طرح العلماء نظريات عديدة حول أسباب ظهور هذه الفتحة في شبه جزيرة "يامال" شمالي سيبيريا، منها نظرية الاحتباس الحراري الذي قد يكون تسبب في انطلاق غازات بشكل مفاجئ من تحت سطح الأرض، ونظرية الغاز المتراكم بسبب اختلاط الرمل مع الملح والغاز، إضافة إلى نظرية اصطدام نيزك بالمنطقة، وغيرها.
تعدد النظريات دفع السلطات الحكومية في يامال لاستدعاء بعثة من الخبراء للوقوف على السبب الحقيقي لظهور الفتحة في سطح الأرض بهذه المنطقة.
التقطت البعثة العلمية العديد من الصور الهامة للفتحة، منها بواسطة طائرة هليكوبتر، ونشرت الصور في جريدة The Siberian Times، كما استعان العلماء بصور من القمر الاصطناعي الروسي لمعرفة لحظة تشكل الفتحة.
وتشير بيانات البعثة إلى أن عمق الفتحة 70 مترا، وفي قاعها بحيرة جليدية وتنسال المياه على جدران الفتحة الجليدية المتآكلة.
رغم إصرار فريق العلماء على أن الفتحة "ظاهرة طبيعية"، إلا أنهم يؤكدون الحاجة لإجراء مزيد من الدراسة للوقوف على أسباب تكونها بهذا الشكل الضخم والعميق.
وقد استطاع العلماء النزول إلى داخل الفتحة، إلا أنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى القاع، ولاحظوا أن الجليد يشكل حوالي 80% من مكوناتها على الجدران حتى القاع، وقد أخذ تدريجيا بالذوبان تحت حرارة الشمس.
رجح بعض العلماء أن يكون ارتفاع درجة حرارة الصيف في منطقة يامال العامين الماضيين 2012، 2013، قد أثّر في تكوّن الفتحة، إلا أن آخرين يعتقدون أن أفضل النظريات المطروحة تلك التي تعزو تشكلها إلى أسباب "داخلية" من باطن الأرض لا "خارجية".
ويقول العلماء: "نستطيع الآن أن نقول بيقين أنه تحت تأثير عمليات داخلية في باطن الأرض كان هناك "طرد مركزي" للجليد، وأن ما حدث لم يكن انفجارا، ما يعني أنه لم تكن هناك حرارة مصاحبة لتكون الفتحة".
ويستدعي هذا الكلام نظرية ظهرت في ثمانينات القرن الماضي، أهملها العلماء لعدة سنوات، وتقول بأن بحيرات منطقة يامال قد تكونت بسبب مثل هذه "العمليات الطبيعية" التي تحدث في الجليد تحت سطح الأرض. وهذه العمليات كانت تحدث منذ حوالي 8000 عام، وربما هي تتكرر الآن، أي أننا نشهد ظاهرة تكون بحيرة جديدة مرة أخرى.
وعن مستقبل الحفرة قالت مارينا ليبمان، الباحثة الأولى في معهد الغلاف الجليدي للأرض بفرع سيبريا لأكاديمية العلوم الروسية: "جدران الحفرة ستذوب باستمرار، ومع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف لن يكون هناك وقت لتجمدها مرة أخرى، المياه سيعلو منسوبها داخل الحفرة، ونحن على الأرجح أمام تشكيل بحيرة جديدة".
هذا وقد أخذ العلماء عينات من التربة والجليد بداخلها، وأرسلوه إلى المعامل للدراسة.