رصدت صحيفه سعوديه في تقرير نشرته اليوم الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيين اليمنيين في عمران بعد سيطرة الحوثيين عليها الشهر الماضي .
وجاء في التقرير في صحيفه " اليوم " مقابلات عديده منها مع الشاب "منصور" في منتصف العقد الثالث، لم يجد غير النزوح الى العاصمة صنعاء، بعد ان تعرض منزله في مدينة عمران للتفتيش عدة مرات، من قبل مسلحي جماعة الحوثي التي تسيطر على عمران منذ سقوطها في الثامن من يوليو الماضي، إثر مواجهات دامية مع وحدات من الجيش في المحافظة.
منصور، يعمل سائق سيارة أجرة، تتهمة الجماعة بالانتماء لحزب الإصلاح، رغم نفيه المستمر ارتباطه بأي تنظيم سياسي، إلا أن مسلحي الجماعة يداهمون منزله بحثاً عن كتب أو منشورات معارضة لهم، لكنهم لا يجدون شيئاً، غادر مدينة عمران ليبدأ حياة جديدة في العاصمة صنعاء.
قصة "منصور" لا تختلف عن قصص العشرات من معارضي تواجد جماعة الحوثي في عمران، وتتعمد الجماعة فرض سيطرتها بشكل كبير من خلال قمع معارضيها، وسجنهم وإرهابهم من خلال تهديدهم ومداهمة منازلهم.
استاد رياضي تحول إلى سجن
وفي عمران تحول استادها الرياضي وسط المدينة إلى سجن خاص للحوثي، وفق العملومات التي حصلت عليها "اليوم" ان اكثر من 36 شخصا لايزالون في هذا السجن، بينهم عدد من الموظفين الحكوميين، تتهمهم الجماعة بمعارضتها.
ورغم اعلان جماعة الحوثي تسليم كل المباني الحكومية والامنية والعسكرية الى السلطات المحلية الا انها لاتزال تحكم سيطرتها على عدد كبير من المباني الحكومية ويقوم مسلحو الجماعة بحراستها وفي مقدمتها مبنى المجمع الحكومي لمحافظة عمران.
بعض الاهالي تحدثوا لـ(اليوم) بشكل سري، ان المداهمات والاعتقالات تحدث بشكل يومي، اخرها اعتقال اربعة شباب من حي " نجر المجاورة لمقر اللواء 310 وسط المدينة" واقتيادهم الى استاد عمران الرياضي، بتهمة انتمائهم لحزب الاصلاح.
وتابعوا في احاديثهم: ان الحوثيين يحكمون عمران بالأمر الواقع وهم يسيرون دوريات ولديهم نقاط تفتيش على مداخل المدنية. وفي الكثير من الاوقات يحضر ابو علي الحاكم القائد الميداني للحوثيين في عمران، اغلب اجتمعات المكتب التنفيذي للمحافظة.
الصحفيون في مواجهة جماعة الحوثي
وإثر اختطاف مسلحي الحوثي لصحفيين في عمران، شنت نقابة الصحفيين اليمنيين هجوماً عنيفاً على جماعة الحوثي واتهمتها بممارسة " سلوك معاد مرتاب واتهامي تجاه الصحفيين". وقالت النقابة في بيان وزعته على الصحفيين عبر الاميل مطلع الاسبوع الحالي، ان المجاميع التابعة للحوثي تقوم بانتهاكات خطيرة وصارخة بحق الصحفيين يوسف حازب وزميله يوسف القحمي.
واعتقل الصحفيان لمدة أربعة أيام عندما كانا يقومان بتصوير وتوثيق الأضرار التي لحقت بمنازل مواطنين في مدينة عمران، حيث صادرت تلك العناصر الكاميرا التلفزيونية وعدسة كبيرة وشريحة ذاكرة الكاميرا، وتم اطلاقهما لاحقاً بضمانات محلية.
وقال البيان: ان الصحفيين أخضعا لجلسات تحقيق من عناصر الجماعة، معتبرة رفض جماعة الحوثي إعادة ما صادره أفرادها من ادوات منها كاميرا تصوير مرتفعة الثمن تخص مؤسسة مأرب برس الصحفية، بأنه "ملمح لصوصي مشين "، على حد تعبير البيان.
إعدام خارج إطار القانون
لا يتوقف الأمر في الاعتقال ومداهمة المنازل او نسفها، بل وصل الى الاعدام خارج اطار القانون. في حادثة وصفها سكان محليون بـ" المرعبة " اعدمت الجماعة رمياً بالرصاص على مرأى ومسمع الناس شابا في العقد الثالث من العمر.
ويقول الصحفي يحيى الثلايا، الذي يقطن في مدينة عمران وتعرض لعدة مضايقات بسبب نشاطة الصحفي ، ان شابا يدعى " فؤاد صالح ماسح" من أبناء عزلة بني دهش مديرية ظليمة محافظة عمران، متزوج وفي العقد الثالث من العمر، اعدم بعد اتهامه بإلقاء قنبلة يدوية على محل تجاري في مدينة عمران. وقال: ان حادث الإعدام كان برعاية المسئول العسكري للحوثيين في المنطقة (حسين قناف) وكنيته أبو علي، ومسئول ما يسمى مجلس التلاحم القبلي الذي أنشأه الحوثي مؤخراً ويدعى قاسم دجريه.
الزكاة إلى يد الجماعة
كما منع مسلحو جماعة الحوثي تسليم زكاة الفطر للسطات المحلية، ووفق بعض الاهالي فإن الجماعة فرضت على بعض اصحاب المحلات التجارية الكبيرة دفع زكاة الفطر الى مندوبيها، بدلاً من تسليمها للسطلات المحلية، كما منعت الغناء في المدينة، واعتقلت بعض الفنانين والعاملين في بيع الاقراص المدمجة المحتوية على أغان، وأجبرت البعض على التعهد بعدم بيع الأغاني.
أكثر من نصف مليون نازح
من جانبة، قدر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، الذين تضرروا جراء المواجهات الأخيرة بين الحوثيين ووحدات من الجيش اليمني، بنحو نصف مليون شخص، وقال المكتب: انه تحقق من وجود 637 ألف نازح داخل محافظة عمران، بالإضافة إلى نزوح 35 ألفا إلى خارجها منذ شهر يونيو الماضي، كما اشتكت من غياب الأمن وانتشار النقاط الأمنية للحوثيين على الطرقات.
في اطار المعالجات العاجلة، شكل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، لجنة خاصة بحصر الأضرار للممتلكات العامة والخاصة بمحافظة عمران. بهدف صرف التعويضات للمتضررين في طريق اعادة الحياة الى طبيعها وإعادة إعمار المحافظة وإعادة جميع الخدمات إليها.
تجدد الاشتباكات على صعيد آخر: تجددت صباح الاثنين، الاشتباكات بين مسلحي الحوثي ومسلحي الاصلاح (الاخوان المسلمين) في منطقة الغيل بالجوف شمال شرق العاصمة صنعاء.
وقال مبخوت محمد صحفي في الجوف: إن الاشتباكات مستمرة بين الطرفين مشيراً الى أن الطرفين استخدما الأسلحة الثقيلة والمتوسطة ولم يتبين حتى اللحظة سقوط أي قتيل.
واوضح أن تلك الاشتباكات تأتي بعد يوم واحد فقط من اتفاق الطرفين بالالتزام بوقف اطلاق النار، حيث وقع الطرفان وقفا لإطلاق النار مع لجنة الوساطة الرئاسية المكونة من قيادات عسكرية وعدد من شيوخ مأرب والجوف والمرسلة إلى هناك منذ 19 يوليو الماضي.
من جهة أخرى، اوضح علي القحوم مصدر إعلامي لأنصار الله أن مسلحي الاصلاح، هم من قاموا بخرق الهدنة، واعتدوا على مواقع حوثية في منطقة الغيل، مضيفاً أنه من حقهم الرد في حال تقدم الاصلاحيين الى مواقعهم هناك.
وقال القحوم: إن الطرف الآخر لا يريد الالتزام بأية هدنة، وما يهمه فقط إثارة المشاكل.
يأتي ذلك في الوقت الذي نفى فيه مبارك العبادي رئيس الدائرة الإعلامية للتجمع اليمني لحزب الاصلاح في الجوف خرقهم لأي هدنة. وقال العبادي: "نحن وبمساندة القبائل لا نقوم سوى بحماية اراضينا من الحوثيين الذين قاموا بخرق الهدنة من خلال الهجوم على المواطنين مستخدمين الأسلحة بشكل عشوائي في منطقة الغيل" .
وكانت لجنة رئاسية نجحت الأحد في عقد اتفاق تهدئة بين الطرفين، وذلك بعد اسابيع من المواجهات المسلحة التي أدت إلى مقتل وإصابة العشرات.
وجرى اتفاق اللجنة على أن يتم تسليم المواقع المستحدثة للجيش، ورفع المتاريس إضافة إلى تبادل الأسرى بين الطرفين