قال حيدر أبو بكر العطائ انهم اضاعوا عدة فرص بينها المشاركة في الحوار الوطني، لكنه استدرك بأن هذا الحديث لا يعني أنهم راضون عما دار في المؤتمر.
وقال العطاس وهوأول رئيس حكومة بعد قيام الوحدة في تصريحات خاصة لـ«المصدر أونلاين» ان هناك تفاصيل وعوائق أضاعت عليهم المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، وان مشاركتهم كانت ستمكنهم من الدفاع عن أفكارهم بشكل أفضل.
وتصريحات العطاس تندرج ضمن تقاربات وليونة أفصحت عنها اتصالات ولقاءات بين قادة جنوبيين والرئيس عبدربه منصور هادي بشأن إدارته لملف القضية الجنوبية.
والعطاس هو أول رئيس وزراء لليمن بعد الوحدة عام 1990، لكنه غادر اليمن بعد اندلاع حرب صيف 1994.
وقال العطاس من منفاه في جدة «إن مؤتمر القاهرة اعترف بالعملية السياسية، ولو شارك في مؤتمر الحوار لكان دافع عن الأفكار بشكل صحيح، ووضعنا حينها عدداً من الشروط».
وأضاف «هناك وحدة تمت في 90، لكنها ضربت في 94، لكن إذا أرادوا الوحدة نحن مستعدون لإعادة صياغتها».
وكشف العطاس في لقاء نهاية الأسبوع الماضي مع مجموعة من أبناء محافظة شبوة ان عدداً من القيادات الجنوبية التقت بمسؤولين أمريكيين في الأردن عام 2008، وأبلغتهم بنيتهم القتال ضد الحكومة إلا ان ذلك قوبل برفض الأمريكيين.
وقال في مقطع فيديو نشر على الانترنت «أبلغناهم باننا ننوي مقاتلة الحكومة فسألونا كم تقدرون أن تقدموا من الشهداء فقلنا لهم الآلاف حتى 30 ألف وحتى 40 ألف فردوا علينا بان أمر كهذا أمر خيالي ولن نسمح بذلك».
وأضاف في اللقاء ان مزايدة القيادات الجنوبية فتحت المجال أمام الإقصاء ومزيد من الخلاف، وتطرق عن لقاءات مع آخر رؤساء الدولة الجنوبية سابقاً علي سالم البيض بهدف توحيد القيادات الجنوبية لكنها كانت بلا جدوى.
ووصف العطاس ما تقوم به الجماهير في المحافظات الجنوبية بالدور «الخرافي»، لكنه قال ان هذا الجهد أفرغ من محتواه ولم يستغل بالشكل الصحيح.
وقال انه كان يجب أن يستغل الحشد الجماهيري بصورة صحيحة بالتزامن مع المحاورين في مؤتمر الحوار بصنعاء، لا ان يختصر الأمر بوصف المشاركين فيه «بالخونة».
كما تطرق العطاس إلى مقال صحفي كتبه في العام 2007، خاطب فيها الجنوبيين بالسلطة وطالبهم بان يجعلوا من قضية الجنوب قضيتهم ويسعوا لتصحيح الأوضاع وأخرى إلى «الشماليين» طالبهم فيها ان كانوا حريصين على وشائج المحبة والاخاء ان ينصروا اخوانهم الجنوبيين.
وأضاف بالقول «بعد نشر المقال وصلني اتصال من صنعاء وكنت حينها في المغرب وكان المتحدث هو علي عبدالله صالح وخاطبني بالقول انت مالك ليش ماتقول زي اصحابك نشتي استقلال أو انفصال انت ايش لك من الجنوبيين في السلطة هؤلاء قدهم معي فرددت عليه بالقول أنت مالك دخل بي ولن تعلمني ماذا اقول».
وقال «العطاس» ان على الجنوبيين ان يسلموا بالحقائق على الأرض وان يعملوا وفق ماهو ممكن ومتاح.
وتطرق إلى فترة حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح وإدارته للبلد عبر الفساد، وقال «صالح أراد تثبيت حكمه عبر ترك مجال للفساد، هو يعرف انهم يفسدون، وحين يريد أن أي شخص يعطيه حقل نفط». وأضاف «في 2012 قدمت شركة بريطانية إلى اليمن للتنقيب في حقلي نفط أحدهما يقع قرب صحراء العند باتجاه أبين والثاني في المنطقة الفاصلة بين شقرة وأحور وقال ان علي عبدالله صالح أبلغ هذه الشركة بان تلك الحقول من نصيب الشيخ الشايف».
وتابع العطاس «ذهبت إدارة الشركة إلى الشيخ شايف والذي ابلغهم ان عليهم ان يدفعوا خمسة مليون قهوة، وهو ما دفع الشركة إلى ترك العمل».
وأبدى العطاس مرونة مطردة في مواقفه حيال العملية السياسية وتصوراته لحل القضية الجنوبية منذ مايو الماضي حين التقى بأمين عام الجامعة العربية نبيل العربي وصرح في أعقاب اللقاء بأن نتائج الحوار الوطني تندرج ضمن «الممكن المتاح».