على شركاء اليمن تحمل مسئوليتهم تجاه اليمن في مكافحة الإرهاب أو البحث عن خيارات أخرى ..!!
آثار مكافحة الإرهاب على التنمية في اليمن
البلاء الإرهابي الذي أصاب اليمن خلال الثلاث السنوات الماضية اثر بشكل كبير على التنمية بمختلف جوانبها وتوقف الحراك الاقتصادي والإنتاجي نتيجة قيام الدولة بمكافحة الإرهاب الذي يستهدف عمدا امن واستقرار اليمن ، الإرهاب آفة وكارثة على اي مجتمع ، واليمن اصيبت بهذا البلاء وبأنواع متعددة ومختلفة وتحت رايات دينية وسياسية مزيفة أهمها ارهاب الأنصار ( انصار الله وانصار الشريعة) وهو الإرهاب الذي يمارس تحت راية دينية واحد يريد اقامة الحق الالهي وخروج المهدي (الإمام الثاني عشر) الذي دخل السرداب ولم يخرج ، وللتسريع بخروجه - وفق العقيدة الاثنى عشرية - لزما ارتكاب اكبر قدر من جرائم القتل والحرابة ، وماتقوم به جماعة انصار الله في شمال اليمن من قتل وتهجير وتفجير وتشريد واخافة الآمنين هي محاولة لانقاذ البشرية بواسطة التعجيل بخروج "مهدي منتظري " من سردابه!!
وأما الإرهاب الآخر المتمثل بالجناح الآخر من الأنصار ( انصار الشريعة) الذين يمارسون قتل النفس التي حرم الله تحت راية دينية وعلى اساس ان المجتمع كافر والدولة كافرة وعملاء للصليبيين واليهود وهم ( انصار الشريعة) الوحيدين المسلمين والمؤمنين والطاهرين المنزهين الخالين من اي شوائب!! .
اما الإرهاب المتعلق بالجوانب السياسية الذي يمارسه علي عبدا لله صالح وانصاره من القيادات السياسية في حزب المؤتمر والمشائخ وقيادات عسكرية وامنية موالية له ويتمثل ارهابهم بتفجير أنابيب النفط والكهرباء وقطع الطرقات واحتجاز قاطرات نقل المشتقات النفطية وممارسة الفوضى العامة اضافة الى تنفيذ عمليات الاغتيالات بحق كوادر المخابرات والامن والجيش خلال الفترة الماضية ، كما يقومون بعرقلة المرحلة الانتقالية واعاقة عمل الحكومة وأجهزتها التنفيذية اضافة الى ذلك يقومون بممارسة الحرب الاعلامية على كل الاطراف السياسية والجهات الرسمية وعلى الشعب وتسببوا بخلق ثقافة سياسية واجتماعية منزوعة من قواسم الشراكة والتكافل والعيش المشترك.
يضاف الى ارهاب علي صالح "متعدد المهام " وقوفه وراء تنمية ارهاب جماعات الانصار ( انصار الله وانصار الشريعة) سواء بتقديمه الدعم المباشر كما هو الحال مع جماعة انصار الله الذي قدم لها الاسلحة بمتخلف انواعها وقدم لها الدعم البشري والمالي والسياسي والاعلامي الى درجة ان المتابع لا يستطيع ان يفرق بين انصار الله وانصار المؤتمر نظرا للوحدة والازدواج التنظيمي بين المؤتمر وجماعة الحوثي .
اما الدعم الذي يقدم لانصار الشريعة من قبل طرف علي صالح فهو يتمثل بمد الجماعة بمعلومات استخبارية لتسهيل عملية اختراق المؤسسات الامنية واجهزة الاستخبارات والجيش من اجل تنفيذ عمليات الاغتيالات او الهجوم على وحدات وثكنات الجيش والامن اضافة الى قيام الموالين له داخل الجيش والامن والاستخبارات والسلطات المحلية بتسهيل تنفيذ مخططاتهم للسيطرة على المدن التي نفذوا عمليات سابقة وفشلت وقاموا بالاستيلاء على اموال البنوك واسلحة بعض المرافق التابعة للجيش والامن اضافة الى قيامهم بتشكيل عصابات مهمتها التقطع للاموال التي يتم نقلها من مكان الى آخر سواء كانت اموال عامة ( مرتبات واموال بنكية منقولة) او اموال خاصة تابعة للبنوك التجارية الخاصة.
التنمية التي تضررت وتدهورت خلال الثلاث السنوات الماضية بسبب استحضار الاموات واعادة الماضي وتدوير العجلة الى الوراء جزء كبير من هذه الجرائم يستهدف مرحلة التغيير ويستهدف الرئيس عبد ربه منصور هادي المصنف وفقا لثقافة جماعتي الانصار !! بالرئيس ( التكفيري وخائن ثقافة القرآن وعميل اسرائيل وامريكا، ورجل الصليبيين واليهود وووو) وكلها شعارات دمرت الدين والدنيا ودمرت اليمن ارضا وانسانا.
الانفاق الذي يقدم لاجهزة الجيش والامن لمكافحة ارهاب الانصار والحبل السري!! الذي يغذي ارهاب جماعتي الانصار كلف الخزينة العامة الكثير وان مكافحة الارهاب قد استحوذت على نشاط الحكومة وهذا ادى الى توقف عملية التنمية والانشطة الاقتصادية التجارية والصناعية والزراعية وتوقف انتاج وتصدير الثروات الطبيعية المعدنية والسمكية وتوقف السياحة بشكل كامل.
مكافحة الارهاب واجب على الدولة وعلى الرئيس وان كان هناك بعض الملاحظات على قصور جوانب معينة اثناء مكافحة الارهاب خاصة المتعلق بإرهاب جماعة انصار الله التي تعاملها الدولة ممثلة بالوزير الفاشل محمد ناصر تعامل ناعم ورغم نعومته الا انه يلحق اكبر قدر من الخسائر على الدولة .
شاءت سياسة علي صالح ان نجحت بتحويل اليمن الى قاعدة ومحطة لتجمع الإرهابيين من كل بقاع الدنيا وكان هذا بهدف استعطاف الدول المستهدفة من العمليات الإرهابية وخاصة السعودية ودول امريكا والاتحاد الاوربي ونجح علي صالح بتخويف هذه الدول ونجح ( بحلبها) ماليا من خلال التزامها بتمويل فاتورة الحرب على الارهاب ولم يتوقف الامر عند دفع الفاتورة فقط بل نجح بتدفيعهم بفاتورة الاثار الجانبية المتعلقة بمكافحة الإرهاب مثل توقف السياحة وتأثير العمليات الارهابية على الاستثمار والتنمية، وحقق في هذا الجانب تقدما ملحوظا ، حتى انه اجبر الشقيقة الجارة السعودية على الزامها "كرها " بتمويل حرب الدولة على جماعة الحوثي ايام كانوا "شباب مؤمنين "!! من خلال تصدير علي صالح عناصر ارهابية الى داخل الأراضي السعودية ورفع شعار الصرخة وسط مديرية امن منطقة حدودية مع اليمن ليثبت للسعودية انها مستهدفة وفعلا نجح بإقناعها "كرها " وتجاوبت معه بعد تلك العملية "طوعا " وقدمت التمويلات السخية دعما للحكومة بحربها على جماعة الحوثي ( انصار الله) حاليا ..
اليمن شريك اساسي للمجتمع الاقليمي والدولي في مكافحة الارهاب وهذه الشراكة يجب ان تتحول الى شراكة عملية على الواقع وان يتحمل الشركاء مسئوليتهم بالوقوف مع اليمن وتحمل نفقات الحرب على الإرهاب سواء الإرهاب القاعدي في الجنوب والشرق او الإرهاب الحوثي في الشمال.
اليمن يتولى مكافحة الإرهاب منفردا ونيابة عن الدول التي تنتج الارهاب وتصدره لليمن سواء من خلال طريقة الحكم او البيئة الثقافية المنتجة للإرهاب كالسعودية وممارسة السياسة الاستعمارية التي تمارسها دول امريكا واوربا تجاه شعوب العرب والمسلمين وقضاياهم وتحديدا قضية فلسطين ونتيجة هذه السياسة يتحول الغضب الى افعال ضد هذه السياسة والدول .
التنمية في اليمن توقفت وتأثرت الاحوال المعيشية نتيجة قيام الدولة بمكافحة الارهاب حفاظا على تلك الدول من تصديره الى بلدانهم او استهداف مصالحهم في المنطقة وهذا يستدعي تحمل شركاء اليمن بمكافحة الإرهاب وتقديم المساعدات المالية والعسكرية وتعويض الخسائر المترتبة على مكافحة اليمن للإرهاب وان لا يتوقف الدعم على جوانب خاصة بمكافحة الارهاب دون النظر للنتائج التي افرزتها عمليات مكافحة الإرهاب وأثرت سلبا على النشاط الاقتصادي والتجاري والصناعي والاستثماري والسياحة وكلما يتعلق بالامن والاستقرار .
اذا لم تكون هناك شراكة حقيقية مع اليمن من المجتمع الاقليمي والدولي واستشعار المسئولية فلا يمكن لليمن ان تتحول الى جندي لحراسة مصالح العالم منفردة وبإمكانياتها المحدودة ، وعلى اليمن التفكير بخيارات اخرى للحفاظ على مواردها وميزانيتها من اجل الحفاظ على المستوى المقبول من التمنية وتنفيذ مشاريع البنية التحتية التي توقفت من ثلاث سنوات بشكل شبه كامل .
الاصطفاف الشعبي الوطني مع القيادة السياسة لليمن ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي ستدفع باي خيارات ناجحة على هذا الصعيد من اجل تجاوز المرحلة الحرجة التي يعتبر غياب الامن والاستقرار هو اهم عائق ، وغياب الامن والاستقرار له صلة بتدخلات المجتمع الإقليمي والدولي الذي يراعي بعض الأطراف ويمدها بالمال والموقف السياسي وهذا المال يذهب جزء منه لتمويل جماعات الأنصار الإرهابية