أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

أمر محير فعلا ..!!.

- طارق مصطفى سلام

عن سر ومضمون المكالمتين الهاتفتين هذه الليلة ) .
تلقيت قبل قليل (ليل الثلاثاء الموافق 7/ 7/ 2014م ) اتصالين هاتفيين من أثنين من الزملاء الاعزاء ممن تعرفت عليهم وتعززت علاقتي بهم في العام 2011م في ساحة التغيير بالجامعة ..إلا أنني في حيرة من أمري مما سمعته منهما من حديث غريب وعجيب يثير الهموم والشجون وربما ان الأمر فيه شيء من الرمزية والاسقاط السياسي وشيء أخر من العبرة تحتاج لمزيد من التأمل والتدقيق في جملة الاحداث  والمشهد السياسي القائم اليوم في اليمن ...!!
الأول وهو من الشباب الحوثيين المتحمسين ومن رفاق ساحة لتغيير في صنعاء : قال لي منتشيا : المطاوعة الاصلاحيين في صنعاء حلقوا لحاهم وذقونهم ولا عاد باقي واحد منهم بلحية  وغادروا الجوامع والشوارع الى منازلهم خائفين متخفيين ..!! .
الثاني وهو من القيادات الشبابية المستقلة في ساحة التغيير ومهنته طبيب ومقيم في العاصمة صنعاء : قال لي : كيف الحال وفينك يا رفيق عادك في صنعاء ؟ أنا قدنا مع أسرتي في سمارة في طريقنا إلى القرية صنعاء سوف تشتعل وسوف يصير فيها الدم للركب ..قلت له : من قال ذلك ؟ فقال : السيد عبدالملك الحوثي ألم تسمعه ؟ ألم تعلم بأنه قد دخل عمران وحميد القيشبي قد هرب لصنعاء ..؟ رديت عليه مازحا : وماذا يخيفك من الحوثي اليس هو رفيقنا وحليفنا ؟ قال لي بقلق : ومن يضمن ذلك ؟ لا تصدق هذا الهرج وغادر صنعاء فورا الى عدن ..قلت له باديا للجدية : لن أغادر صنعاء طالما رئيسنا هادي لم يغادرها وباقي فيها.. رد متعجلا : قد فعل وغادرها وهو يقيم الان دولته في عدن ..!!
وأكد لكم ان هاتين المكالمتين قد حدثت فعلا قبل قليل وطال فيهما الحديث حيث تمكنت في الأولى من اقناع رفيقي الحوثي من التحلي بالحكمة وضبط النفس والابتعاد عن النشوة المدمرة ومشاعر التشفي والشماتة الخ التي نهى عنها الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم ووعدني خيرا ..
أما في المكالمة الثانية فقد فشلت جهودي كافة ولم استطيع تبديد مخاوف زميلي الخائف والمتوجس شرا من اللحظات القادمة في صنعاء ولم يقتنع مطلقا بكلامي بأن اليمنين أهل حكمة ومروء ة وان الإيمان يمان والحكمة يمانية الخ بل قال لي مغاضبا : انت من يغامر في هذه اللحظة الحرجة ولا يتحلى بالرويّة والحكمة والحرص على أسرته وأهله ..!
نعم الأمر محير فعلا ..فهل أنا على خطاء في موقفي هذا وفي كل ما قلته لزميلي الثاني القلق والخائف لأمر يتربص بصنعاء وأهلها جميعا .. أم هو الذي بالغ في خوفه وقلقه ليترك العاصمة صنعاء في مثل هذه الظروف الحرجة والعصيبة ؟.. حفظ الله اليمن الأصيل والمعطاء وأهلها الكرماء الطيبين كافة من كل مكروه ومن كل شر

Total time: 0.0503