرت مدى التوافق والانسجام بين وزير مليشيات اليمن ( الجيش اليمني) مع قائد جيش جماعة الحوثي وان شرعية وقوف ( الجيش) امام جماعة الحوثي في عمران وغيرها لم يعد له مبرر وان الامن اصبح جزء من مسئوليتها بناء على هذا الانسجام وان الحفاظ على ارواح مليشيات الجيش اليمني اصبح ضرورة ، وجماعة الحوثي بعد هذا يعتبر انها مسئولة عن الامن ومسئولة عن المنشآت الحكومية ، وان اي ادعاء من قادة وزارة الدفاع او اي مستوى اخر هو نوع من الانتهازية فيما يخص الوقوف امام توسع الجماعة .
وكنت أأمل من قائد مليشيا الجيش اليمني محمد ناصر احمد توضيح مبرر دخول جماعة الحوثي الى صنعاء تحت قوة السلاح وماهو الهدف من هذا الدخول المسلح ومن الذي يقف بوجهها وعلى قائد مليشيا الجيش اليمني ان يخرج ببيان للشعب يوضح فيه الحقائق ويوضح ماهي مهمة جماعة الحوثي بعد دخولها صنعاء !! من حق الشعب ان يعرف طبيعة وجود هذه الجماعة من الناحية الامنية والعسكرية والسياسية ومن حق الشعب ان يعرف ما مصير المؤسسات الدستورية وسلطات اليمن الرسمية في ظل وجود جماعة الحوثي !! اي كلام غير هذا هو عبارة عن استنزاف لما يسمى بالجيش اليمني واستهتار واستخفاف بعقول الشعب اليمني كله وان التبريرات التي تقول بأن الوزير قام بواجبه ! وهذا الوزير هو نفسه الذي يحضر تشييع جثامين شهداء الواجب !! ويتقدم مراسم التشييع ، وهذا تقاطع واضح بين واجب الوزير هذا وواجبه مع الجماعة !! الناس امام مسرحية وعلى الوزير إنهاء هذه المهزلة ويوضح من هم المليشيا وبكل صراحة ، فإن كان اللواء 310 هو مليشيا فليعلن ذلك وان كان جيشا نظاميا فليصدر اوامره لهذا اللواء بعدم الوقوف امام جماعة الحوثي وان لم ينفذ الأوامر عليه اتخاذ الإجراءات القانونية بحق هذا اللواء ومنتسبيه .
وعلى وزير مليشيات الجيش اليمني مخاطبة السلطات السعودية بشطب جماعة الحوثي من لائحة الارهاب وعليه ان يقدم مبررات سلمية هذه الجماعة . قراءة ما وراء الصورة هو المهم وبرأيي ان ظهور وزير الدفاع اليمني مع قائد مليشيا جماعة الحوثي التي تحتل ثلاث محافظات بقوة السلاح وتهدد بالسيطرة على العاصمة صنعاء .
الرسالة التي اراد وزير الدفاع ومن يقف ورائه ارسالها نتيجة ظهوره مع قائد مليشيا الحوثي هي رسالة لها علاقة برغبة القوى الاقليمية والدولية التي ترى بأهمية دور جماعة الحوثي في مواجهة مشروع " الاخونة" الغائب وظهور وزير الدفاع هو رسالة لهذه القوى بأن الصراع في عمران وغيرها هو صراع بين قوى رسمية وبين جماعة الاخوان وان الجيش هو الداعم لجماعة الحوثي وهو من يمولها وهذا يعني ان وزير الدفاع ومن يقف ورائه انهم ضحوا بوحدة من وحدات الجيش اليمني وهو اللواء 310 مدرع الموجود في عمران ..
هذا الدعم وهذا الظهور لوزير الدفاع مع قائد مليشيا الحوثي هو انتصار عملي للسياسة التوسعية لايران التي تسعى للسيطرة على دول الخليج العربي وان البداية من اليمن وقد تحقق لها الكثير من هذا وقد نجحت ايران بإستغلال المطب الذي وضع لدول الخليج المتمثل بمكافحة الاخونة وهو الوهم الذي قدمته الدول الداعمة للتمدد الايراني من خلال تصوير جماعة الاخوان الى بعبع كبير يهدد امن كراسي دول الخليج وهو الذي انعكس ايجابيا لصالح التوسع الايراني .
على قوى الثورة اليمنية ان تدرك وتقرأ ما وراء الصورة وتعرف خارطة الطريق بعد هذا الظهور لتلافي المتغيرات الجديدة القادمة ، وعليها ان تفتح الطريق امام هذه الجماعة واولهم الرئيس هادي ان يفتح ابواب القصر لهذه الجماعة لانها لن تقبل بوجوده كرئيس مهما كان مستوى الضمانات!! .