أعدم تنظيم القاعدة في اليمن خلال الأشهر الماضية عدداً ممن يمارسون السحر والشعوذة في مناطق متفرقة، يسيطر عليها في مدن لحج والبيضاء وحضرموت.
وقال المتخصص في شؤون القاعدة، عبد الرزاق الجمل لـ"العربي الجديد" إن "أنصار الشريعة" (الاسم الذي يطلقه أعضاء القاعدة على أنفسهم) قاموا بتنفيذ أحكام إعدام أصدروها على عدد من السحرة والمشعوذين يصل عددهم إلى 10 أشخاص، وأن عمليات الإعدام تمت بعد رفض المشعوذين الاستجابة لتحذيرات التنظيم بالامتناع عن ممارسة السحر والشعوذة.
وينفذ التنظيم أحكام الإعدام بشكل علني، ويترك الجثث معلقة في الهواء الطلق أياماً عدة كنوع من "التعزير". وانتشر عبر مواقع التواصل أخيراً مشاهد فيديو لعملية إعدام ساحرة عن طريق قطع الرأس، بينما يظهر الفيديو العشرات ملتفين حول منفذي الإعدام، من دون أن يزجرهم أحدهم أو يرفض ما فعلوه، حتى أن بعضهم يقوم بتصوير الواقعة بهاتفه.
وتطوف سيارات "الحِسْبة" التابعة لأنصار الشريعة الأسواق في أوقات الصلاة لحث الناس عليها، وتقوم بالتدخل إن حدثت مشاجرات بين الناس.
وتشبه مهمات سيارات الحسبة التابعة لتنظيم القاعدة في اليمن، مهمات "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" في السعودية، غير أن الأولى لا تلزم الناس بأداء الصلاة، وإنما تحثهم فقط عليها حسب الجمل.
وصور صحافي أجنبي فيلماً وثائقياً أثناء سيطرة التنظيم على بلدات في محافظة أبين الجنوبية قبل عامين، تظهر فيه الشوارع خالية من المارة أثناء الصلوات.
وأوردت وسائل إعلام يمنية أخيراً، أن أنصار الشريعة وزعت في الأيام الماضية بياناً في مناطق متفرقة من وادي حضرموت شرقي اليمن حذرت فيه النساء من "الخروج إلى الأسواق في ظل عدم وجود المحارم، وضرورة امتناع النساء عن ممارسة رياضة كرة القدم أو الجلوس في المقاهي"، باعتبار أن ذلك من "اللهو الذي تحرمه الشريعة الإسلامية".
وفي المقابل، قلل عبد الرازق الجمل من صحة ما تناولته وسائل الإعلام، مؤكداً أنه "عاش في مناطق سيطرة القاعدة، ووجد نساء يتسوقن من دون محرم، من دون أن يعترضهن أنصار الشريعة" مؤكداً أن أنصار الشريعة "لا يتدخلون في خصوصيات الناس بهذا الشكل".
وأضاف أن تنظيم القاعدة في اليمن "لا يعارض عمل المرأة، ولكنه يمنع الاختلاط بين الجنسين في الأماكن التي يسيطر عليها".
ويمنع أنصار الشريعة في اليمن، الذي يصنف من بين أخطر التنظيمات الإرهابية في العالم، في مناطق سيطرته، طلاب المدارس من أداء النشيد الوطني وتحية العلم باعتبار ذلك مخالفة للشريعة الإسلامية.
ويأتي الإجراء ضمن "منظومة ضوابط" وضعتها الجماعة على العملية التعليمية، في المناطق التي كانت تسيطر عليها والتي تقسمها إلى "ولايات" و"إمارات"، وذلك بغرض "تنقية التعليم من المخالفات التي تتعارض مع الشريعة" بحسب عدد شهر مارس/آذار 2012 من مجلة "مدد" التي تعتبر لسان حال التنظيم في اليمن.