نفى وزير الخارجية اليمني عبد الله القربي التوصل لاتفاق لنقل السلطة باليمن اليوم أو غدا، وقال إن بنود آليات نقل السلطة التي يجري تداولها "مجرد تسريبات"، في حين أكدت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية بصنعاء رفضها لأي مبادرة لا تنص صراحة على التنحي الفوري للرئيس علي عبد الله صالح وأبنائه.
وقال القربي في مقابلة مع الجزيرة "هناك إصرار من الرئيس للوصول بالحوار إلى نهايته والوصول ليمن آمن ومستقر بعيدا عن العنف والتعصب".
أبو بكر القربى قال إن الغالبية تؤيد بقاء الرئيس حتى نهاية فترته
وقال "نريد صياغة دستور جديد يتضمن الفصل بين السلطات والانتقال للنظام البرلماني تشمل القائمة النسبية التي تطالب بها المعارضة". غير أنه أضاف أن هناك أغلبية تريد بقاء الرئيس حتى نهاية فترته، مشيرا إلى أن ذلك "ظهر في المظاهرات المؤيدة للرئيس بالأمس".
وذكر وزير الخارجية اليمني أن معظم ما جاء في بنود آليات السلطة تسريبات لا يعرف مصدرها داعيا لتجنب التسريبات التي تضر بالحوار القائم الآن.
وفي السياق ذاته قال مصدر رسمي إنّ حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن، يرى طلب المعارضة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح غير مقبول وغير منطقي. واتَّهم الحزب تجمعَ الإصلاح الإسلامي بالوقوف وراء الاحتجاجات.
أربعة بنود
وكانت مصادر موثوقة قالت للجزيرة إن اجتماعات تعقد اليوم في صنعاء بحضور أحزاب المعارضة وحزب المؤتمر الشعبي الحاكم ووفد أوروبي وأميركي لبحث آليات انتقال السلطة في البلاد. وأضاف المصدر أنّ بين المشاركين أيضا ممثّلا عن اللواء علي محسن صالح الذي أعلن انضمامه لشباب الثورة.
ووفق المصدر اليمني تتضمن آلية انتقال السلطة مقترحا من أربع نقاط.
* نقل السلطة إلى نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي.
* أن يتخلى الرئيس علي عبد الله صالح عن صلاحياته خلال ستين يوما.
* عدم ملاحقته أو ملاحقة أبنائه أوأقاربه.
* تشكيل هيئة وطنية للإشراف على انتقال السلطة.
وكان الرئيس اليمني قد اجتمع أمس بأعضاء اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي الحاكم. وقالت اللجنة إن الأزمة الحالية في اليمن سببها ما دعتها المواقف المتعنّتة لحزب الإصلاح وحلفائه في أحزاب اللقاء المشترك والحوثيين والقاعدة، على حدّ تعبيرها.
كل المطالب
من جهتها قالت الناشطة الحقوقية هدى العطاس إن مقترح النقاط الأربع "لا يحقق كل مطالب المعتصمين، وسنواصل الاعصتصام حتى تحقيق كل مطالبنا".
وأضافت العطاس من ساحة التغيير بالعاصمة أن المطالب لم تذكر رحيل رموز النظام، كما أنها لا تشمل رحيل الرئيس بشكل فوري، قائلة إنها إذا تطرقت لذلك يمكن النظر فيها.
وكان مئات الآلاف من أنصار صالح قد احتشدوا أمس بميدان السبعين بصنعاء في اليوم الذي أطلقوا عليه "جمعة التسامح" تأييدا لمبادرته الأخيرة، بينما احتشد مئات الآلاف في ساحة التغيير بصنعاء وعدن ومدن أخرى فيما أطلق عليه شباب ثورة التغيير "جمعة الرحيل".
وألقى صالح كلمة أمام أنصاره نقلها التلفزيون الحكومي، أكد فيها عدم تمسكه بالسلطة واستعداده للتخلي عنها حقنا للدماء، لكنه اشترط أن يتم تسليم السلطة إلى ما وصفها بأياد "أمينة" لا إلى أياد "حاقدة وعابثة ومتآمرة".
ووصف الرئيس بكلمته بعض المعارضين له بالمغامرين والمتآمرين، وأنهم "يريدون أن يحصلوا على السلطة من فوق جماجم الشهداء والأطفال". وأضاف مخاطبا الحشود المؤيدة "نحن معكم، ثابتون وصامدون أمام كل التحديات".
وكانت المعارضة أطلقت دعوة للتجمع الجمعة بعد مقتل 52 محتجا بالرصاص الحي الجمعة الماضية في ساحة التغيير بصنعاء، لتأكيد المطالب الشعبية وإجبار صالح على الرحيل.
وقد دعا خطيب الجمعة التي أقيمت في الساحة إلى "الثبات حتى يسقط النظام" محييا كل فئات المجتمع التي التحقت بالثورة، ومنها القوات المسلحة والوزراء والسفراء.