أعلنت اللجنة التنظيمية للثورة الشعبية الشبابية السلمية رفضها لأي مبادرة لا تنص صراحة على التنحي الفوري لـ " للرئيس واقاربه من السلطة" .
وفي أول رد فعل لهم تجاه ما يتداول حاليا في وسائل الإعلام, أعلن الشباب المعتصمون بساحات التغيير وميادين الحرية بالعاصمة صنعاء وبقية المحافظات رفضهم لأي مبادرات أو أفكارا لا تتضمن صراحة الرحيل الفوري للرئيس صالح وأقاربه وأركان نظامه الآخرين على حد سواء.
وأكدوا أنهم يرفضون بشكل واضح وقطعي أي تمديد للرئيس ونظامه لأكثر من أسبوع كحد أقصى لتجهيز نفسه لمغادره القصر الرئاسي ، إذا ما كان جادا فعلا في ترك السلطة.
وعبر المعتصمون عن عدم ثقتهم بأي وعود لـ "صالح" بعد اليوم ، قائلين إن هناك تجارب كافية لتنصل صالح عن وعوده وتنكره لاتفاقات قبل أن يجف حبر مدادها.
يأتي ذلك عقب سماع الشباب لأنباء تتحدث عن اجتماعات عقدت اليوم,برعاية إقليميه ودوليه للاتفاق على مقترحات لإنهاء الازمه القائمة وانتقال السلطه سلميا.
وأوردت قناة الجزيرة القطرية عن مصادر وصفتها بالموثوقه قولها, إن خارطة الرحيل تتكون من أربع نقاط,هي:
تسليم الرئيس السلطه لنائبه عبدربه منصور هادي خلال ستين يوما,
وتشكيل حكومة وفاق وطني,فضلا عن التعهد بعدم ملاحقه الرئيس وأبناءه أو أقاربه قضائيا,
وتشكيل مجلس انتقالي يشرف على عملية نقل السلطه.
وفور سماع هذه الأنباء من القناة التي كان الشباب يتابع ما يتداول في الأروقة بعيدا عن الأضواء,صدحوا جميعا من داخل الخيام بالعبارة المعروفة"أرحل",كما عبروا عن عدم قبولهم ببقاء الرئيس ولو لساعات,فكيف يتم التحاور حول فترة60يوما على حد قولهم.
وخلافا لما هو معتاد,بادرت إدارة المنصة أو ما تسمى"إذاعة جمهورية الأحرار",بفتح أغنية تترد كثيرا على المعتصمين للفنان المعروف محمد الاضرعي,وهي تتحدث في كلماتها عن رحيل الرئيس الفوري وتخاطبه بلهجات دارجة لمناطق متعددة من البلاد.
ويعد ذلك بمثابة تعبير واضح عن الرفض لما ورد في هذه الأنباء إذا ما تبين صحتها,خاصة وأن برنامج المنصة ينتهي في الساعة الثانية عشر ظهرا للفترة الأولي,ثم يعاود البث عند الساعة الرابعة عصرا,إلا في الحالات الطارئة فإنه يظل مفتوحا,ومن ذلك في حال التعرض لهجوم على الساحة كما كان يحدث في الأيام الماضية,أو لبيان أمر هام كما هو اليوم,حيث جرى الرد سريعا وإن بشكل مختلف كفتح أغنيه تعبر عن الموقف.
وقال الشاب هاني الشميري عقب سماعه نقطة تسليم الرئيس لصلاحياته خلال 60يوما في سخريه:" ماذا يريد أن يحمل معه ونحن مستعدون لأخذ أي عفش".
واستطلعت"الصحوة نت" آراء عينه من الشباب لمعرفه مواقفهم إزاء ما يطرح ورؤيتهم في المقابل لحل الازمه الراهنة.
"60يوما فتره كبيره سوف ينتقم الرئيس فيها من خصومه ويعمل ما يحلو له",بهذه الكلمات عبر الشاب علي الحبيشي عن استياءه من كون الفتره مبالغ فيها,وأن ما يمكن القبول به هو أسبوعا واحدا يرى انه يرتب خروج الرئيس ويسهل عمليه تسليم السلطه لمجلس انتقالي.
وفيما بدا أن حاله رضا يمكن ملاحظتها بين الشباب حول فقرة نقل السلطه لنائب الرئيس,وتشكيل مجلس انتقالي,ساد الاعتراض والرفض حول الفقرتين الأخريين وبالذات فترة تسليم الصلاحيات وعدم ملاحقة الرئيس وأقاربه.
ورأى ممن تحدثوا "لثورة البن" أن الفتره التي قضوها لأكثر من شهر في الساحات والميادين العامه كافيه وزيادة لكي يستجاب لمطالبهم من قبل النظام,مؤكدين أنهم على استعداد للصمود والبقاء لأكثر في حال استمر الرئيس على عناده إلى الجمعة القادمه,لكن أن يتم التفاوض حول تمديد فترة بقاء الرئيس ومعها بقاءهم في الشوارع أمر غير مقبول.
وبشأن عدم ملاحقة الرئيس وأقاربه عن الجرائم التي ارتكبوها بقتل الشباب المعتصمين,أكدوا أن المخولين بهذا الحق هم ذوي وأسر الشهداء الذين من حقهم رفع الدعوى القضائية أو العفو عن ذلك,غير أنهم إجمالا يتفقون على ضرورة محاسبه كل من تورط في إزهاق الأرواح البرئيه,كون ذلك مطلبا مشروعا يتصل بجرائم ضد الإنسانية وبضحايا سقطوا دونما جرم ارتكبوه سوى التعبير عن آراءهم سلميا.
وذهب فارس الشعري للتذكير بتنكر الرئيس ونكوصه عن تنفيذ وعود سابقه,ما يجعل منحه فرصه أخرى بمثابة انتحار كارثي.وقال إن التفاوض يجب أن يكون حول تسريع عمليه تسليم السلطه ومغادرة الرئيس للكرسي بأقرب وقت ممكن وليس العكس بالتمديد.
من جانبه,قال عمر صالح إن هناك إغفال لمطلب رئيسي وضروري يتعلق بمصير أبناء وأقارب الرئيس الذين يتولون مناصب عسكريه ومدنيه رفيعة,حيث لا إشارة لذلك في النقاط المقترحة التي تسربت حتى الآن.
وكان المعتصمون بساحة التغيير ردوا على كلمة صالح الذي سبق أن أعلن موافقته على مغادرة السلطة قبل نهاية 2011، ببيان حددوا فيه "مطالب الثورة الشبابية السلمية" وهي "تنحي الرئيس من منصبه، وعزل أبنائه وأبناء أخيه من القيادات والوحدات العسكرية والأمنية".
كما دعوا إلى تشكيل "مجلس وطني انتقالي ولجنة من ذوي الخبرة والتخصص لصياغة دستور جديد يقوم على النظام البرلماني، ويتم الاستفتاء عليه في فترة لا تتخطى الثلاثة أشهر" وإلى "بناء دولة مدنية حديثة قائمة على المشاركة السياسية وتداول السلطة".
وفيما عرف موقف الشباب مبدئيا وإن لم يخرج على هذا المطلب,تظل الأنظار تتجه إلى حيث يتحاور السياسيون بعيدا عن الأعين وما سيقررونه بخلاصه حواراتهم,غير أن جلاء الموقف نهائيا سيولد عما قريب وفي غضون الساعات القليلة المقبله كما تقول المؤشرات.