نفى مصدر يمني مسؤول انسحاب الحوثيين من مدينة عمران التي دخلوها الثلاثاء الماضي.
وأكد المسؤول اليمني الذي طلب عدم ذكر اسمه في اتصال هاتفي مع «القدس العربي» أن «الحوثيين لم ينسحبوا من مدينة عمران، وأن الإحداثات التي يقومون بها في المدينة تشير إلى نيتهم البقاء فيها».
وأشار المسؤول إلى ان الحوثيين استولوا على ممتلكات عامة وخاصة وأن مقاتليهم «نزلوا في فنادق المدينة بعد أن أخرجوا نزلاءها منها بالقوة».
وأضاف أن نقاط الحوثيين العسكرية منتشرة حول المدينة وداخلها، وأنهم يحكمون السيطرة على «مبنى المحافظة والبنك المركزي والمراكز الأمنية».
وفي تعليقه على تصريحات الحوثيين حول انسحابهم من المدينة وإعادتها للدولة، قال المسؤول اليمني «أراد الحوثيون بإعلانهم الانسحاب من عمران مجرد الالتفاف على دعوة مجلس الأمن لخروج مقاتليهم من المدينة، وكذا دعوة مجلس التعاون الخليجي لعودة مقاتليهم من حيث أتوا»
وأضاف أن موجات النزوح لا تزال مستمرة بفعل الأعمال الانتقامية التي يقوم بها الحوثيون ضد من كانوا يناوئونهم في المدين، منوهاً إلى أن مقاتلي الجماعة يقومون بنهب الممتلكات الخاصة وتفتيش بيوت المواطنين وتعقبهم و بأعمال التصفية والاعتقال لمن يخالفهم.
وأكد أن «75٪ من سكان مدينة عمران قد غادروها تحت وطأة الأعمال التعسفية التي يقوم بها الحوثيون في المدينة». وذكر ان معظم النازحين قد تم نزوحهم غلى المحافظات المجاورة مثل صنعاء والمحويات، كما ان بعض المهجرين قد غادروا المدينة إلى مناطق أخرى في ريف محافظة عمران.
وأدان مجلس الأمن الدولي استيلاء الحوثيين الشيعة على عمران التي تبعد نحو 50 كيلومترا شمالي العاصمة اليمنية في حين هدد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بعمل عسكري وأمر الجيش برفع درجة الاستعداد إلى مستوى تنفيذ اي هجمات قد يكلف بها.
وكانت الجماعة قد أكدت إنه تم اتخاذ جميع الاجراءات لتسهيل تسليم معسكر اللواء 310 إلى الجيش. ووصفت هذه الخطوة بانها جاءت نتيجة تفاهمات تم التوصل إليها مع السلطات الرسمية.
وأدى القتال إلى مقتل ما لا يقل عن 200 شخص ونزوح أكثر من 35 ألفا آخرين وأثار مخاوف على نطاق واسع من تصاعد حدة الاضطرابات في البلاد التي يبلغ عدد سكانها 25 مليون نسمة. ويحاول اليمن التعافي من أزمة سياسية بدأت باحتجاجات حاشدة في عام 2011 أجبرت الرئيس السابق علي عبد الله صالح على التنحي.
وأدى استيلاء الحوثيين على عمران الى تفاقم زعزعة الاستقرار في البلاد التي تجابه أيضا حركة انفصالية في الجنوب والخطر الذي يمثله متشددو تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
وقال موقع 26 سبتمبر الإخباري التابع لوزارة الدفاع اليمنية إن هادي أقال قائد المنطقة العسكرية السادسة المسؤولة عن محافظات عمران والجوف وصعدة في اعقاب انتكاسة في قتال الحوثيين على ما يبدو.
وأضاف الموقع ان هادي أقال ايضا القائد العسكري لمنطقة حضرموت في الجنوب الشرقي للبلاد حيث ينشط تنظيم القاعدة في جزيرة العرب من خلال شن هجمات على منشآت عسكرية وحكومية في الأسابيع الاخيرة. واستولى الحوثيون على عمران يوم الثلاثاء بعد قتال استمر عدة ايام ضد القوات الحكومية ومقاتلين قبليين سنة متحالفين معها وهي الاشتباكات التي تهدد بالتحول الى صراع طائفي.
وجاء سقوط عمران بعد أقل من أسبوع من انهيار وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه في 23 حزيران/يونيو. وتبادل الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عن انهياره.