قالت مصادر يمنية إن جماعة الحوثي ظلت تفاوض إلى آخر لحظة السلطات اليمنية على تسليم عدد من الإيرانيين واللبنانيين المحتجزين لدى وزارة الدفاع اليمنية مقابل تسليمهم جثمان قائد اللواء 310 بالجيش اليمني العميد حميد القشيبي، في دليل جديد على الدور الرئيس والمتقدم الذي تلعبه الجماعة الشيعية لفائدة ايران على الأراضي اليمنية.
وسلمت الجماعة اليمنية المقاتلة جثة القشيبي إلى وزارة الدفاع اليمنية الأحد دون الكشف عن المقابل الذي دفعته السلطات اليمنية لهذا التنظيم، الذي حقق نجاحات عسكرية لافتة ضد الجيش اليمني في الآونة الأخيرة عندما تمكن من اجتياح عمران على مقربة من العاصمة صنعاء مستقويا بأحدث الاسلحة وبالدعم المالي الإيراني.
ونقلت مصادر مقربة من عائلة القشيبي عن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي تأكيده في اجتماع مع عدد من افراد العائلة أن جماعة الحوثي حرصت في شروطها على وزارة الدفاع اليمنية لتسليم الجثة، أن تطلق السلطات في صنعاء سراح 4 ايرانيين ولبنانيين محتجزين إضافة إلى إطلاق سراح السفينة الإيرانية المحتجزة في اليمن "جيهان 1".
وأوقفت السلطات اليمنية السفينة الايرانية "جيهان 1" في المياه الإقليمية اليمنية في يناير/كانون الثاني 2013 وعلى متنها متفجرات شديدة الخطورة وأسلحة وذخائر مختلفة وأدوات ومعدات حربية وضعت في أماكن مختلفة من السفينة، على ماذكرت مصادر امنية وعسكرية يمنية.
وأكدت مصادر مستقلة خبر اشتراط جماعة الحوثيين على وزارة الدفاع تسليم أي من الإيرانيين الأربعة إلى جانب اثنين ينتمون لحزب الله واصفة الطلب "بالغريب"، لأن جماعة الحوثي هي جماعة يمنية كما ويفترض بها الا تقحم نفسها في مسألة سيادية تتعلق بحق السلطات اليمنية في احتجاز وإيقاف أي شخص وأي سفينة دخلت لليمن بشكل غير شرعي.
وتتهم جهات يمنية وإقليمية الحوثيين الذين حققوا انتصارات لافتة في مساعيهم للتوسع شمال اليمن بالسعي إلى الاستيلاء على مزيد من الأراضي لتوسيع منطقة نفوذهم ووضع أنفسهم كمليشيا نافذة لا مناص من الاستجابة لمطالبها مهما كانت في صياغة مستقبل اليمن وفي ارتباطاته الخارجية.
وتثار مخاوف إقليمية من أن الحوثيين الذين تماهوا كثيرا في السنوات مع الفكر الشيعي الاثني عشري ورؤاه في الحكم والسياسة بقيادة إيران الخمينية يسعون للتموقع في اليمن كمليشيا عسكرية تعمل بدعم ايراني مباشر والهيمنة على أجزاء واسعة منه اقتداء بتجربة حزب الله الشيعي في لبنان، وهو ما سيسهل مهمتها القائمة على خدمة مشروع التوسع الإيراني في المنطقة.
وتزداد هذه المخاوف عندما تواصل حكومة الرئيس عبدربه منصور في مكافأة التنظيم الشيعي بامتيازات قد تزيد في تقوية شوكته في المستقبل وتصعب من احتمالات ترويضه على ضرورة ممارسة نشاطته في اطار الدولة اليمنية وقوانينها وعدم الاصرار على مد تحالفاته الى الخارج سواء بإيران أو بحزب الله في لبنان أو بغيره من المليشيات الشيعية المنتشرة في العراق.
وقالت مصادر يمنية مطلعة إن السلطات اليمنية منحت الحوثيين رغم تمردهم ووقوفهم بالسلاح في وجه الدولة، ترخيصا لإنشاء شركة أمنية متخصصة متعددة المهام من جمع للمعلومات الاستخباراتية إلى حماية الشخصيات، وعن حراسة المنشآت.
وأشارت المصادر إلى أن منح الترخيص جاء بعد أن رفض لفترة طويلة
وأكدت المصادر أن إنشاء الحوثيين للشركة الامنية متعددة المهام، ستكون أعمالها مشابهة لما تقوم به أجهزة الاستخبارات الحكومية لدى الدول.