قام الرئيس عبد ربه منصور هادي، صباح الأربعاء، بزيارة مفاجئة إلى محافظة عمران التي شهدت مؤخراً مواجهات بين الجيش والحوثيين.
وقال هادي إن الزيارة تعد رسالة إلى كافة أبناء الشعب اليمني بأن محافظة عمران تنعم بالأمن والاستقرار.
وفي تعليقه على زيارة هادي إلى عمران قال الخبير في شؤون الجماعات المسلحة على الذهب إن زيارة الرئيس هادي إلى مدينة عمران بدت ذات دلالات موجبة وأخرى سالبة.
وأضاف: «في خانة الإيجاب يمكن أن نضع: رئيس البلاد في عمران التي أسقطها الحوثيون قبل أسبوعين، وفي خانة السلب: ما الثمن الذي قبضه من ضمن لهذا الرئيس سلامة الدخول والخروج دون أذى»؟.
وتساءل الذهب قائلاً : «هل يستطيع الرئيس هادي زيارة محافظة صعدة؟ هذا السؤال جوابه: هل يستطيع عبدالملك الحوثي زيارة صنعاء؟ بمعنى: أن أمورا أخرى لا يمكن أن تدار على طاولة المفاوضات، وأن الخطوط الحمر والصفر والخضر تتعاظم مع مرور الوقت».
من جانبه أبدى وزير الأوقاف السابق القاضي حمود الهتار أمله من أن تشكل زيارة الرئيس إلى عمران بداية قوية لبسط نفوذ الدولة على المحافظة وردع كل من تسول له نفسه استخدام القوة لفرض هيمنته أو المساس بحقوق وحريات المواطنين أو بأمن واستقرار المحافظة أو لتصفية حسابه مع خصومه كائنا من كان مالم فعلى الدنيا السلام.
الكاتب الصحفي عباس الضالعي أكد أن زيارة رئيس الجمهورية إلى عمران خطوة على طريق استعادة الدولة وفرض هيبتها التي نطالب بها جميعا.
وأوضح أنها خطوة شجاعة بكل المقاييس وهي مقدمة لزيارة صعده والجوف وحضرموت وابين وشبوة وكل المناطق الساخنة التي يعبث بأمنها انصار الشر ( انصار الشريعة وانصار الله).
أما المحلل السياسي اليمني ياسين التميمي فرأى أن الزيارة تاريخية بكل المقاييس، وأظهرت جدارة الرئيس هادي بتحمل أمانة المسئولية، في بلد مثل اليمن، وفي لحظة تاريخية هامة وفارقة واستثنائية من تاريخ هذا البلد المثقل بالمتاعب والديون والفقر والفساد والاخفاقات الاقتصادية.
وأشار إلى أن كلمة الرئيس جاءت بحجم الحدث، ولكنها خلت تقريباً من أية إشارة إلى الجماعة الحوثية المسلحة التي أحدثت كل هذا الخراب في محافظة عمران، لأنه وإن كانت هناك عناصر مسلحة دخيلة على المحافظة فليست إلا الجماعات المسلحة.
وقال إن زيارة الرئيس تحمل مؤشرات على رغبة القيادة السياسية في تعويم ما حدث في عمران، بما في ذلك حادثة استشهاد العميد القشيبي على يد الجماعة الحوثية المسلحة، وهي الجريمة التي لم تستهدف سوى الدولة وليس سواها.
وأضاف: «اليوم نحن في أمس الحاجة إلى التنويه بالزيارة التاريخية الشجاعة للرئيس هادي إلى محافظة عمران، لكن أيضاً ما أحوجنا إلى تذكير الرئيس بأنه إذا كانت زيارة عمران قد شكلت تعويضاً أولياً عن الإخفاقات غير المبررة للدولة في مواجهة ما جرى في عمران خلال الفترة الماضية، فإنه جدير بالأخ الرئيس أن يهتم اليوم بما يجري في محافظة الجوف، في ظل التحشيد الحوثي المعلن في هذه المحافظة وبأسلحة غنمها أصلاً من معاركه العبثية ضد الجيش في عمران«».
وأردف: «أقول ذلك لأننا لا نريد للرئيس أن يزور المحافظة على أنقاض الحرب، كما حصل في عمران، بل عليه أن يُوقف الحرب في الجوف ويفرض هيبة وسيطرة الدولة، وأن تكون زيارته تعبيراً عن حضور وقوة الدولة وليس انكسارها».
ولفت إلى أن إجراء كهذا سيبعث على الطمأنينة بأن الدولة ليست جزءاً من الترتيبات الخطيرة التي تجري بإيعاز إقليمي ودولي وهدفها الأساس هو التخلص من الثورة والذين قاموا بها، ومن استحقاقاتها الهامة بشأن التحول الديمقراطي.
الصحفي عبدالحكيم هلال قال إن رحلة الرئيس هادي المفاجئة إلى عمران، لها علاقة بالخبراء الإيرانيين ومن حزب الله اللبناني الذين تم اعتقالهم خلال المعارك الأخيرة في عمران، مؤكدا أنه تم، خلال الزيارة، التنسيق بين ميليشيات الحوثي والرئاسة على تسليم نقاط الحوثيين للحرس الرئاسي.
وأشار إلى أن هادي حينما عاد الى منزله أمنا مطمئنا أعاد الحرس الرئاسي العرمرم الأمانة إلى أهلها وسلموا النقاط للحوثة.
وتابع : «وهادي جا يقول لي أن زيارته لعمران تدل أن عمران عادت الى كنف الدولة أهناك ذل وخيانة ولعب على الشعب والعالم أكثر من كذا؟!».