أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

سأل: "كيف أنزل".. فسقط سقوطًا مروعًا.. عن أحمد الشقيري

- محمد سليمان (الداخل الفلسطيني)

مجرزة رابعة على روتانا الخليجية وحسين الجسمي في خواطر 10.
 
قبل أيام فقط كتبت ومدحت ما يقدمه، وقلت بالحرف:
"قد تكون لنا ملاحظات على بعض التفاصيل الصغيرة، لكنني أعتبر من العيب أن نقدح بما يقدم الرجل لمجرد ملاحظة هنا أو هناك فهناك طرق عديدة للنصح، وهناك من هم أولى منه للنقد القاسي".
 
من جملة الملاحظات كنت أقصد مثل تعاونه مع قناة العُهر - mbc - وبعض التجاوزات الشرعية إذا ما اعتبرناه داعية، لكن تجاوزنا كل ذلك واعتبرنا هذه الملاحظات صغيرة بالمقارنة مع حجم ومردود البرنامج وأثره على فئه كبيرة من المجتمع. ربما تعجبت من عدم وجود تصريحات أو تغريدات قصيرة تدعم الثورات، لكن اعتبرناه لا يخوض في السياسة.
 
- لكن للأسف الشديد فإن تصريحاته الأخيرة في برنامج "لقاء الجمعة مع عبدالله المديفر" - على قناة "روتانا خليجية" بخصوص موقفه من أحداث مصر ورابعة، أقل ما يمكن القول عنها مُخزية، مع أنه في بداية كلامه أصاب عندما قال بأن ليس سياسي أو محلل سياسي ليتمكن من تحليل المشهد المصري، لكنه للأسف أنكر وجود صراع وشهداء، وحتى أنكر أن يكون قد رفع إشارة رابعة ودعم أي طرف!.
 
من قال إن لم تكن سياسيًا تُعفى من الحد الأدنى لقول كلمة الحق!، والوقوف مع المظلومين ودعهم.
لم يتطرق أبدًا لحق وباطل .. وشهداء ومعتقلين ومجرزة فض رائعة وملاحقة الطلبة في كل مكان والحرائر التي تغتصب يوميًا، لم يتطرق لوجود قطيع بلطجية يقودهم زعماء الخليج الأمريكي!.
 
يحاول تقديم نموذج المصلح التوافقي - أي يتفق عليه جميع الأطراف-، الذي لا يحمل توجهًا سياسيًا وإنما يحمل مبادئ إسلامية جامعة فضفاضة جدًا، فإن اعتبر نفسه داعيًا فهو يقدم نموذج "الإسلام اللطيف" - "إسلام كيوت"، وإن اعتبر نفسه مُصلحًا فقد أخطأ عندما نزع العلاقة بين الثورة والإصلاح!.. فكيف لنا أن نُصلح الوضع القائم في بلادنا من غير إصلاح أنظمة الحكم المدسوسة العميلة!، وكيف يمكن أن ننهض بالمجتمع من غير ثقافة فكرية سليمة.
 
اعلم يا الشقيري أنك إن لم تخسر أهل الباطل ومن يساندهم بهذه الخطوة، فأنت في أقل تقدير خسرت أهل الحق. الحياد في لحظة ضعف أهل الحق، إنما هو دعم الباطل وشرعتنه، وبدا واضحًا عندما بدأت تنصح رئيس مصر القادم وتعطيه النصائح في سبيل النهضة في البلد.
 
لا أعلم حقيقةً كيف طاوعك قلبك على هذا الكلام، فقد خذلتنا والله!.
- بإختيارك لحسين الجسمي لإنشاد الأنشودة الخاصة بخواطر 10 فإن قد قطعت لنا أي فرصة من أن نلتمس لك الأعذار، هي "القشة التي قصمت ظهر البعير"، فوفق تصريحاتك الأولى فأنت تُفضل الحياد، لكن بإختيارك الجسمي داعم الإنقلاب العسكري الدموي في مصر صاحب أغنية: "بشرة خير" ما بقيت محايدًا، وما ابقيت لنا إلا أن ندعو لمقاطعة ما تعرضه، لأنك تزرع بشباب الأمة روح التغيير، لكنك لمّا وضعت تحت الإمتحان خذلتنا.
 
"فكم من معلم في التنظير علمّنا المثالية، وغشنا لمّا وصل الميدان وكفر بما قال". فإن متابعتك أصبحت صعبة جدًا، فبأي نفسية نتابعك بعد اليوم، فإنني كلما نظرتك إليك تذكرت كلمات التي خذلتنا فأبغض أن أستمر في مشاهدة ما تعرضهُ.
 
إنني لم أتنازل عن مبدأ أن نُحمل الناس ما يحتملون لا أكثر، لكن هناك الحد الأدنى كمساندة المظلومين، أو على الأقل إستنكار الظُلم الذي استنكره القاصي والداني، أنكره الكُفار الفجرة وأنت لم تُنكره.
نحن لم نتغير، لكنك أنت الذي خذلتنا.

Total time: 0.0504