صنعاء تغلي ، وربما مدن يمنية أخرى ، جراء رفع الدعم عن المشتقات النفطية ، اليوم عدد من شوراع العاصمة الرئيسية وحتى مداخل المدينة مسدودة بإطارات السيارات المشتعلة ( وكأنهم يعيدون ثورة التواير ) المعروفة والتي لم تأتي اكلها ، صحيح هناك نقمة شعبية ولكن الاكيد ايضا بأنه هناك من يستغلها لتحقيق مكاسب على حساب معاناة هذا الشعب المغلوب على امره ، كنت اعتقد لاول وهلة ان تواير اليوم المحروقة عفوية ولكني سمعت عدد من الشباب يهتفون (سلام الله على عفاش) وتأكدت اكثر عندما رأيتهم يمتلكون اجهزة لاسلكي وستخدمون تلفوناتهم الجوالة ويتواصل بعضهم مع مع نقاط اخرى في العاصمة وربما خارجها ، حينها أدركت انها مفتعلة كسابقتها . ذلك ان قرار رفع الدعم قد حصل وهو أمر واقع رضينا ام ابينا ، كما الكثير يدكون بأن ظغوطات البنك الدولي مطاعة لاسيما لدولة فقيرة مسلوبه الارادة ، ورغم ذلك هناك طرق ووسائل للتعبير عن استياء الشعب ،وليس بأثارة الشغب وسد الشوارع وتلويث البيئة التي هي ملوثه اصلاً ... وكانت التهيئة الحكومية ذكية عندما اصطنعت ازمة البترول لبضعة اسابيع سابقة لهكذا قرار برفع الدعم كي يكون الشعب مهيئا ويقبل على مضض اهون من اهانته في طوابير طويلة وانتشار السوق السوداء ، والحكومة الحالية اغلبها من المؤتمر وليس لدينا نظام جديد كتونس وليبيا ومصر حتى نرحم على القديم فمعروف حسب المبادرة الخليجية سيئة الصيت بأن النخب التي تتحكم في اليمن منذ ثلث قرن لازالت نفسها وان تغيرت ألاماكن ، لهذا فالزعيم هو الحاكم القديم الجديد والنظام هو نفسه منذ ثلث قرن من المأسي ، والجُرع سنة الأنظمة العسكرية القبلية في اليمن وليست بدعة حتى نقول ضلالة لقد سنها النظام السابق الحالي ، واعتقد بأن الشعب غدا له مناعة ، ضد الجرع وضد الثورة ، لان الثورة سرقت بيد اطراف السلطة نفسها المتحالفة بالأمس المختلفة اليوم المتحالفة في صور يوم العيد الاستعراضية وكأنهم في فلم كوميدي بامتياز ، عجبت لمن يهلل ويفرح بهكذا تقارب فهم سوا تحالفوا ام اختلفوا الأمر لايعني الشعب ذلك انه مجرد تكتيكات ليس الا وتبقى الإستراتيجية التشبث بالسلطة وإقصاء الآخر ملازمهم والتحالف الحقيقي في واقع الحال هو ضد الشعب المقهور المغلوب على آمره .
وعجبت أكثر لشعب يحن لجلاده ، ولزعيم يثور على اليد (الأمينة) الذي جعلها ديكور لسبعة عشر سنة ولم يروق له ان يقوم بدور رئيس توافقي فهو من اختاره وهو من يسبب له المتاعب ، لهذا فالوافع انه يثور على نظامه ، لان أي كائن عاقل لا يشك بوجود تغيير في اليمن كما في البلدان التي عصفت بها رياح التغيير العربي ، انه يمن على الشعب بأن اليمن لم ينزلق لحرب اهلية رغم ان اليمينون يعانون منه بما لايقل معاناه من الحرب الاهلية ، ومع انه حظي بحصانه لم يكن يحلم بها أي ديكتاور عربي ولكن (المخرج عايز كده) !