اخبار الساعة - صنعاء
وتحدث بعض منظمو ثورة الاحتجاجات أنه يجري حالياً الحشد والتعبئة الجماهيرية للقيام بمسيرات مليونية يوم الجمعة القادمة من ساحات الاعتصام نحو دار الرئاسة في صنعاء ومقرات القصر الجمهوري في معظم محافظات الجمهورية، من بينها تعز وعدن وحضرموت والحديدة وإب وصعدة ومأرب، وذلك بغرض المرابطة أمامها في اعتصام مفتوح حتى تتحقق أهداف الثورة، التي يأتي على رأسها، تنحية رئيس الجمهورية وأبنائه وأقاربه عن مناصبهم. كما يجري التنسيق على أن تترافق هذه الاعتصامات المفتوحة مع عصيان مدني شامل داخل اليمن، ومظاهرات مؤيدة لأبناء الجاليات اليمنية ودبلوماسيين مستقيلين ومناصريهم من منظمات وأفراد عرب وأجانب أمام السفارات اليمنية في كثير من الدول الغربية والعربية.
الجدير بالذكر، أنه سيشارك في المسيرات قرابة تسعين عضواً من أعضاء مجلس النواب، وقادة أحزاب، ووزراء وأعضاء مجلس شورى سابقين، وقادة منظمات المجتمع المدني، وأدباء، وفنانون، ومشايخ القبائل، ورجال أعمال، ووجاهات عامة. حيث ستأتي مشاركتهم، في جزء منها، لإيجاد حصانة للمتظاهرين من أي إجراءات قد تلجأ إليها السلطة الحاكمة في قمع المتظاهرين، كما ستكسبها رمزية خاصة أمام الرأي العام المحلي والدولي.
وبحسب منظمي الاحتجاجات، فإنه سيغطي المسيرات و الاعتصامات أمام القصور الرئاسية حوالي مائة وخمسين إعلامي على الأقل سيتوزعون في عموم المحافظات. حيث وجه شباب الثورة حتى الآن دعوات لستين وسيلة إعلامية خارجية، وخمسين وسيلة إعلامية محلية.
وقال أحد الثوار البارزين، أنه كان من المقرر أن تتم هذه الخطوة- التي سبق وأن تحدث عنها الثوار عبر وسائل الإعلام- خلال الأسبوع الحالي، إلا أن مرحلة الحشد والتنسيق تطلبت وقتاً إضافياً خاصة مع انضمام شرائح وفئات كبيرة إليهم، واستقطاب ركائز مهمة داخل بنية النظام الحاكم. ويعتقد أن يوم المسيرات نحو القصور الرئاسية هو "اليوم الأسود" الذي طالما توعد به الثوار نظام الرئيس صالح خلال الأيام الفائتة.
وفي أول تعليق على هذه الخطوة الاحتجاجية التصعيدية المقررة، توقع مراقبون أنه في حال نجاحها، فسيكسب اليمنيون الثائرون الرهان، وسُيجبرون النظام الحاكم – بلا شك- على الاستجابة لمطالبهم، خاصة بعدما أبدى رفضاً مستميتاً للرضوخ لمطالبهم طيلة الفترة السابقة.
وهكذا يبدو أن اليمنيين سيشهدون أياماً فاصلة في تاريخهم خلال الأيام القادمة ستضع النظام الحاكم أمام تحد حقيقي. لكن الجانب الأهم هو أن المخاوف من انزلاق اليمن نحو العنف في ظل تطورات ثورتهم الشعبية العارمة قد تبددت بشكل كبير، من وجهة نظر كثير من المهتمين المحليين والدوليين، جراء الحرص الشديد الذي أظهره المحتجون على طابع ثورتهم السلمي، رغم المحاولات الحثيثة التي سعى إليها النظام لجرهم إلى مربع العنف والتشظي.
وتحدث دبلوماسي غربي رفيع المستوى في صنعاء مؤخراً، خلال لقاء جمعه ببعض منظمي الاحتجاجات، قائلاً: "لقد وجدت معظم الأطراف الداخلية والخارجية- بمن فيهم حكومتي- بغيتها في هذه الثورة الشعبية من خلال التقاء وإجماع المستبعدين من قبل النظام، الذين يمثلون ما يزيد عن ثلاثة أرباع سكان اليمن".